الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةالمياهامراضبحوث ومنظماتصحةمصر

د ناهد شوقي تكتب: إستخدام جل الصبار كعلاج صحي امن لإلتهاب ملتحمة العين في الجاموس

باحث اول – معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية- الدقي – الجيزة

nahed [email protected]

 

باتت الأمراض الناجمة عن البكتيريا المسببة للأمراض تمثل مشكلة خطيرة لصحة الانسان و الحيوان وهي أحد الأسباب الرئيسية للاعتلال والوفيات في جميع أنحاء العالم طبقا لمنظمة الصحة العالمية. كما أصبحت المقاومة للمضادات الحيوية والسمية الناتجة عن إستخدامها في العلاج لفترات طويلة مشكلة كبيرة تؤدي الي فشل العلاج بها بالاضافة الي ارتفاع اسعارهذه المضادات. و لذلك ازداد اهتمام العلماء وراء البحث عن مصادر جديدة للعلاج و خاصة النباتات الطبيعية بشكل كبير في السنوات الأخيرة ليس فقط لعلاج الانسان ولكن أيضًا لعلاج الحيوانات.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية لا يزال 80٪ من سكان العالم يعتمدون بشكل رئيسي على الأدوية النباتية ، وهذا ليس مجرد اتجاه عام نحو استخدام المنتجات الطبيعية لعلاج الأمراض ولكن أيضًا بسبب توفر أدلة كبيرة بالابحاث العلمية فيما يتعلق بفعالية العلاجات العشبية كما ان هذه الأدوية ليس لها آثارجانبية ، وهي رخيصة ومتاحة.

و من بين هذه النباتات الطبية ، الصبار او الالوفيرا المضاد للبكتيريا والفطريات و الفيروسات و الاكسدة و رافع للمناعة وليس له أي خطرعلي الصحة. و قد أمكن استخدام مستخلصات الألوفيرا في العلاج الموضعي لخلايا القرنية البشرية والحيوانية بأمان في صورة قطرات و مراهم للعين لعلاج الالتهابات، حيث  يحفّز جيل الالوفيرا عملية ترميم الانسجة المتضررة لا سيما تلك الموجود في العين، كما يلعب دوراً وقائياً في حماية الأغشية الحساسة التي تغطي العين، إضافةً الى ذلك، يساعد على التحكّم بمعدلات السكر التي تعتبر من أهم العناصر المحافظة على الأداء البصري السليم و ذلك لاحتوائه على مكونات نشطة ذات تأثير مضاد للالتهاب ومخفف الألم كما يساهم فى تغذية الأعصاب البصرية إلى حد كبير و يوفر العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على النظام البصرى و تحفيز إنتاج الخلايا السليمة ، مما يعمل على تحسين الرؤية، و يجعل العين رطبة بشكل جيد ويمنع حالات الحكة والجفاف فى العين، كما تحتوي الألوفيرا على كميات كبيرة من فيتامين ب12 و الذي يرفع من مناعة الحيوان و يمد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بأي عمل حقلي و يجعله قادرا علي مقاومة الامراض و ذلك  ينعكس بدوره علي زيادة وجودة انتاجه من اللبن واللحوم .

التهاب القرنية المعدية هو عدوى شديدة و متكررة لها أهمية اقتصادية كبيرة في جميع الحيوانات و خاصة المجترات. إحمرار ملتحمة العين ،تورم و تشنج الجفن، رهاب الضوء ومراحل مختلفة من عتامة القرنية وتقرحاتها هي أهم المظاهر السريرية لإلتهاب العين كما أنه مع تقدم المرض دون علاج ، قد يؤدي الي انعدام الرؤية و الذي يؤدي بدوره إلى الهزال  نتيجة لعدم القدرة على تحديد موقع الطعام و الشراب. هذا المرض شائع في قطعان الألبان ، مما يقلل من إنتاج الحليب؛ و لكنه نادراً ما يسبب الوفاة، و يعتبر السيلاج المخمر بشكل سيء مع درجة الحموضة العالية هو مصدر رئيسي للعدوى. و ينتقل المرض عن طريق الاتصال المباشر مع المواد المصابة من حيوان إلى آخر أو عن طريق النقل غير المباشر لافرازات الملتحمة بواسطة الذباب والتي تم تحديدها على أنها العوامل المسببة الرئيسية ؛ ومع ذلك ، فإن العوامل الأخرى بما في ذلك الضوء الشديد ، الأمراض المتزامنة ، الصدمات الميكانيكية و الكائنات البكتيرية الموجودة بالعين او البيئة المحيطة بالحيوان مثل الموركزيلا، الميكوبلازما، الركيتسيا، الكلاميديا، الليستريا و غيرها من انواع البكتيريا بالاضافة الي بعض انواع الفيروسات و الفطريات الانتهازية.

