الأخبارالاقتصادبحوث ومنظماتمصر

د محمد فهيم يكتب: 5 خواطر ليلية من فلاح في توديع عام

خواطر ليلية … ونحن على وشك توديع عام مر بجميع ما فيه … عايز اقول كلمتين:

كلنا أو معظمنا اما مزارعون وفلاحون بالنشاط أو بالأصل – والفلاح أو المتأصل هو من يعلم جيداً يعني ايه “وطن وموطن” .. لان كل شبر عاش فيه ما زال فى وجدانه ويزيده الحنان كلما ذكر اسم موطنه او سار وسط غيطانه … فالقرية عكس المدينة لا تتغير معالمها فمدقات الطرق وجسور الترع والمساقي ورأس الغيط وشجرة التوت او السيسبان وشجرة النخيل ما زالت فى موضعها تذكرك بالايام الخوالى وتساهم فى استرجاع شريط الذكريات للماضي الجميل فى وجود اجدادك واباءك واعمامك وابناءهم وجيرانك من رحل منهم ومن كان منهم طفلا وصبياً مثلك ..

  •  من عاش فى هكذا زمن وهكذا مكان … فالوطن عنده يعني الكثير والكثير .. وهم من يحبون هذا الوطن ويعشقون ترابه ويبذلون الغالى والنفيس من اجل اعلاء كلمته واسترداد كرامته … وفي سبيل ذلك لا ينامون ولا يغمض لهم جفن طالما كان فى ايديهم ما يقدمونه … وغالبا فكثير من متابعيني يستغربون “انا بعمل كده ليه” وبستقطع من وقتى وجهدي الكثير “طب عشان ايه” … لاجل ما ذكرت هي الاجابة …
  • فلا يزايد احد مهما كان ومهما كان نفوذ “كلماته” على مثلنا أبداً .. فنحن ملح هذه الارض و عمود خيمته … ان تعصبنا للوطن فهذا قمة الاخلاص وان ارتفع صوتنا لاظهار مواطن الخلل والتقصير والاهمال … فهذا قمة الضمير …
  • وفى الجانب الاخر .. فغير مسموح تماماً “للمتصيدين” من اعداء هذا الوطن ان يستغلو عثراته ابداً .. فالأوطان لا تباع ولا تشترى ولن تكون ابدا رهان لمساومات ومواءمات…
  • وعودة لأهلى وتاج رأسي مزارعي الارض الطيبة …
    انا اعلم ان الامور اصبحت اكثر صعوبة وضاق الحال وبلغت القلوب الحناجر .. واشتد على الناس التعب وزاد عن قدراتهم على التحمل … لذلك افعل ما افعله لعله يكون قى رصيد حبنا لهذا الوطن .. فالاوطان هي وديعة الله فى أرضه .. وهي “أصلك وفصلك” .. وتاريخك وقديمك .. “ومن ساب قديمه تاه” …
  • اخر كلماتى اوجهها للمخلصين فى هذا الوطن … اجتهدو وابذلو ما تستطيعون فلابد ان يعوض الله تعبكم واخلاصكم خيراً .. وهذا ديدنه فى ارضه وتصرفه فى ملكوته الى ابد الابدين …

 

زر الذهاب إلى الأعلى