د شاهيناز حسين تكتب: ماذا تعرف عن مرض الماريك القاتل في الدواجن
باحث باثولوجيا اكلينيكية- معهد بحوث الصحة الحيوانية بالاسكندرية
مرض الماريك من بين الامراض المسببة للأورام و المهمه في صناعة الدواجن، والذي يسببه فيروس الهربس و مرض الليوكوزيس والريتيكولواندوثيليوزيس. وهذه الامراض هي مسؤولة عن الخسارة الاقتصادية بسبب كل من الوفيات و انخفاض الأداء .
مرض الماريك لا يزال يمثل مشكلة في قطعان التسمين وقطعان البياض في مصر علي حد سواء حتى في القطعان المحصنة بلقاح ثنائي التكافؤ. وهو من الامراض اللمفاويه المسببة للسرطان في الدجاج التي تؤثر علي الخلايا الليمفاوية مما يؤدي إلى تشكيل الأورام جنبا إلى جنب مع كبت المناعة. أعراض مرض “الماريك” لها شكلين أساسيين، هما الشكل المزمن عصبى وعينى، والشكل الحاد أو الدرنى، وتتلخص أعراض المرض فى الموت المفاجئ أو انخفاض الوزن والإسهال وشلل الأرجل والأجنحة، فضلا عن اصابة الجلد فى الكتاكيت وربما تحدث الإصابة فى الفترة العمرية بين 5 إلى 8 أسابيع،عن طريق الجهاز التنفسي باستنشاق الغبار من الفرشة الملوثةبالفيروس والموجود في جذور زغب الطيور المصابة) ويتم الوقاية من المرض من خلال التحصين الذى يتم غالبا فى المفرخ للكتاكيت بعمر يوم واحد.
في الاونة الاخيرة تم رصد العديد من الاصابات بمرض الماريك بين قطعان الدواجن في مختلف دول العالم مثل مصر والصين والهند واليابان بالرغم من استخدام التحصينات في عمر يوم واحد بالطرق المثالية واتباع الاجراءات الوقائية الصارمة في تلك المزارع وقد اثبتت الدراسات التي اجريت علي القطعان المصابة وجود عترات شديدة الضراوة من الفيروس المسبب للماريك في هذه القطعان. وقد ادي الكشف عن وجود عترات شديدة الضراوة في القطعان المحصنة علي اختلاف انواعها الي افتراض فشل التحصيانات المستخدمة في وقاية قطعان دجاج التسمين و البياض من الاصابة بهذا المرض وتغيير الصورة المرضية له.
وحديثا توجد دراسات استقصائية تم اجرائهاعلي قطعان من دجاج التسمين و الدجاج البياض البني والابيض في مصر، وفي انظمة تربية مختلفة ( مفتوحة و مغلقه وقطان تربي علي الارض اوفي الاقفاص).
واستهدفت الدراسات تحديث المعلومات عن الامراض المسببة للاورام اليمفاوية في قطعان الدجاج التي قد تكون ناجمه عن المارك ، الليكوزيس ، الرتيكلواندوسيليوزيس وذلك من خلال التغيير الذي قد يكون قد طرء علي الصورة المرضية لهذه الامراض و وتحديد و تميز العترات المعزولة علي أساس التشخيص الاكلينيكي و الباثولوجي و الاختبارات السيرولوجية و البيولوجيا الجزيئية لتلك الامراض. ويتميز الماريك بتعدد اشكال واحجام الخلايا الليمفاوية من نوع تى (صغيرة ومتوسطة وكبيرة الحجم) في اختلاف واضح عن مرض الليكوزيس الذي يتميز باحجام متماثلة من الليمفوسايت
واظهرت الدراسات وجود اعراض الامراض المسببة للاورام علي شكل شلل في السيقان وتدلي الاجنحة وتدني الاداء العام للطيور ( ونقص في الوزن ونفص انتاج البيض وانخفاض معدل التحويل. والجدير بالذكر ان تلك القطعان المصابة والتي خضعت للدراسات كانت جميعها محصنة بأستخدام التحصين المزدوج ضد الماريك ,. وتراوحت اعمار القطعان المصابه بين 8 الي 24 اسبوع وتراوحت نسبة اجمالي النفوق في القطان المصابة (%11 – % 61 )
وقد اجريت دراسات مشابهة في العديد من دول العالم و واثبتت نفس النتائج و أكدت ان مرض ماريك يشكل تهديدا اقتصاديا خطيرا لصناعه الدواجن التي تسبب ما يصل إلى 60 من مجموع الوفايات في بين قطعان البياض وتتجاوز %10 في قطعان التسمين.
واثبتت دراسات البيولوجيا الجزيئية علي الجينات التي لها تاثير مباشر علي ضراوة عترة فيروس الماريك وجود طفور في بعض النيوكليتيدات والتي ادت بدورها لطفور في البروتينات الناتجة عنها مما نتج عنه زيادة في ضراوة العترات المنتشرة بين قطعان الدواجن في مصر من ناحية ومن ناحية اخري ادت الي اتساع المسافة بين العترة المرضية في الحقل وبين العترات المستخدمة في انتاج التحصينات في الشجرة الوراثية والذي انعكس بدورة علي كفاءة التحصينات المستخدمة
وكشف التحليل الجيني المعتمد علي جين الميك للعترات المعزولة من الطيور المصابة ان هذه المعزولات وجدت في نفس مجموعة واحدة مع المعزولات اليابانية والصينية والاوربية شديدة الضراوة ، في حين شكلت المعزولات ضعيفة الضراوة وسلالات اللقاحات كتله منفصلة. وعلاوة علي ذلك ، فان التغيرات في النوكليوتيد والأحماض الامينيه في البروتينات الاساسيه يمكن ان يكون معيارا في التمايز وتحديد شدة ضراوة المعزولات.
مكافحة المرض:
- يجب مراجعة بروتوكول تقييم اللقاحات، و اجراء دراسات مستفيضة لتقييم اللقاحات الحالية واستحداث لقاحات جديدة قريبة من العترة السائدة في الحقل الان حتي نتجنب الخسائر الكبيرة التي يسببها هذا المرض
- الاهتمام بتهوية وتطهير العنابر بالفورمالين 3% أو الصودا الكاويه 1% لأنهما يمكنهما القضاء على الفيروس فورا
- عدم تربيه أعمار مختلفه من الكتاكيت فى نفس المزرعه
- عدم تذبذب درجات الحراره بالارتفاع والانخفاض مما يسبب للطيور نزلات برد مع العوامل المجهدة الأخرى كنقص التغذيه أو الزحام أو سوء التهوية.