“الغندور”: كيف يمكن الإستفادة من الزراعة المائية لإنتاج محاصيل أعلي قيمة إقتصادية؟
قال الدكتور عادل الغندور الخبير الزراعي ان تقنيات الزراعة المائية تعد من التقنيات الحديثة في مجال الزراعة المائية والأكثر تفضيلاً على مستوى العالم وذلك لما توفره من حلول للمشاكل والتحديات التي تواجه الزراعة التقليدية، خاصة في إنتاج محاصيل أعلي قيمة إقتصادية وترفع من كفاءة إستخدام الموارد المائية موضحا أنها تتميز هذه التقنيات بتنوع الأنظمة التي تستخدمها لتتلائم وطبيعة المكان والزمان ولتلبي مختلف الإحتياجات، ومن أبسط هذه الأنظمة نظام الفتائل (wick system) والذي يتناسب والإستخدامات المنزلية البسيطة.
وأضاف الغندور في تصريحات صحفية الأحد ان تقنية الزراعة المائية بنظام الفتائل تعد من أبسط الأنظمة المستخدمة في هذا المجال إذ تزرع النبتة في الوسط الزراعي (البيئة) بحيث تتلامس جذورها مع الفتائل التي تصل إلى خزان المحلول المغذي المتواجد أسفل النبتة، حيث تعمل الفتيلة على سحب المحلول الى الجذور لتأخذ النبتة إحتياجاتها من العناصر التي تمكنها من النمو.
وأوضح الخبير الزراعي ان أساسيات تقنية الزراعة المائية بنظام الفتائل ترتبط بالوحدة الزراعية، وتتكون من خزان (وعاء) المحلول المغذي ووعاء النبتة والذي يكون مثبتا فوق خزان المحلول المغذي، والفتائل التي تعمل على سحب المحلول المغذي من الخزان إلى جذور النبات.
وأشار “الغندور”، إلي إنه يمكن تصميم هذا النوع من الوحدات منزليا وبأقل التكاليف أو حتى يمكن تصميمها من العبوات والزجاجات البلاستيكية المتوفرة في المنزل موضحا ان تقنية الزراعة المائية بنظام الفتائل ترتبط أيضا بالمحلول المغذي الذي يعد من أهم العناصر التي تلعب دورا رئيسيا في نجاح هذه التقنية وتحقيق أفضل النتائج.
وأوضح الخبير الزراعي ان هذا المحلول يتكون من الماء بشكل رئيسي مضافا له العناصر التي يحتاجها النبات للنمو، وتختلف تراكيز العناصر في المحاليل المغذية بإختلاف أنواع النباتات و إختلاف المرحلة العمرية، إذ يجب أن تحتوي المحاليل المغذية على العناصر الأساسية الكبرى مثل النيتروجين، الفسفور، البوتاسيوم والعناصر الثانوية الكبرى مثل المغنيسيوم، الكالسيوم والعناصر الصغرى والتي تضم الكبريت، الحديد، المنغنيز، الزنك، النحاس، البورون، الموليبيدنيوم والمواد المضافة مثل مضادات الفطريات، معالجات الجذور، منظمات الرقم الهيدروجيني.
ونبه “الغندور إلي أن من أهم الشروط الواجب توافرها في المحلول المغذي الخاص بتقنية الزراعة المائية بنظام الفتائل ألا يكون تركيز الأملاح فى المحلول المغذي مرتفعاً بدرجة تؤثر على نمو النبات، فيجب أن يكون التوصيل الكهربائي للمحلول المغذي من 2.0 إلى 3.0 ملليموز/ سم و أن يكون رقم الهيدروجيني pH للمحلول من 6.0 إلى 6.5 حيث ان انخفاض الـرقم الهيدروجيني إلى الحدود الحامضية الشديده يؤدي إلى تلف جذور النباتات بينما إرتفاع الرقم الـهيدروجيني إلى الجانب القاعدي يؤدي إلى ترسيب كثير من العناصر فى المحلول على صورة أملاح غير ذائبة لا يستفيد منها النبات.
وشدد علي ان شروط المحلول المغذي تشمل أن تكون نسب العناصر إلى بعضها البعض تقارب إلى حد ما النسب التى يمتص بها النبات العناصر الغذائية المختلفة وإنه يجب العمل على تجديد المحلول مرة كل 3 أسابيع.
وأشار إلي أن أساسيات تقنية الزراعة المائية ترتبط أيضا بالبيئة المستخدمة (الوسط الزراعي) وهي البيئة البديلة للتربة التي تزرع فيها النباتات، وتكمن وظيفتها الأساسية في توفير الدعم والثبات للنباتات موضحا إنه من مواصفات الوسط الزراعي المناسب لهذا النظام أن يكون حجم الحبيبات مناسب وأن لا تتفاعل مع المحلول المغذي. وأن تكون جيدة التهوية.
وأوضح ان من الأوساط الزراعية المستخدمة للزراعة بنظام الفتائل هي أوساط بيرلايت، نشارة الخشب، قشور الأشجار، البيتموس، الرمل الخشن، الصوف الصخري، الحجر البركاني، الهيدروتون مشيرا إلي أن الأصناف النباتية في تقنية الزراعة المائية بنظام الفتائل تتلاءم مع النباتات العشبية بشكل عام والنباتات الطبية والعطرية بشكل خاص، ومنها الزعتر، المريمية، المردقوش، الريحان، الكزبرة، حصالبان،البقدونس، جرجير، رشاد،نعناع، هندباء، الشبت،