طبيب يكشف تفاصيل فيروس كورونا (منين نبتدي الحكاية)
طبيب د. السيد محمد سعد كلية الطب – جامعة قناة السويس
كلنا سمعنا الأيام اللي فاتت عن”فيروس كورونا”ومع تزايد الحالات وانتشارها .. أصبح واجباً على كل المهتمين بالعلم والصحة توعية الناس وتعريفهم بيها وجعلهم في قلب الحدث مع الفيروس والإجراءات المصاحبة لإنتشاره وتفشيه..
فيروس كورونا هو أحد أشهر الفيروسات اللي بتسبب عدوى للجهاز التنفسي العلوي”الأنف والجيوب الأنفية والجزء الأعلى من الرئتين” ومعظم أنواعه مش خطيرة بالدرجة .. لكن!!
قبل ما نتكلم عن الفيروس خلونا نبدأ حكايتنا من الأول.. في عام ٢٠٠٣م ٧٧٤ شخص ماتو بسبب تفشي المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة”Severe acute respiratory syndrome or SARS”
بعد كده في ٢٠١٢م تحديداً في شبه الجزيرة العربية “السعودية” مات حوالي ٨٥٨ شخص بسبب حمى كورونا الشرق الأوسط ”Middle East respiratory syndrome or MERS” واللي بدأت من السعودية ومنها لبقية دول الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا..
لحد ٢٠١٤م لما تم حجز أول أمريكي مصاب بالحمى دي في ولاية “إنديانا” الأمريكية.. وبعدها حالة تانية بولاية “فلوريدا” والإثنين كانوا راجعين من السعودية!!
وفي ٢٠١٥م تفشت الحمى في كوريا وكان أكبر تفشي خارج جزيرة العرب .. ومع نهاية ٢٠١٥م لم يتم الإبلاغ عن أي حالات تانية من”SARS or MERS” واللي يعتبروا نوعين من ستة أنواع لفيروس كورونا بتصيب البشر.
لحد آواخر ديسمبر ٢٠١٩م وبدايات يناير٢٠٢٠م لما أعلنت منظمة الصحة العالمية “WHO” اكتشاف نوع جديد من فيروس كورونا نوع سابع تحديدًا في مدينة “ووهان Wuhan” الصينية وتم تسميته “2019 novel corona virus or 2019-nCoV” أو فيروس كورونا ٢٠١٩م الجديد .. ومع آواخر يناير٢٠٢٠م بدأت الحالات تتزايد من ٣٠٠ لأكثر وأكثر وبدأ يحصل وفيات..وبدأت تنتشر للعالم! وقبل ما نسرد تتابع الأحداث خلونا نتكلم شوية عن فيروس كورونا وطبيعته..
فيروس كورونا من عائلة الفيروسات التاجية نسبة لشكله التاجي أو الهالي تحت الميكروسكوب الإلكتروني بيحتوي ع حمض نووي ريبوزي أحادي الشريط”SSRNA” مغلفة ونواتها محاطة بمحفظة حلزونية الشكل.. تم اكتشافه في السيتينات..لكن مش معروف مصدره غالباً وممكن يصيب الحيوانات والبشر..
إذاً كيف ينتشر الفيروس؟!
الفيروس بينتشر بنفس طريقة الفيروسات المسببة للبرد.. عن طريق السعال “الكحة” والعطس ولمس وجه أو يد الشخص المصاب أو لمس حاجات لمسها أشخاص مصابين زي مقابض”أوكر” الأبواب.
تقريبًا كل واحد بيجي له عدوى من الفيروس ده علي الأقل مرة في حياته غالباً في الطفولة والفيروسات دي منتشرة ف الولايات المتحدة خلال فصلي الخريف والشتاء.. لكن ممكن حد يصاب بها في أوقات أخرى ..
طيب ما هي أعراضه وعلاماته؟!
الأعراض بتتشابه مع أعراض عدوى الجهاز التنفسي العلوي واللي بتوضحها الصور و لو امتدت العدوى للجهاز التنفسي السفلي”القصبة الهوائية والرئة “بتسبب التهاب رئوي”Pneumonia” خاصة في كبار السن و المصابين بأمراض القلب وضعف جهاز المناعة.
حد ممكن يسأل: طيب إحنا أغلب منتجاتنا من الصين هل ممكن نتعدي؟!!!
أقولك الحمد لله لأ لأن الفيروسات دي لا تعيش غير في الإنسان وبتموت بره جسمه!!
الفيروسات دي بتبقى موجودة ف الحيوانات زي”MERS”بيجي من الإبل والخفافيش.. لكن كان نادراً ما تنتقل العدوى للبشر لكن ده اللي حصل في مدينة “ووهان” الصينية.. الحياة ف الصين وف مدينة “ووهان” تحديداً كانت طبيعية.. الأسواق شغالة والطرق زحمة..
لكن مع قدوم ديسمبر ٢٠١٩م.. كان في عمال في محل حيوانات ومأكولات بحرية اشتكوا من إلتهاب رئوي لكنه بالفحص كان مجهول المصدر!!
وبدأ عدد الحالات يزيد ويظهر حالات أكتر مرضًا من سابقاتها لحد يوم ٣١ ديسمبر لما حالة حرجة زارت طبيبة ولما فحصوها لقوا فيروس أشبه بفيروس كورونا..
ومع وجود ستة أنواع بس بتصيب الإنسان كان ده النوع السابع “2019-nCoV” وأعراض الكورونا بتتراوح بين نزلات برد خفيفة ولحد الموت!.. ورغم إنه قتل عدد كبير من المصابين بيه إلا إنه كان عدد إصاباته قليل وصعب يتنقل من شخص لآخر.
لكن الفيروس السابع بدأ يقتل فعلًا تحديداً من يوم ٩ يناير.. وبدأ تحرك المنظمات الصحية وفي الفترة بين ١٨-٢٢ يناير زادت الحالات من ١٥٠ إلى ٥٤١ ومات ١٧ شخص..وده كان التأكيد ع قدرة الفيروس ع الانتشار بين البشر وكان مجهول المصدر!!
ومن٢٢-٢٣يناير زادت الحالات ل٨٨٣ وهنا السلطات الصينية استوعبت الخطر و أعلنت حالة الطوارئ القصوى.. و بدأ الناس يلبسوا أقنعة “كمامات” واتقفلت أسواق اللحوم والمأكولات البحرية..
الناس بدأت تجمع طلباتهم من الأكل والخضار لأن التعليمات والتحركات كانت بتنذر بوباء خطير، ورغم الاحتياطات دي كلها الناس بدأت تتصاب وبدأ البعض يتساقط في الشوارع..
وهنا تم حظر المدينة وعدد من المدن وتم بالفعل إغلاقها ومنع وحظر التحرك فيها وإيقاف كل أنواع المواصلات العامة والخاصة والمرافق الحكومية وإلزام الناس بالوجود داخل منازلهم وعدم التحرك والجيش نزل للتأمين لكن بكل احتياطات مواجهة الفيروس القاتل و بإرتداء ملابس مخصصه وأقنعة ومهمات مواجهة الخطر الفيروسي، ورغم الحظر زادت الحالات ل١١٠٠ وقفلت الصين جزء من سورها العظيم.
المشكلة خرجت عن ووهان والصين والعدوى وصلت دول تانية آخرهم كندا وكانت “WHO” أعلنت في مؤتمرها يوم ٢٣ يناير إن الموضوع حالة طوارئ في الصين وإن الوقت مبكر لإعلان كورونا كوباء لكنه ممكن يكون حالة طوارئ عالمية بعد ذلك.
الصين بدأت في بناء مستشفى ميداني يسع ١٠٠٠ سرير لمعالجة نقص الموارد وتحسين رعاية المرضى.. والافتتاح خلال ١٠ أيام يوم ٣ فبراير أحدث التقارير أكدت وفاة ٥٦ حالة ووفاة الطبيب “ليانج وودونج” عن عمر ٦٢سنة بعد عمله ف علاج الفيروس في “ووهان”..
عدد المصريين فيها حوالي ٥٠٠ شخص بحسب إحصائية للسفارة المصرية في بكين وهي على تواصل دائم معاهم.
وكانت أخيرًا الصين أعلنت إغلاق ١٦ مدينة بتضم ٤٧ مليون نسمة.. وأغلقت الرحلات من و إلى الصين!!
بالنسبة لطرق الوقاية والعلاج.
للأسف الفيروس ليس له لقاح حتي لحظة كتابة المقال أو تطعيمات وهو يشبه دور البرد في علاجه بمجرد تخفيف للأعراض لكن لا يمنع الفيروس أو يقضي عليه.
الصور موجود فيها بعض طرق الوقايه منه طبعاً مع الراحة وشرب كثير من السوائل.
في الختام.. خالص الدعاء بالشفاء للمكافحين والمصابين والمرضى حول العالم يلطف بينا فهو خير الحافظين.