خبراء زراعة صحراوية: التغيرات المناخية تسبب ارتفاع معدلات الملوحة والجفاف في مصر
>> مصيلحي: 25% من أراضي الدلتا تعاني من الملوحة…وزغلول: المناطق الصحراوية تشهد تأثرا واضحا بسبب تأثير الظروف البيئية وتقلص التنوع الحيوى وانتشار ظاهرة التصحر
اكد الخبراء المشاركون في ورشة العمل التي نظمها مركز بحوث الصحراء الخاصة بالمشروع المصرى التونسى المشترك تحت عنوان :”تحسين مستوى معيشة صغار المزارعين من خلال الاستخدام الأمثل لنظم الزراعة الملحية فى سيناء”، مخاطر التغيرات المناخية علي ارتفاع معدلات التصحر في مصر وتأثيرها علي معدلات ملوحة التربة بمختلف المناطق المتاثرة بالظاهرة فضلا عن تأثيرها علي ارتفاع معدلات الجفاف والندرة المائية.
وقال الدكتور نعيم مصيلحي رئيس المركز في كلمته خلال ورشة العمل ان 25% من الأراضى المنزرعة فى منطقة دلتا وادى النيل تعانى من مشكلة ملوحة التربة مما يجعل التوسع فى استصلاح وزراعة اراضى اقل كفاءة مثل الأراضى الملحية ضرورة ملحة وضرورية فى الوقت الراهن . وتتعرض الكثير من أراضيها لمشكلة ارتفاع معدلات التصحر، بنسبة تصل إلي 90% اراضى صحراوية تصنف من الاراضى الهامشية التى تتسم بدرجات مختلفة من الملوحه وندرة المياه العذبه ووجود المياه الجوفية المالحة.
وأضاف “مصيلحي” ، ان الدولة بدأت بالفعل فى الإتجاه لتنفيذ بعض مشروعاتها التنموية العملاقة من خلال استخدام موارد الأراضى والمياه الهامشية المتاحة وذلك من اجل تلبية الطلب المتزايد على الغذاء والطاقة والمياه العذبة لللاعداد السكانية المتزايدة.
وأوضح “مصيلحي”، ان تنمية القطاع النباتى والتوسع فى زراعة النباتات الملحية ذات العائد الاقتصادى ووكذلك قطاع الثروة الحيوانية والمراعي الطبيعية أصبح من الضرورة الاهتمام بها فى المناطق الصحراوية الهامشية للنهوض بالحالة الاقتصادية والاجتماعية لسكان هذه المناطق.
وأشار إلي ان استخدام واستغلال الموارد الطبيعية المتاحة (التربة المالحة والمياه العادمة والنباتات الملحية) والإهتمام بالنباتات والمحاصيل العلفية ومحاصيل الحبوب المتحملة للملوحة والجفاف يعد نوعا هاما من الأفكار الغير تقليدية والتى يجب ان ننهجها فى الفترة الحالية وذلك لرفع القدرة المعيشية لقاطنى المناطق الصحراوية وتقليل الهوة السحيقة لمتطلبات المعيشة وايضا رفع القدرة الإنتاجية للموارد الطبيعية ومن ثم احداث تنمية مستدامة حقيقية.
وشدد رئيس مركز بحوث الصحراء علي ان ما تشهده الدولة من فكر متطور فى كافة المجالات والقطاعات لاسيما قطاع الزراعة يعد نهجا جديدا توليه القيادة السياسية اهتماما زائدا فى قطاع الأمن الغذائى كركيزة للأمن القومى المصرى وليس ادل على ذلك من المشروعات القومية الهامة مثل مشروع المليون ونصف فدان ومشروع الصوب الزراعية وهى مشروعات يتم تنفيذها بالمناطق الصحراوية.
وأوضح “مصيلحي”، ان الدولة أبرمت شراكات مختلفة مع المنظمات الدولية مثل الفاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية “ايفاد” والبنك الدولى بهدف معالجة المعضلات التى تجابه المتطلبات الحيوية لقاطنى المناطق الصحراوية والبيئات الهامشية.
ومن جانبه شدد الدكتور عبدالله زغلول نائب رئيس مركز بحوث الصحراء للمحطات البحثية، اهمية الزراعة الملحية ودورها الفاعل فى احداث تنمية مستدامة حقيقية لقاطنى المناطق الهامشية لاسيما وان الموارد الطبيعية (الموارد الماىية والأرضية والنباتية والحيوانية) بالمناطق الصحراوية بمصر تشهد تأثرا واضحا بسبب تأثير الظروف البيئية مما ادى الى تقلص التنوع الحيوى وانتشار ظاهرة التصحر وزيادة المناطق المتأثرة بالملوحة فضلا على النظام البيئى الهش بهذه المناطق وهى جميعها عوامل تفرض تغيرا فى الفكر التنموى الخاص بهذه المناطق والذى ينبغى ان يكون مبنيا على ايجاد حلول غير تقليدية لهذه المعوقات.
