د فاطمة أحمد: تعرف على فوائد شرب الزنجبيل
د فاطمة أحمد رئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة- مركز بحوث الصحراء- مصر
يعتبر الزنجبيل (Zingiber officinale) نباتاً إستوائيّاً، ويتميّز بأزهاره الخضراء الأرجوانيّة، وساقه العطريّة الممتدّة تحت الأرض، ويستخدم بشكل أساسيّ في الطّهي والعلاج. وهو أحد النباتات الجذرية التي تنتمي لفصيلة النباتات الزنجبيلية (Zingiberaceae)، كالكركم والحبهان ويمتاز بطعمه اللاذع القوي. وقد تم إستخدامه كعلاج تقليدي منذ الاف السنين، وإشتهر في الطب الصيني والهندي بكونه يعالج العديد من المشاكل الصحية. و يدخل الزنجبيل ضمن قائمة الأعشاب الطبية المفيدة لجسم الإنسان ويتم عادة إستخدام جذوره كتوابل، ويمكن تناوله طازجاً أو شرب منقوعه أو مغليه أو إستخدام مسحوقه أو زيته لأغراض علاجية، يُشرب الزّنجبيل إمّا أن يكون مطحوناً بعد تنشيفه، أو أن يكون طازجاً بعد بشره، وكلاهما يحتفظ بنفس الخصائص والفوائد كاملة. قال الله تعالى فى كتابه الحكيم:” يُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً”.
القيمة الغذائية للزنجبيل:
يحتوي كل 100 جرام من الزنجبيل على العديد من العناصر ذات القيمة الغذائية العالية، أهمها الكربوهيدرات (17.77جم)، الصوديوم (13جم)، فيتامين C (5.0جم)، البروتين (1.8جم)، النياسين (0.75جم)، الماغنيسيوم (43.0 مجم)، الزنك (0.34مجم)، فيتامين E (0.26مجم)، فيتامين B6 (0.16مجم)،
المكونات الكيميائية للزنجبيل:
يحتوى الزنجبيل على بروتينات، وحمض الفوليك Folic acid وكربوهيدرات وسكريات وأحماض دهنية وأحماض أمينية والياف غذائية وبعض المعادن الهامة ومنها الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم، كما يحتوى أيضا على بعض الفيتامينات الهامة ومنها فيتامين C وفيتامين B6. كما يحتوي الزّنجبيل على مجموعة كبيرة من مضادّات الأكسدة Antioxidants القويّة، والكثير من المعادن والزّيوت الطيارة Volatile oils، مثل: الجينجيرول، الزينجيرون، وغيرها. كما يحتوى على مركبَّات الفينول النفاذة مثل: الجينجيرولس والشوجول.
فوائد الزّنجبيل كثيرة لاتُحصى، خاصّةً في الحالات الآتية:
خفض مستوى الكولسترول فى الدم:
يقلل الزنجبيل من مستوى الكولسترول في الدم ويساعد على منع الدم من التخثر والذي بدوره يساعد في التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة، كما يساعد على حرق دهون الجسم غير المُتكسّرة، وذلك بسبب تميّز الزّنجبيل بالطّعم اللّاذع والحارق المفيد في تكسير الدّهون بسرعة. ومن المعروف أن الزنجبيل يحتوى على نسبة عالية من البوتاسيوم والمنجنيز والذي يعملان علي توفير أفضل صحة للقلب.
يساعد بعض حالات الجهاز الهضمى:
يعد الزنجبيل من أفضل النباتات التي تساعد في علاج إضطرابات المعدة، حيث يساعد في طرد الغازات من المعدة وعلاج بعض أمراض المعدة الخطيرة مثل عسر الهضم والمغص، كما يساعد على إسترخاء عضلات المعدة والأمعاء. كما يُحفّز الزنجبيل إفراز إنزيم المعدة والبنكرياس وبهذا يُحسّن إمتصاص وتحفيز العناصر الغذائية الأساسية في الجسم. ويكثر إستخدامه في علاج البكتيريا التي يسببها الإسهال .وتشير الدلائل العلمية إلى أن جذور الزنجبيل يمكن أن تزيد إنتاج حمض المعدة وبالتالي، قد يتداخل مع إستخدام مضادات الحموضة. وقد أشارت التقارير إلى أن تناول جذور الزنجبيل سيئة اذا إستخدمت بكثرة، ومضغ الزنجبيل يمكن أن يسبب إنسداد في اﻷمعاء، خاصة مع الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضى من القرحة، ومرض إلتهاب الأمعاء، لذا يجب تجنب تناول قطع طازجة من جذور الزنجبيل.