مكونات عصارة نبات الألوفيرا:

يوجد حوالي 360 نوع من الصبار أكثرها شيوعا الالوفيرا باربادينسيس ميلرالموضح بالصورة اعلاه، 99.3 بالمائة من عصارة أوراق هذا النوع عبارة عن ماء ولكنها  تحتوي أيضاً على جليكوبروتينات تساهم في الشفاء من خلال إيقاف الإلتهاب و تقليل الألم بينما وسكريات متعدده تعمل علي تحفيز إصلاح وتجديد الخلايا. بالإضافة إلى احتواء النبات على أكثر من 70 نوع من المركبًات النشطًة بيولوجيًا ، وتشير الأبحاث إلى أن هذه المركبات يمكن أن تساعد في تحفيز الجهاز المناعي للجسم كما أن لها خصائص مضادة للأكسدة و الميكروبات حيث يعمل الجل على تحلل الخلايا المسببة للأمراض بتكوين مسام في جدار الخلية وتسرب مكونات السيتوبلازم بواسطة المكونات النشطة مثل القلويات الموجودة فيه.

تحضير جيل الصبار او الالوفيرا: كما هو مبين بالصورة ،  يتم شراء أوراق نبات الالوفيرا الطازج من إحدى المشاتل بشرط سلامة هذه الاوراق و نضارتها ثم تغسل بالماء لإزالة الطين و الأتربة و تجفف جيد. تزال الجوانب المسننة للورقة ثم نقطع الورقة طولياً باستخدام سكين حاد و نقوم بجمع قطع الجيل او الهلام المخاطي بإستخدام ملعقة كبيرة. تغسل قطع الجيل بالماء المقطر و يضرب في الخلاط  بشرط عدم زياده درجات الحرارة عن 60 درجة مئوية حتي يتجانس القوام ثم بعد ذلك يفضل ترشيحه لفصل الألياف الموجوده فيه حتي لا تسبب ازعاج لعين الحيوان و بذلك يكون جاهز للإستعمال بشرط أن  يحفظ في الثلاجة.

 

طريقة إستخدام جيل الالوفيرا في علاج إلتهاب الملتحمة في الجاموس :  أولا يتم عزل الحيوان المصاب في مكان مخصص بعيدا عن الضوء و أيضا بعيدا عن الحيوانات السليمة و اتجاه الرياح لتقليل فرص العدوي ، مع الاهتمام بنظافة المكان من الروث و الذباب و تقديم الوافر من الطعام و الشراب امام الحيوان و خاصة العليقة الخضراء.  باستخدام قطارة نظيفة نقوم بوضع الجيل السابق التحضير كقطرة للعين  ثلاث او أربع مرات يوميا و لمدة لا تقل عن خمسة ايام و تستكمل لأسبوع حتي بعد اختفاء الأعراض, و يمكننا وضع غطاء علي العين لحمايتها من الأتربة والضوء. و قد أوضحت نتائج الأبحاث تماثل الحيوان للشفاء خلال الخمسة أيام الأولي مع عدم تكرار العدوي مرة اخري و لكن بشرط الإهتمام بنظافة الحيوان أولا و بطعامه و شرابه و المكان و الأدوات ثانيا

 توصيات و نصائح في علاج التهاب عيون الجاموس:

مرض التهاب ملتحمة العين هو مرض معقد متعدد الأوجه. و تعد أفضل خطة في تقليل أو إزالة أكبر عدد ممكن من عوامل الخطر لدرء الأمراض هي:  رفع الحالة المناعة لدى الحيوان عن طريق مستوى جيد من التغذية ، والفيتامينات ، وتناول كميات كافية من المعادن ، ومكافحة الطفيليات. اتباع اجراءات الأمن الحيوي الأساسية  للحفاظ على بيئة خالية من التهيج مع سيطرة جيدة على الذباب  ، وجز العشب الطويل ، وتوفير الظل والمياه النظيفة ، وتقليل مصادر التوتر مثل الاكتظاظ المفرط والرعي الجائر. الحد من وجود مسببات الأمراض عن طريق استخدام الاعلاف العالية الجودة والمخزنة بشكل جيد و خاصة السيلاج، و متابعة الحيوانات دوريا للكشف الفوري عن الحيوانات المصابة وعزلها و سرعة العلاج باستعمال دواء فعال وطويل المفعول لسرعة مقاومة الحيوان المرض و الشفاء. وقد أظهرت نتائج استخدام جيل الالوفيرا كمصدرًا جديدًا لمقاومة الامراض نتائج واعدة تؤهله ان يكون مضاد حيوي من الطبيعة يحل محل المضادات الصناعية الباهظة الثمن لمنع وعلاج بعض الأمراض المعدية للحيوان مما يساهم في زيادة وزن الحيوان و بالتالي انتاجه من اللحوم و الألبان مما يعمل بدوره علي تنمية الثروة الحيوانية

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى