“دوار فهيم”: التغير المناخي الخطر القادم .. استثماره لا البكاء على أطلاله
تغير المناخ يضرب هنا وهناك ويقترب رويدا من مناطق الاعتدال المناخي ، والتي كانت تمثل استقرارا مناخيا على مدار الاف السنين – حرائق لغابات تاريخية بكر (الامازون وسيبريا واستراليا …) وذوبان للجليد التاريخي فى مناطق كانت بعيدة تماما عن مناطق النزاعات المناخية .. كل هذه التغيرات سيكون له لا محال تداعيات سلبية على مناطق العالم الاقتصادية والمكتظة بالانشطة البشرية ..
مصر بدأت تشهد آثار التغيرات المناخية المزعجة الآن :
تقع مصر جغرافياً ومناخياً في غالبيتها تحت نظاق مناخ إقليم البحر المتوسط والذي كان على مدار آلاف السنين من أكثر مناخات أقاليم العالم وضوحاً واستقراراً، فهو (حار جاف صيفاً معتدل دافيء ممطر شتاءً). وهذه الخاصية المناخية تعود إلى كتلتين هوائيتين مختلفتي الخصائص المناخية والمصدر في رسم صورته المناخية. فالكتلة المدارية البحرية القارية هي المسئولة عن حرارة الصيف وجفافه ، في حين أن الكتلة القطبية البحرية تعود إليها أمطار واعتدال ودفء الشتاء .
فعند انتقال الكتلة المدارية البحرية والقارية إلى العروض دون المدارية مع حركة الشمس الظاهرية إلى مدار السرطان شمالاً في فصل الصيف فان هذه الكتلة تصل إلى منطقة ابرد نسبياً فيحصل للجزء السفلي لهواء هذه الكتلة ركود واستقرار هوائي (Very stable air) وعدم تصعيد بسبب برودة الأرض .
وفي مثل هذه الظروف لا تتشكل السحب فتكون السماء صافية فترتفع الحرارة ولا يسقط المطر صيفاً . أما في فصل الشتاء فتتحرك الكتلة القطبية البحرية المحملة بالرطوبة وبخار الماء جنوباً إلى المنطقة دون المدارية مع حركة الشمس الظاهرية أثناء انتقالها إلى الدائرة الاستوائية ومدار الجدي جنوباً . هذه الكتلة الهوائية الباردة تصل إلى منطقة ادفأ نسبياَ فيحصل لهوائها السفلي تسخين فيتمدد ويصعد إلى أعلى (تكوَن الضغط المنخفض للبحر المتوسط) ويحصل له ما يسمى بعدم استقرار (Unstable air) فتتشكل السحب ويسقط المطر الشتوي .
وتعمل الرياح العكسية الغربية على نقل هذا المنخفض الجوي باتجاه الشرق إلى حوض البحر المتوسط وبلاد الشام وشمال المملكة العربية السعودية .
ومع حدوث ما يطلق عليه “تغير المناخ” وحدوث انقلابات مناخية “حادة” فى العوامل المناخية المميزة بمصر بدأ حدوث تغيير أكثر تشتتاً وأقل استقراراً فى العوامل المناخية وسيادة حالة من التقلبات المناخية الحادة مثل شتاء متقلص الفترة (قصير جداً) شديد البرودة وربيع قصير بخماسين أكثر شراسة وصيف طويل شديد الحرارة وأمطار غير موسمية تمتد وتتوغل داخل أشهر الصيف ويزيد توغلها مع مرور السنوات.
والتغيرات المتوقعة لن تنال من مناطقنا فقط ، فأوروبا مثلاً تتعرض لتغيرات في المناخ لكن ببطء، وحين تبدأ في أوروبا سيكون الشتاء أكثر دفئا، وأكثر جفافاً … وسيتخلل الشتاء موجات شديدة الصقيع وعواصف ثلجية أيضا.. كما سيكون الصيف شديد الحرارة على نحو لم تشهده أوربا من قبل كما حدث في صيف 2019 ، ما حدث أن هناك تشوها في المنظومة المناخية بالكامل. ويجب استغلال هذه الظروف فى متابعة اوضاع الانتاج الزراعي هناك والفجوات التى قد تحدث بسبب المناخ وتوجيه صادراتنا لها فى الوقت المناسب.
وتغير المناخ هذا أصبح المستنزف الاكبر لكل جهود التنمية في مصر على المستوى الفردي او المؤسسي أو القومي. واصبحت التغييرات المناخية واقع يفرض نفسه على نمط الحياة وجميع الانشطة فى منطقتنا ولقد شهدت الاعوام القليلة الماضية عده ظواهر اثرت بالسلب على دورات نمو و انتاج الكثير من المحاصيل … ولعل ظاهره تداخل الفصول و التغيرات الفجائيه و الحاده فى الطقس مثل شده الرياح و معدلات سقوط الامطار و كمياتها و اختلاف درجات الحراره بين شده البروده شتاء و شده الحراره صيفا وعنف الظواهر المناخيه واحوالها ربيعاً.
كما ان المعاملات الزراعيه وسط هذا المناخ المتغير والعدائي للمملكه النباتيه (والحيوانية أيضاً) يجب ان تتغير و ان يتم وضع برامج وآساليب جديده و توقيتات للعمليات الزراعيه تناسب الوضع الجديد والمتغير. كما ان الاستخدام الجائر للمبيدات حاليا، سببه زيادة معدلات توالد الحشرات عن المعدل الطبيعي عشرات الأضعاف، ما يعتبر إجهاداً كيماوياً مضافاً إلى الإجهاد الحراري، وبالتالي كسر صفات التحمل في جميع أصناف النباتات، سواء خضروات أو أشجار مثمرة.
فزيادة هطول الأمطار وزيادة الرطوبة الحرة والرطوبة الجوية ساعدت على انتشار كثير من الامراض الفطرية والبكتيرية . مثل أمراض الندوة المتأخرة فى البطاطس واللطعة الارجوانية فى البصل والثوم والتبقعات والبياض الزغبي فى الخضر والنباتات الطبية العطرية وبعض اشجار الفاكهة (في مناطق عدة من مصر) . كما أن زيادة التذبذبات فى الحرارة (ما بين النهار والليل وما بين الايام) أدى إلى انتشار كتير من الآفات الحشرية مثل حشرات المن والتربس (نواقل للأمراض الفيرسية الخطيرة) وكذلك وديدان الاوراق وديدان الثمار وغيرها (وحدث ذلك بكثافة هذا العام وخصوصاً حشرة المن على النباتات الطبية العطرية والمن على البطاطس وتسببه في نقل فيرس التفاف الاوراق في مصر).
وسيادة ظروف مناخية شديدة التقلب والتباين خلال نهاية الشتاء والربيع وبدايات هذا الصيف وكانت فى معظمها مناسبة جدا لاسرع تطور فى دورات حياة الافات والامراض النباتية .. والتى فاقت قدرة المواد الفعالة للمبيدات المتداولة او جرعاتها فى الحد منها … وظهور آفات جديدة فى مناطق لم تكن موجودة بها .. وتحول قطاع كبير من الافات والامراض “الثانوية” الى آفات وأمراض نباتية “رئيسية”.
التغيرات المناخية وأثرها على قطاع الزراعة فى مصر:
تعتبر الزراعة المصرية ذات حساسية خاصة للتغيرات المناخية، حيث تتواجد في بيئة قاحلة وهشة تعتمد أساساً على مياه نهر النيل وتتأثر بالتغيرات المناخية المتوقعة من خلال ما يلي:
• سوف تؤدى الزيادة المتوقعة في درجات الحرارة وتغير نمطها الموسمي إلى نقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل والحيوانات المزرعية، وكذا إلى تغيرات في النطاقات الزراعية البيئية؛
• حدوث تأثيرات سلبية على المناطق الزراعية الهامشية وزيادة معدلات التصحر؛
• سوف يؤدى ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة البخر وزيادة استهلاك المياه؛
• حدوث تأثيرات اجتماعية واقتصادية كهجرة العمالة من المناطق الهامشية والساحلية؛
• الارتفاع المحتمل لمستوى سطح البحر وأثره السلبي على الأراضي الزراعية بالدلتا.