تقليل خطر الإصابة بالسرطان:
يحتوى الزنجبيل على مركبٍ فعَّالٍ يُعرف باسم (شوجول 6) وهو أكثرَ فاعليةً من العلاج الكيميائي بعشرةِ آلافِ مرةٍ حسب بحثٍ نشرته المجلة الطبية (Plos)؛ إذ يشير البحث إلى أنَّ هذا المركب الفعال يهاجم الخلايا الجذعية السرطانية للأورام الخبيثة المختلفة مثل سرطان الثدي ويمنعُ تشكّلها. كما أن مركبات الزنجبيل فعَّالةٌ أيضاً ضدَّ أورام البروستاتا؛ إذ يقلّصها بنسبةٍ تزيدُ عن خمسةٍ وخمسينَ بالمئة حسبِ دراسةٍ علمية أخرى، ويساعد الزنجبيل على معالجةِ الإلتهابات التي تُعتبر البيئة المثالية لنمو الخلايا السرطانية بسبب إحتوائه على مضادات الأكسدة. وفقا لبعض الأبحاث العلمية والتى وجدت أنه يمكن إستخدام الزنجبيل في علاج سرطان المبيض، حيث ثبت أن الزنجبيل المطحون يؤدي إلي موت خلايا سرطان المبيض. وأيضا وفقا لدراسة علمية أخرى وجدت أن الزنجبيل يبطئ نمو خلايا سرطان القولون والمستقيم، وبالتالي يساعد الزنجبيل في الوقاية من سرطان القولون إلى حد كبير. كما أن الزنجبيل أيضا له قدرة على هزيمة عدة أنواع من الخلايا السرطانية الأخرى، بما في ذلك الرئة، وسرطان الثدي، وسرطان الجلد والبروستاتا، والبنكرياس.
يساعد فى إنقاص الوزن:
الزنجبيل خالي تقريبا من السعرات الحرارية، وﻷن الزنجبيل يثير درجة حرارة الجسم ويساعد على زيادة التمثيل الغذائي، لذلك يمكنه حرق المزيد من الدهون والتنحيف. ووجد إن الزنجبيل أيضا يساعد الشخص على الشعور بالشبع، مما يقلل بدوره من إستهلاك الطعام، وثبت أيضا أن الزنجبيل يعمل بمثابة مثبط للشهية وهو أفضل وسيلة لإنقاص الوزن وذلك ﻷن مثبطات الشهية الطبيعية آمنة ولاتسبب أي إضرار.
علاج الغثيان:
يستخدم الزنجبيل لمعالجة القيء والغثيان النّاتج عن العمليّات الجراحيّة، وقد أثبتت الدّراسات العلمية أنّ إستعمال جرامٍ واحدٍ من الزّنجبيل قبل ساعةٍ من العمليّة الجراحيّة، يساهم بشكل كبير في التّخفيف من الغثيان بما يعادل ما نسبته 38%. كما يساعد الزنجبيل المرأة الحامل في التخلص من غثيان الصباح الناتج عن الحمل، فالزنجبيل يعمل تماما مثل فيتامين B6 في علاج غثيان الصباح عن طريق مضغ الزنجبيل، أو أخذ مكملات الزنجبيل. ويجب عدم تناوله من قبل الحوامل إلا تحت إشراف طبيب مختصّ. ولم يثبت طبيّاً معالجة الزّنجبيل لغثيان الصّباح لدى غير الحوامل، أو لمن يعانون من دوار البحر.
