أستاذ الميكروبيولوجى و المناعة بمعهد بحوث الأمصال و اللقاحات البيطرية

المرض أخطر التحديات التى يواجهها الانتاج الحيوانى خاصة ان كان من الأنواع المعدية لأنه ينتشر كالنار فى الهشيم و يأخذ فى طريقه الأخضر و اليابس ملحقا خسائر اقتصادية كبيرة تضر بالمربى و بالاقتصاد القومى ككل لذا فمواجهة مثل هذة الأمراض و الأوبئة تتطلب برنامجا محكما من الرعاية الصحية يضمن اتباع جميع الأساليب الوقائية لتجنب ظهور تلك الأمراض بالاضافة الى الاجراءات الفورية التى تعمل على احتواء المرض فور ظهوره و الحول دون انتشار العدوى و لن تنجح تلك الاجراءات الا فى ظل ادارة جيدة للمزرعة توفر رعاية سليمة للحيوانات فمن الخطأ الاعتقاد بأن التحصين و العلاج وحدهما كفيلان بالقضاء على الأمراض .

احتياطات وقائية :
هناك مجموعة من الاجراءات التى تساعد على الحد من انتشار الأمراض الوبائية من بينها الاسراع بالابلاغ عن ظهور مرض معد أو نفوق و ذلك لأقرب جهة تنفيذية . وهي مركز شرطة لابلاغ أقرب ادارة بيطرية حيث يقوم الطب البيطرى المختص بابلاغ الجهة المسئولة فى مديرية الطب البيطرى و التى تقوم بدورها بارسال الاخصائيين البيطريين الى المنطقة الموبوءة لاجراء الفحوصات اللازمة على الحيوانات المصابة بالاضافة الى فحص الحيوانات فى المناطق المجاورة و عزل الحيوانات التى تكتشف اصابتها ثم تتبع بعد ذلك بعض الخطوات الاجرائية و منها اغلاق أسواق الطيور فى الجهات الموبوءة و المجاورة اذا كان الوباء فى مزارع الدواجن ومنع نقل الطيور و لحومها و منتجاتها و مخلفاتها من الجهات الموبوءة و المجاورة الى جهات اخرى بالاضافة الى منع ذبح الطيور المريضة أو المشتبه فى اصابتها بالمرض و منع بيع لحمها و منتجاتها الا بتصريح من الطب البيطرى المختص.

كذلك يتم الحقن بالمجان للأمصال و اللقاحات المضادة للمرض الذى يثبت ظهوره و ذلك للوقاية بالجهات الموبوءة و المجاورة لها و تبقى الحيوانات و الطيور التى حقنت تحت ملاحظة الطب البيطرى المختص مدة لا تزيد على سبعة أيام من تاريخ الحقن و يجب الابلاغ عن كل مرض أثناء فترة الملاحظة كما يجب اعدام الطيور أو الحيوانات التى تكون مصدرا لنشر العدوى ولا يرجى شفاؤها و تعويض أصحابها بما يعادل ثمنها و بعد الاعدام يتم حرق الجثث و دفنها تحت اشراف الطب البيطرى و تطهير الحظائر التى شهدت الاصابة بالأوبئة و جميع الادوات الموجودة بها ولا يجوز اعادة اسكانها بالطيور أو الحيوانات الا بعد مضى المدة التى تقررها الادارة البيطرية .
و يجب ايضا على أصحاب المزارع التى تم تسجيلها و فحصها و تحصينها ضد الأمراض المعدية ابلاغ مديرية الطب البيطرى عند خروج أو دخول حيوانات جديدة للقيام بفحصها و تحصينها و فى الجهات التى توجد بها مستشفيات لعزل الحيوانات و الطيور المصابة بأمراض معدية يتم ارسال كل مصاب أو مشتبه باصابته الى المستشفى بطلب من الطب البيطرى و قد تنشأ معازل مؤقتة فى القرى التى لا توجد بها مثل تلك المستشفيات و تبقى الحيوانات فى العزل وفقا للمدة التى يقررها الطب البيطرى .

العدوى أثناء النقل :
قد تظهر العدوى بالأمراض الوبائية أثناء النقل بالسيارات أو بالسفن و فى هذة الأحوال يجب حجز المجموعة كلها فى أقرب جهة و فحصها و ملاحظتها بمعرفة الطب البيطرى لاتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع انتشار العدوى و يجب الالتزام بعدم القاء الجثث النافقة بسبب مرض معد بالمجارى المائية أو بالطرق أو فى العراء و انما يراعى حرقها و دفنها كذلك يراعى عدم اضافة أى حيوانات أو طيور للمزرعة الا بعد التأكد من خلوها من الأمراض المعدية و ذلك بوضعها فى أماكن للعزل و لمدة أسبوعين على الأقل .

داخل المزرعة :
يجب على كل مربى ملاحظة تغير الحالة الصحية و المناعية للحيوانات أو الطيور فعند ملاحظة اى تغير فجائى فى النمو أو السلوك أو الغذاء فذلك يعتبر اشارة مهمة على وجود مشاكل صحية كذلك يجب ملاحظة معدلات النفوق و اجراء تشريح بصفة دورية لمعرفة اسبابه بالاضافة لضرورة تحليل عينات الدم لتحديد كفاءة التحصين و ارسال عينات من الطيور و الرزق للطب البيطرى لاجراء الفحوص عليها بصفة دورية كذلك يجب استبعاد الحيوانات المصابة فور ظهور الأعراض و الحفاظ على النظافة العامة و القاء المخلفات فى براميل خاصة ثم حرقها.

كما يراعى وجود حفرة خاصة لحرق الجثث النافقة و تأمين جميع التجهيزات اللازمة للمزرعة و عدم استئجارها أو استعارتها من مزرعة أخرى لأنها يمكن أن تكون احد وسائل انتشار العدوى اما عند الاشتباه فى ظهور مرض وبائى فيجب استدعاء الطب البيطرى للتشخيص و اعدام الحيوانات التى لا يرجى شفاؤها و رش الفرشة بمطهرات قوية كالصودا الكاوية 2% أو الفورمالين و ازالة الأوساخ و الروث و المخلفات و حرقهم و دفنهم بالاضافة الى ضرورة اتباع التعليمات الخاصة بالتحصين و العلاج بالمضادات الحيوية و مكافحة الذباب و الحشرات القوارض الناقلة للعدوى و الحرص على تفادى عوامل اجهاد الحيوانات و تقديم علف مناسب و ماء نظيف و تطهير المبانى و الأدوات بصفة دورية .