التغيرات المناخية تحدث على مدى عشرات السنين، وتأخذ أشكالا مختلفة في كل فترة زمنية، ومعناها طبعا حدوث تقلبات جوية على مدى السنوات تؤدي بدورها إلى تغيرات في المناخ على المدى الطويل .. الآن صار الشتاء يتقلص في مصر، ومن المتوقع أن يصبح شهرا واحدا على مدار العام .. في عام 2017 شهدت المنطقة دفئا شديدا واستمر ذلك فى 2018، وبدأ الشتاء مع منتصف ديسمبر ويكاد أن يكون انتهى، تخلله موجات حرارة عالية .. هذا التشوه في المنظومة المناخية في المنطقة يحتاج لمزيد من الدراسات والاستعداد والجاهزية، خاصة وأن أكثر المناطق تأثرا بتلك التغيرات هي الواقعة في مناطقة جغرافية “صعبة” مثل الصحراء الغربيةوغرب آسيا، بما في ذلك مصر طبعا، ثم حدث العكس فى موسم شتاء 2019 والذي بدى طويل بارد متقلب ثم دخل صيف 2019 هذا العام بدون “تفاهم” كما رأينا.
ما يحدث أن الزراعات القائمة فعليا سواء نباتات طبية وعطرية أو محاصيل حبوب أو خضروات أن يبدأ النبات في النضج المبكر، خاصة لو أصبحت في النصف التاني من عمرها، بمعنى أن المحصول الذي يبلغ عمره 120 يوما ينضج في موجة حرارة واحدة خلال 90 يوما فقط، وهو نضج مبكر يجعل المحصول أكثر جفافا خاصة في القمح والشعير والارز والذرة وحبوب النباتات الطبية والعطرية ودرنات البطاطس، ما يقلل الإنتاجية بنسبة كبيرة لا محالة، خاصة لو كانت في النصف الثاني من عمر النبات، أما لو كانت في النصف الأول من عمرها فسيحدث ضغط فسيولوجي على النبات، وبدون وجود نسبة رطوبة كافية سيعجز النبات عن النمو، ويظل متقزما حتى نهاية الموسم، ونتيجة لهذا أصبح هناك مشكلة في إنتاجية البطاطس لدى الكثير من المزارعين.
هناك العديد من التأثيرات الضارة بخلاف ضعف الإنتاجية، أهمها ظهور الحشرات والأمراض النباتية الموجودة في البيئة المصرية مثل “توتا أبسلوتا” في الطماطم، فهي حشرة اعتادت على طبيعة معينة، وحين ترتفع الحرارة يحدث قصر لمدة الجيل فيصبح طور حياتها 15 يوما فقط بدلا من 30 يوما، معنى هذا أنه من الممكن حدوث هجوم كبير لحشرة المن على زراعات كثيرة، وازدياد تكاثر القواقع وسوسة النخيل.. وهو بالفعل ما حدث هذا العام حيث شهد نسبة كبيرة من الإصابات أعلى من أي سنة أخرى، مثل ما حدث أيضا في هجوم “الندوة المتأخرة” على البطاطس.
بسبب التأثيرات المتلاحقة لمظاهر تغير المناخ من موجات شديدة لحرارة او موجات صقيع او رياح ساخنة، يحدث انخفاض قد يكون حاد فى الانتاجية المحصولية، لكن احياناً من الممكن أن يحدث عدم انخفاض كبير في الإنتاجية، لكن يكون المنتج لا يتحمل التخزين أو التداول، أو حدوث مشاكل فعلية فى الفترة “ما بعد الحصاد”.
ارتفاع مستوى سطح البحر لا يعني أن المياه ستغرق الإسكندرية أو مدن وقرى الدلتا، وإنما ببساطة يعني زيادة اختراق المياه المالحة لأراضي الدلتا، ستدخل وتتوغل حتى 5 كم من الأراضي المتاخمة للبحر المتوسط، وهو ما يحدث الآن في شمال الدلتا من ظاهرة تملح الأراضي، وبالتالي لم تعد مناسبة لزراعة الخضروات وغيرها من المحاصيل، والمشكلة أن الحكومة تسعى لتقليص مساحات الأرز دون مراعاة هذه التغيرات.
