د صفوت كمال يكشف العلاقة بين إنتاج اللقاحات والعترات المعزولة محلي
أستاذ الميكروبيولوجى و المناعة بمعهد بحوث الأمصال و اللقاحات البيطرية- مركز البحوث الزراعية
التحصين ببساطة هو علم و فن للحصول على أفضل نتائج و ذلك بالتحصين السليم للحيوان و هناك نوعان من اللقاحات : لقاحات حية أو مضعفة : و تحتوى على العوامل الأنتيجينية المسببة للمرض بصورة حية أو مضعفة .
ولكن ماذا تعني لقاحات ميتة؟
للقاحات الميتة تحتوى على العوامل المسببة للمرض فى صورة ميتة و عادة ما تكون قى صورة مستحلب زيتى ، اما اللقاحات المحضرة من العترات المحلية و التى تعرف بأنها عقاقير مولدة للمناعة و تستخدم لتنشيط المناعة الفعالة بواسطة الكائنات الدقيقة الممرضة و المعزولة من الحيوان و التى تستخدم مع نفس الحيوان أو المزرعة بعد تثبيط نشاطها و هى بتعبير أدق لقاحات مثبطة يتم تحضيرها من ميكروب أو عدة ميكروبات و المعزولة من مزرعة مخصصة لهذا الغرض.
لذلك يتم توظيفها بعد تحضيرها للتحصين لنفس المزرعة و ترجع أهمية هذا النوع من اللقاحات بأنها تقدم لنا عندما لا تتوافر اللقاحات المحضرة من السلالة الأصلية للتحصين
و يرجع ذلك الى ما يلى :
– الوبائيات المفاجئة لأمراض جديدة غير مألوفة .
– ضألة المتوافر من اللقاحات فى السوق .
– التكلفة المرتفعة لتطوير و تسجيل اللقاحات .
– وجود صعوبة فى عمليات اطلاق المنتجات الجديدة من اللقاحات .
– الخضوع لاستراتيجيات الشركة الدولية فى تسويق اللقاح .
و الأمثلة عديدة على النقص الحاد فى اللقاحات المحضرة من العترة الأصلية و اللازمة للتحصين ضد أمراض خطيرة فى الدواجن كما تفيد تلك اللقاحات المحضرة من العترات المعزولة محليا من نفس المزرعة عندما لا تعمل اللقاحات المحضرة من السلالة الأصلية للتحصين بشكل جيد .
الشروط اللازم توافرها لنجاح التحصين باللقاحات المحضرة من العترات المحلية :
– عمل التشخيص الجيد للمرض و الميكروب المسبب له من خلال اختيار الحيوان الأكثر تمثيلا للمرض من خلال اظهاره للعلامات المرضية .
– عزل الميكروب الحقيقى المسئول عن احداث المرض .
– استبدال العترة المستخدمة فى حالة انخفاض فعاليتها ولا توجد ضرورة لاستبدالها اذا كانت الاستجابة المناعية جيدة أما فى حالة ظهور حالة مرضية جديدة فربما يعنى ذلك ظهور عترة جديدة للميكروب او احداث انحراف فى تأثير الأنتيجينات.
تعزيز تأثير اللقاح بالجرعة الاضافية ينتج عن التحصين الأولى بصفة عامة استجابة مناعية قصيرة المفعول و أقل وضوحا لذا تلزم اعادة التحصين بجرعة معززة للتأثير حيث تؤدى الى مستوى أعلى من التحصين و يستمر مفعولة لمدة أطول و عندما يتم التحصين مرتين بفاصل زمنى بينهما 4 – 6 أسابيع تكون الاستجابة المناعية أفضل و ذلك باستعمال اللقاحات المثبطة خصوصا مع المذيبات الزيتية .
و مع ذلك فان اللقاحات المستعملة مع المذيبات الزيتية ليست ناجحة اذا أن تطبيق استعمالها يجب التحكم فية بدقة لأن أى تغيير طفيف فى تكوينها أو طريقة اعدادها للحقن من الممكن أن يؤدى الى تراجع معدل كفاءة الاستجابة للتحصين لأقل من 100% و يجب أن تكون أكثر سيولة لتسهيل حقنها و أقل ألما عن الحقن للحيوان و يجب عدم استخدام زجاجة اللقاح المفتوحة مرة أخرى بعد فتحها .