تقوية الجهاز المناعى و التّخفيف من أعراض البرد والسّعال:
يعمل الزنجبيل علي تقوية الجهاز المناعي لدي الإنسان عن طريق تحفيز التعرق, ومن هنا يتم إستخدام الزنجبيل كعلاج طبيعي لنزلات البرد والأنفلونزا، وبالتالي يمكن إستخدامه لتهدئة تهيج إلتهاب الحلق مما يؤدي إلي تهدئة الكحة والسعال التي تسببها نزلات البرد، كما يُستخدم في حالات إلتهاب القصبات الهوائيّة وزيادة إتّساع الشّعب الهوائيّة، والتّخفيف من حدّة بعض أعراض الحساسيّة.
تنظيم مستوى السكر فى الدم:
ينصح مرضي السكرى بشرب الزنجبيل لأنه يخفض مستوي السكر في الدم وينصح الأطباء دائما مرضي السكر بشرب كوب واحد فقط من مشروب الزنجبيل المغلي صباحا، ولكن يستخدم الزنجبيل الطازج غير المطحون، كما يساعد أيضاً على زيادة فاعليّة الأدوية المستخدمة في علاج هذا المرض.
علاج الصداع النصفى:
أثبتت الدراسات أن من فوائد الزنجبيل أنه يساعد في علاج الصداع النصفي المزمن وفي منع الدّوخة بسبب قدرته على وقف البروستاجلاندين المتسبب في الألم وإلتهابات الأوعية الدموية. وفي حالة الصداع النصفي يمكن شرب شاي الزنجبيل أثناء نوبات الصداع لمنع الألم أوعمل عجينة من الزنجبيل ووضعها علي الجبهة لمدة نصف ساعة .
تخفيف ألم المفاصل:
أُثبتَت الدراسات العلمية أنّ تناول 250 مللى جرام من الزّنجبيل أربع مرّات يوميّاً، يعمل على التّخفيف من ألم مفصل الرّكبة بعد ثلاث أشهر من العلاج، وفي دراسة أخرى تمّت المقارنة بين الزّنجبيل ونوع آخر يسمّى بالخولنجان وهي إحدى فصائل الزنجبيليّات – وثبتَ أنّهما يخفّفان من ألم المفاصل، النّاتج من الوقوف أو ألم المفاصل بعد المشي.
مفيد فى حالات التوتر:
يُخفّف الزنجبيل من حالات التّوتر، حيث يُعتبر مشروباً مُهمّاً للتّخلص من القلق والتّوتر وعدم القدرة على النّوم جيّداً.
الزنجبيل لصحة الشعر:
من فوائد الزّنجبيل أنّه يعمل على إضفاء الجمال والقوّة للشعر، حيث يزيد الزنجبيل الدورة الدموية في فروه الرأس مما يؤدي إلى تدفق الدم إلى فروه الرأس، وبالتالي فإنه يحفز بصيلات الشعر ويزيد نمو الشعر. كما أن الأحماض الدهنية Fatty acids الموجودة في الزنجبيل مفيدة للشعر الخفيف .كما أن الزنجبيل لديه خصائص مطهرة والتي يمكن أن تساعد في التخلص من قشرة الرأس. كما يعتبر الزّنجبيل علاجاً فعّالاً لمشكلة تساقط الشّعر، حيث يعمل على تنشيط الدّورة الدمويّة؛ إذ يسرِّع من عمليّة وصول الدّم الغنيّ بالأغذية اللازمة لفروة الرّأس، ولذلك يُنصح بتدليك فروة الرّأس قليلة الشّعر بشرائح الزّنجبيل. ومن الخلطات المفيدة لإطالة شعر الرّأس، والتي يعتبر الزّنجبيل مكوّناً أساسيّاً لها، حيث تعمل على إنبات شعر قويّ، وتحميه من التّساقط، هي خلطة الزّنجبيل المطحون، مضافاً إليه ملعقة كبيرة من زيت السّمسم، ويمزجان معاً، ثمّ تدلّك بهما فروة الرّأس، وتترك هذه الخلطة ليلةً كاملةً على الشّعر، وعند الاستيقاظ يُغسل الشّعر. ويتمّ إستعمال هذه الوصفة ثلاث مرّاتٍ أسبوعيّاً، وسوف يعود الشّعر بعد فترة لنموّه الطبيعي.