وللتغير المناخي تأثير على المحاصيل الزراعية على النحو التالي ، على سبيل المثال فان المحاصيل الشتوية هي التي تزرع في فصل الشتاء، هذه محاصيل تمكث في التربة في جو معتدل أو بارد، سواء كانت حبوبا أو فواكه أو خضروات، وهناك محاصيل لا يجب أن تزرع في الصيف وأخرى لا يجب أن تزرع في الشتاء بسبب تغير الطقس بين هذا الفصل وذاك، وبما أننا في موسم شتوي في منطقة جغرافية ومناخية محددة المعالم، هي مصر، فهناك فواصل زمنية ومناخية واضحة بين الصيف والشتاء والخريف والربيع.. هذه الفواصل آخذة في التآكل والاندثار.
والسؤال هنا هل يستطيع الفلاحون إيجاد بدائل أو ظروف لأقلمة المحاصيل والنباتات تبعا للظروف المختلفة ، فالفلاح في مصر يزرع محاصيل بخبرات متوارثة منذ آلاف السنين، وبالتالي قد يستحيل تغيير ثقافته تجاه زراعة محاصيل أخرى بخلاف التي يزرعها، أضف لذلك أن مصر تعاني فجوة غذائية حقيقية في الحبوب وغيرها من الأغذية تجعلنا نحتاج دوما لما يزرعه الفلاحون.
وبالتوازي مع هذا الكم اكبير من التأثيرات لتغير المناخ ، لا يوجد دراسات حقيقة، الدراسات الورقية المكتبية كثيرة، لكن الدراسات الحقيقة المبنية على أسس علمية حقيقة لا توجد، وهذه الدراسات لا تعكس واقع التغيرات المناخية، وانخفاض جودة هذه الدراسات، لأن إجراء دراسة على لتأثير التغيرات المناخية على إنتاجية أو على آفة لابد أن الالتزام بعلم سيناريوهات التغيرات المناخية، وهذا العلم غير موجود ولا يوجد متدربين عليه، إذا كيف يمكن قياس تأثير التغيرات المناخية على محصول البطاطس مثلا وأنت لا تعرف شكل التغيرات المناخية، فدراسة التغير المناخي هي دراسة علمية وليست تنجيم. ويجب من تفعيل انظمة الانذار المبكر والتنبؤ بحدوث الافات واعداد برامج مكافحة متكاملة “ذكية” ومراجعة شاملة لتقييم تأثير المواد الفعالة من المبيدات والعلاجات وروافع المناعة على هذه الآفات والامراض والمراقبة الصارمة على سوق تداول المبيدات من قبل الجهات المعنية.
وما زالت هذه المراكز لا تتعامل بالطريقة الصحيحة مع قضية التغيرات المناخية فعليا، على جميع المستويات وفي جميع الأنشطة، تغير المناخ في هذه اللحظات هو القائد لاتجاه الخسارة المحققة للكثير من الأنشطة الاقتصادية خاصة النشاط الزراعي. عرفنا قضية التغيرات المناخية وتأثيراتها وتداعيتها، يبقى كيفية التعامل مع هذه الظاهرة وهذه المشاكل، يمكن أن أقول إن الجهات المؤسسية المصرية لا تعترف بتغير المناخ، رغم أنهم يتحدثون عن التغيرات المناخية في المؤتمرات والمنتديات، لكنهم لا يؤمنوا بقضية التغيرات المناخية، لكن لو كان هناك وعي بأهمية التغيرات المناخية لكان الاهتمام به ودعم كل دراساته ومؤسساته بالطريقة الصحيحة، صحيح يوجد المجلس الاعلى للتغير المناخي برئاسة رئيس الوزراء المصري، وعضوية كل الوزارات المعنية، لكن هذا المجلس إلى الآن لم يعقد إلا مرة واحدة، ولا يوجد آلية أو جدول أعمال واضح.