وأضاف “زغلول”، ان التنمية الزراعية المتكاملة وخاصة في شبه جزيرة سيناء تعد من المتطلبات الضرورية للمشاركة في قطار التنمية الشاملة فى جمهورية مصر العربية والتي يستوجب علي صانعى ومتخذى القرار فى الدولة النهوض بهذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية. وتعتبر محافظة شمال سيناء من المناطق الواعدة للاستثمار الزراعي والتصنيع الزراعى وخاصة انها تتميزبتوافر موارد مائية جيدة مثل ترعة السلام والمياه الجوفية والامطار.
ومن جانبه قال الدكتور صفي الدين متولي نائب رئيس المركز للبحوث، ان الملوحة تعتبر من اهم المشاكل التي تواجهه التنمية الزراعية فى هذه المنطقة. موضحا ان المزراعين بها يعانون من مشاكل عديدة منها ارتفاع ملوحة وقلوية التربة بسبب عدم توفر أساليب الري والصرف المناسبة، نقص الاعلاف الحيوانية وبالتالى تدنى انتاجية الحيوانات، تدنى المعرفة والخبرات بالنظم الزراعية والادارة المزرعية المثلى وبرعاية الحيوانات و انتاج الالبان وتصنيعها ، ونقص الرعاية الاجتماعية والاقتصادية للأسرة.
وأضاف “صفي الدين متولي”، إنه تم بتنفيذ عديد من المشروعات التنموية والبحثية والتى استهدفت فى المقام الأول ادخال بعض النباتات الاستراتيجية غير التقليدية المتحملة للملوحة مثل النباتات العلفية ونباتات الحبوب والزيوت والنباتات الطبيه والعطرية وزراعتها فى الأراضى المتأثرة بالملوحة فى صحاري جمهورية مصر العربية والتى بدا تنفيذها فى شبه جزيرة سيناء ثم امتدت الى باقي المحافظات الصحراوية.
ومن جانبه شدد الدكتور حسن الشاعر رئيس مركز التميز المصري للزراعة الملحية علي أهمية تحسين الحالة الغذائية للقطعان الحيوانية بالمناطق الصحراوية والهامشية المتأثرة بالملوحة ورفع انتاجية الحيوان ونشر الوعي الصحي من خلال القوافل البيطرية بالإضافة الى تدريب المرأة الريفية فى مجال تصنيع منتجات اللحوم والألبان والألياف الحيوانية والعمل على توفير الغذاء الامن والصحى فى المناطق الهامشية.
وأضاف “الشاعر”، في كلمته خلال ورشة العمل ان البرامج البحثية التي يتم تنفيذها بالمركز علي القاء مزيد من الضوء ووضع الحلول الغير تقليدية والمبنية فى الأساس على معالجة المشاكل المتفاقمة مثل شح المياه والجفاف وزيادة التملح فى الاراضى ومصادر المياه الجوفية وازدياد رقعة التصحر موضحا ان البرامج بحثية تطبيقه تتعامل مع المشكلات الحقيقة وسوف يكون لها مردود ايجابى فى مراحل التنمية الزراعية الشامله والتى سوف تؤتى ثمارها فى القريب العاجل وتعمل على جعل قاطنى المناطق الهامشية شركاء فاعلون فى برامج التنمية الشاملة والمتكاملة.
وأوضح رئيس مركز التميز المصري للزراعة الملحية ان العالم بأسره يواجه عددا من التحديات التى تمثل عائقا أمام البرامج التنموية فى شتى المجالات ولاسيما فى المجال الزراعى والذى يواجه بدوره بعضا من الظواهر المتفاقمة والمتمثلة فى التغيرات المناخية، وظاهرة التصحر وتدهور التنوع البيولوجى.
وأشار إلي ان التدهور فى الموارد الطبيعية بالمناطق الصحراوية بسبب تأثير الظروف البيئية أو العوامل البشرية ادى الى زيادة وإنتشار ظاهرة التصحر وانقراض الغطاء النباتى فى مساحات شاسعة مؤدياً إلى تدني إنتاج أعلاف الحيوانات وإنتاج الخشب والطاقة وإلى الفقر وازدياد الضغط على الموارد الطبيعية، هذا بالإضافة إلى أن ظاهرة ملوحة التربة التى أصبحت تؤثرسلباً على مساحات شاسعة من الأراضي بجمهورية مصر العربية. كل هذة المحددات السابقة لابد من ايجاد الحلول المثلى لمجابهتها والحد من التاثيرات السلبية لها .