أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) اليوم “العمل العالمي لمكافحة دودة الحشد الخريفية” لمدة ثلاث سنوات وذلك لتكثيف الجهود الرامية للحد من الانتشار المتزايد للآفة الغازية التي تتسبب بأضرار جسيمة في إنتاج الأغذية وتؤثر على ملايين المزارعين في جميع أنحاء العالم.
وانتشرت دودة الحشد الخريفية، وهي إحدى آفات المحاصيل المستوطنة في الأمريكتين، سريعاً عبر إفريقيا في السنوات الأربع الماضية وصولاً إلى منطقة الشرق الأدنى وآسيا.
وإعتبر تقرير رسمي لمنظمة الفاو أن دودة الحشد الخريفية هي آفة قاتلة، تسبب خسائر كبيرة في محصول الذرة والأرز والذرة الرفيعة والدخن وغيرها من المحاصيل لأنها قادرة على مهاجمة أكثر من 80 نوعاً مختلفاً من المحاصيل، في حال لم تكن تحت الإدارة والسيطرة الجيدة.
واستناداً إلى تقديرات العام 2018، يتم سنوياً خسارة نحو 17.7 مليون طن من الذرة بسبب هذه الآفة في إفريقيا وحدها. ويمكن أن تغذي هذه الكمية من الذرة عشرات الملايين من السكان، وتمثل خسارة اقتصادية تصل إلى 4.6 مليار دولار
وفي هذا السياق، قال شو دونيو، المدير العام للفاو خلال حفل إطلاق العمل الجامعي على هامش اجتماعات مجلس الفاو، الهيئة التنفيذية للمنظمة: “تهدد دودة الحشد الخريفية الأمن الغذائي لمئات الملايين من الناس وسبل عيش المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة”، مشدداً على أنها “تهديد عالمي يتطلب منظوراً عالمياً”، وحاثاً الدول الأعضاء في المنظمة على “تعزيز الجهود الحالية إلى درجة كبيرة” لمنع انتشار هذه الآفة الضارة إلى مناطق جديدة.
وشهدت فعالية اليوم أيضاً مشاركة السيد جيلبرتو سيلفا، وزير الزراعة والبيئة في كابو فيردي، والسيد رودولفو فيسيرا، وكيل وزارة الزراعة في الفلبين، والسيد روبرت بيرترام، كبير علماء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والسيد أسلاك برون، سفير النرويج والممثل الدائم للنرويج لدى الفاو، والسيد جينغ يوان شيا، أمين الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، إلى جانب مجموعة من المسؤولين الحكوميين والخبراء من جميع أنحاء العالم ووكالات الأمم المتحدة وأوساط أكاديمية.
وفي الكلمة التي ألقاها، مدير الفاو ان المنظمة الدولية تسعى إلى حشد 500 مليون دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة للسيطرة على دودة الحشد الخريفية. ولتحقيق هذه الغاية، اقترح شو إنشاء صندوق عمل عالمي، وهو أول صندوق استئماني متعدد الشركاء يهدف إلى مواجهة تهديدات دودة الحشد الخريفية، وشجع البلدان على المساهمة في آلية التمويل هذه.
وأشار شو إلى أن المبادرة تدعو أيضاً إلى تعزيز الشراكات لتنفيذ آليات الفاو الحالية مثل مدارس المزارعين الحقلية والتعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي بالإضافة إلى إنشاء قنوات تعاون جديدة، مضيفاً بأن المبادرة ستدعم بشكل خاص مبادرة “يداً بيد” الجديدة القائمة على البيانات بحيث تتم التدخلات في المناطق الأشد احتياجاً إليها.
وقال شو: “علينا أن نعمل جميعاً معاً – الفاو والمنظمات الدولية الأخرى والحكومات والقطاع الخاص ومراكز البحوث والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني. ومع المبادرة المقترحة، تلتزم الفاو بوضع المعارف والخبرات والدروس المستفادة من أصحاب المصلحة والشركاء في خدمة المزارعين في جميع أنحاء العالم للقضاء على التهديد العالمي لهذه الآفة”.
سيتم تنفيذ مبادرة “العمل العالمي” بين الأعوام 2020 و2022. ومن المتوقع حشد الموارد والخبرات العالمية لتعزيز القدرات الوطنية للتصدي للدودة، وتعزيز الجهود الرامية إلى تثبيط الاستخدام واسع النطاق لمبيدات الآفات شديدة الخطورة، وتوفير الموارد للبحث والابتكار العلمي لتطوير حلول فعالة للتصدي للآفة، مثل تطبيق الفاو الجوال لنظام مراقبة والانذار المبكر لدودة الحشد الخريفية.
ومن شأن تلك المساعدة أن تساعد في السيطرة على الآفات في المناطق المصابة والحد من خطر انتشارها إلى مناطق جديدة، بما في ذلك أوروبا وجنوب المحيط الهادي.