اللقاحات و تحفيز المناعة :
يعمل التحصين بالية تحفيز الجهاز المناعى و يشمل ذلك الجهاز نظامين أحدهما يعتمد على الخلايا الليمفاوية من النوع B و الخلايا الليمفاوية من النوع T حيث تعمل الأجسام البائية على تكوين الأجسام المضادة بينما تكون الخلايا التائية مسئولة عن المناعة الخلوية.
و فى الواقع فان الألية التى يعمل بها الجهاز المناعى معقدة و يشترك فيها كل من النوعين الخلايا الليمفاوية و تعتمد كفاءة الاستجابة المناعية للقاحات على التخصصية فى اللقاح المستخدم و هذة النقطة الجوهرية فى نجاح التحصين من عدمه.
فعلى سبيل المثال فان الأنتيجينات التى تكونها الخلايا المناعية عند التحصين باللقاح المذاد للميكروب تختلف تمام الاختلاف عن الأنتيجينات التى تتكون تجاه نفس اللقاح عند استخدامه فى التحصين.
و لكن ايضا فاننا يمكن القول بأنه بداخل نفس الجنس اذا وجدت أنواع مختلفة اختلافا طفيفا فان قوة الاستجابة للقاح سوف تتأثر و كلما كان هناك تطابق بين الأنتيجينات فى كل من اللقاح و الميكروب المسبب للمرض كانت الاستجابة المناعية أفضل.
و قد استخدمت عدة طرق مطورة لتحديد خصائص الميكروب الذى يدخل فى عملية التحصين و تشمل الأنماط المصلية أو الطرز البيولوجية و تعتمد على الخصائص الكيميائية للعترات المختلفة .
و الطرز التى يحدث فيها افتراس للبكتيريا تعتمد فى تحديدها على نوع الفيروس الملتهم لها و الذى يعرف بالبكتريوفاج . الطرز المتأثر بالمضادات الحيوية و ذلك من خلال معرفة درجة حساسية الميكروب للمضادات الحيوية.
و هناك تنوع كبير فى مولدات المضادات البكتيرية و يعتمد هذا التنوع على النمط المصلى . و لأن الطرق البكتيرية لم تكن كافية لتحقيق الدقة المطلوبة فقد تم استحداث و تطوير طريقة حميدة و بفضل البيولوجيا الجزيئية و بعض الطرق الجديدة لها علاقة باستكشاف الجينات المسئولة عن ضراوة الميكروب.
ولا توجد بالضرورة علاقة بين التصنيفات المختلفة للميكروب و التى تشمل الطرق أو الطرز المشار اليها سابقا و هى الطرز المصلية و المرضية و الجينية و بصفة عامة تنشأ الحصانة الفعالة عن الطرازات ذات الصلة بالمناعة و بالنظر الى اللقاحات المحضرة من العترات المحلية المشار اليها سابقا نجد أن العترة المستخدمة فى تحضير اللقاح تكون مطابقة تماما من الميكروب الممرض كما أن هذا اللقاح يكون قادرا على التكيف الفورى مع العترة الجديدة التى يمكن أن تنشأ .
و هذا النوع من اللقاحات المحضرة من العترات المحلية يلزم احتواؤه على الطرز المصلية الأكثر تمثيلا أو وجودا فى المزرعة المصابة للمرض و التى لا تكون دائما واضحة أو معروفة بدقة كما تحتاج الى اضافة الأنتيجينات المختلفة بحيث تغطى على نطاق واسع و بشكل كاف المعزولات الحقلية و لكن يجب التأكيد على أن توافر نفس الطراز المصلى للميكروب لا يعنى بالضرورة أن تنشأ عن ذلك نفس درجة الحصانة و اذا كانت اللقاحات المحضرة من اللقاحات المحلية هى المرشحة الأفضل لاحداث الاستجابة المناعية و الأكثر تكييفا مع الميكروب المسبب للمرض فلا يغير ذلك أنه من السهولة الحصول على هذة العترة الجيدة اللازمة لتحضيرها .