وكان من المفترض ان تقوم بعض المراكز (ومنها مركز معلومات تغير المناخ) والتى تم انشاءها وكلفت البلد عشرات الملايين من الجنيهات ان تقوم باجراء عمليات التنبؤ قبل حدوث الأزمة، والإعلان عنها، ونشرها لنشر الوعي بها، لأن المناخ لا دخل للمراكز البحثية أو الحكومات في تعديله بطبيعة الحال، وهذا يعني أننا يجب أن نتعامل مع الأزمة كما هي لأننا لا نملك تغييرها.
وينبغى إعداد التقارير وإجراء الدراسات تجاه التغيرات المناخية، وامداد اجهزة الإرشاد الزراعي بكل هذه المعلومات وكذلك الاجهزة الإعلامية في مصر التى من المفترض انها تعمل من أجل صالح البلد أيضا فوزارة الزراعة مسئولة عن جزء كبير من الأمن الغذائي في مصر، ونحن نستورد نحو 35 مليون طن غذاء سنويا، أي أننا نستورد ما يعادل 32 مليار متر مكعب مياه من الخارج، ولو أن كل قطاع قام بواجبه تجاه الوطن لارتفعت إنتاجية المحاصيل على نحو كبير.
لذلك المؤسسات لها دور هام وحيوي جداً وهو ادارة منظومة تتبع التغيرات المناخية عن طريق أنظمة التنبؤ قبل حدوث الأزمة، والإعلان عنها، ونشرها لنشر الوعي بها، لأن المناخ لا دخل للمراكز البحثية أو الحكومات في تعديله بطبيعة الحال، وهذا يعني أننا يجب أن نتعامل مع الأزمة كما هي لأننا لا نملك تغييرها.
دور مراكز التنبؤ هو إعداد التقارير وإجراء الدراسات تجاه التغيرات المناخية، ودور الإرشاد الزراعي النزول في الحقول، ودور الأجهزة الإعلامية في مصر أن تعمل من أجل صالح البلد أيضا.
ويجب ان تتدخل أجهزة الدولة ممثلة في المراكز والهيئات العلمية والبحثية في شتى المجالات وخصوصا النباتية وما يصاحبها من الآفات الزراعية، لإعادة النظر في سلوك السلالات المرضية والحشرية التي تغيرت تماما بفعل التغيرات المناخية الحالية، حيث أن المواد الفعالة المستخدمة في صناعة مبيدات الأمس، لم تعد مؤثرة على آفات اليوم، واشتداد وطأتها ومقاومتها للمواد الفعالة من المبيدات ما يدفع المزارع إلى الرش بمعدلات تتسبب في كارثة بيئية، سواء على الميكروفلورا الطبيعية، أو صحة الإنسان، بسبب زيادة متبقيات المبيدات في الثمار عن المعدلات المسموح بها عالمياً. هذا بالاضافة إلى اضطلاع المراكز والهيئات العلمية والبحثية بمهامها “الأصلية” في حسابات الاحتياجات المناخية اللازمة للنمو الامثل للمحصول وعمل خريطة مناخية متراكبة مع خريطة التركيب المحصولي بشقيه الموسمي والجغرافي. والخريطة دي هتبين ايه المناطق المناسبة لكل محصول ولكل صنف وتوقيتات ميعاد الزراعة والعمليات الزراعية ومواعيد الحصاد.
فى النهاية …
الان وليس غداً يجب العمل لتجنب آثار التغيرات المناخية من الناحية الزراعية، على نحو لا يحتمل التأحير حفاظاً علي مستقبل البلد .. مع ضرورة التعامل مع قضية التغيرات المناخية فى إطار من الجدية والشفافية من أجل تلافى آثارها المدمرة على القطاع الزراعى بكل عناصره ومكوناته، ومؤكدا على إجراء الدراسات الحقيقية المبنية على أسس علمية تعكس واقع تلك التغيرات وتأثيرها على إنتاجية المحاصيل ووضع سيناريوهات للتعامل معها، والحل “أبسط من البساطة”، وهو أن تعرف أجهزة الحكومة “المعنية” أدوارها وتنسق مع بعضها وتحترم العلم والعلماء.