الزنجبيل لصحة الجلد:
يحتوى الزنجبيل على حوالي 40 مركب مضاد للأكسدة والتي تحمي من الشيخوخة. وهو يحسن مظهر الجلد عن طريق إزالة السموم وتنشيط الدورة الدموية، مما يؤدي إلى تقديم المزيد من المواد المغذية للجلد. كما أن المواد المضادة للأكسدة تمنع الأضرار الناجمة عن الجذور الحرة، وبالتالي الحفاظ على مظهر الشباب ويجعل البشرة أكثر شبابا ويبطئ علامات الشيخوخة. كون الزنجبيل عامل مطهر قوي، ويساعد على الحفاظ على البشرة نظيفة وناعمة وخالية من العيوب، إلى جانب ذلك، فإنه ينشط ويحفز أيضا البشرة. وللزّنجبيل فائدة كبيرة في تفتيح وتنقية البشرة، ومن فوائده أيضاً أنّه يقوم بتبييض وتنظيف البشرة. ومن أهمّ الخلطات الطبيعيّة المفيدة للبشرة بإستعمال الزّنجبيل، خلطة الزّنجبيل المبشور، مضافاً إليه ملعقة من العسل، وملعقة خميرة بيرة، ونصف ليمونة، وبياض بيضة، ومقدار بسيط من الزّنجبيل. نقوم بتنظيف البشرة وغسلها قبل وضع الخلطة عليها، ثمّ نمزج المكوّنات السّابقة ونضعها لمدّة ربع ساعة، ثمّ نغسل الوجه جيّد.
الآثار الجانبيّة للزّنجبيل:
لا يوجد للزّنجبيل آثار جانبية عند أخذه بجرعات صغيرة. ولكن قد يكون له مجموعة من الآثار الجانبيّة عند إستعماله بشكل غير صحيح. الجرعات المفرطة من الزنجبيل والتي تزيد عن خمسة جراماتٍ يومياً تزيدُ آثاره الجانبية على الجسم مثل الإصابةِ بالطفح الجلديّ، وتراكم الغازات، وتهيّج الفم، وحرقة المعدة وإضطرابها، بالإضافة إلى وجود آثارٍ جانبيةٍ أخطر مثل حدوثِ نزيفٍ ومضاعفاتٍ طبيةٍ أخرى إذا ما تمَّ تناول مكملات الزنجبيل الغذائية مع أدوية الضغط والسكري؛ لذا يُنصح بعدمِ إستخدامها إلَّا بعد الرجوع إلى الطبيب المختص وإعطاؤه فكرة كاملة عن مقدار الجرعات وطريقة الإستخدام التي يتّبعها المريض. وترتبط هذه الآثار الجانبيّة مع الزّنجبيل المجفَّف أو مسحوق الزَّنجبيل على الأغلب.
محاذير إستخدام الزّنجبيل:
لا يجب أخذ الزّنجبيل إذا كان الشّخص يُعاني من أيّ من الأمراض التّالية ومنها أمراض الدّم: فإذا عانى الشّخص من أحد أمراض الدّم، مثل: سرطان الدّم، أو الثلاسيميا، أو الهيموفيليا، أو فقر الدّم، فإنّ تناول الزّنجبيل قد يرفع من خطر حدوث نزيف لديه. كما يمنع أخذ الزّنجبيل في حالة كان الشّخص خاضعاً للأدوية التي تمنع تجلّط الدّم، مثل أسبيرين، وغيره من الأدوية. أما فى حالة مرض السّكري يفضّل عدم تناول المصابين بالسّكري للزّنجبيل، فهو يعمل على خفض مستوى السّكر في الدّم إلا تحت إشراف الطبيب المختص. كما لاينصح بتناول الزّنجبيل لمن يعانون من أمراض القلب، حيث إزدادت بعض الحالات سوءاً لدى تناول جرعات عالية من الزّنجبيل .