د عبير سويد تكتب : الماعز البور مشروع قومى لتنمية الثروة الحيوانية فى مصر
د عبير سويد باحث بمركز البحوث الزراعية
ما هو ماعز البور الذى يزيد 10 كجم شهريا .. وكيف تتم تربية ماعز البور .. وكيف يستفيد المربى منه ويربح آلاف الجنيهات كل هذه الأسئلة التى تدور فى ذهن الكثيرين عن ماعز البور.
ويعتبر الإكتفاء الذاتى من المنتجات الزراعية هدف إستراتيجى رئيسى وهام فى الوقت الحالى مع زيادة دخول الإستثمارات فى الإنتاج الحيوانى مما يتطلب دخول بعض التقنيات والنظم الحديثة التى تؤدى الى معظمة الربح من مشاريع الإنتاج الحيوانى.
وأيضا تحسين صفات وجودة المنتجات الحيوانية من الماعز بإيجاد سلالات لها قيمة أقتصادية عالية لكى تستطيع المنافسة التصديرية الى الدول الخليجية والأوروبية.
وبالبحث ما بين سلالات الماعز المحلية والعالمية ودراسة خصائص وصفات كل سلالة تبين أن من أفضل السلالات في التربية على الإطلاق هي سلالة الماعز البور، وهى السلالة النموذجية لإنتاج أفضل اللحوم وتتميز ماعز البور بالآتى:
- سرعة تحويل لحم (معدل نمو سريع) وأعلى نسبة تصافى وتشافى لحم مقارنة بالسلالات الأخرى وخاصة اذا ما وجدت التغذية السليمة حيث لو هناك أربعة جديان خليط بور لإستهلاك العلف فإنه يكون متواجد 400 كيلو لحم وهنا يكون بمثابة حجم العجل.
- تحمل الظروف المناخية الحارة والباردة حيث تربى ماعز البور فى كافة أنحاء العالم وإقبالها على الطعام فى المناخ الحار والبارد.
- خصوبة عالية فى الإنتاج حيث بتشيع كل 18-21 يوم لمدة 37 ساعة فى المتوسط وتلد الأنثى غالبا تؤائم ثنائية وثلاثية ومقاومة عالية للأمراض.
- لها تأثير عالى فى الصفات الإنتاجية والشكلية على بعض السلالات التى يتم التهجين بها.
- تمتاز لحومها بالجودة وإنخفاض نسبة الدهون ومربحة من ناحية إنتاجية اللحوم وتنتج حليب يكفى إحتياجات صغارها من الرضاعة.
- طول موسم التكاثر فيها.
- تحسين السلالات المحلية ومعالجة العيوب والصفات غير المرغوبة فى الماعز المحلى وهى كالآتى :
- الماعز الزرايبى : معالجة التكوين الجسدى الضعيف ومعالجة إنحراف الفم الذى يعوق الرضاعة والأكل فى حالات كثيرة.
- الماعز الدمشقى : وهى معالجة الموسمية حيث أنه ماعز ينتج مرة واحدة فى السنة، وعمر النضوج الجنسى فى الشامى على عمر السنة أو أقل ببسيط لكن فى خليط البور مع الشامى وجد أن عمر النضوج الجنسى يبدأ من 6 شهور وينتج مرتين فى السنة.
- الماعز البرقى : معالجة صغر الحجم أيضا، وهو ماعز يربى فى المناطق الصحراوية ومنطقة الساحل الشمالى الغربى وهى تتقارب كثيرا فى صفاتها الإنتاجية والشكلية، ولكن جديانها أكثر حيوية ، حيث أنه ماعز يحاول إعتلاء الأسوار والقفز (الهروب) حيث أن من صفاته الشعر الطويل فتصبح نظافته صعبة ويكون عرضه لإحتواء شعره على الحشرات.
-
ما هو تاريخ ماعز البور
ظهرت الماعز البور فى جنوب أفريقيا عن طريق التهجين بين سلالات الماعز الأفريقية وبعض سلالات الماعز الأوروبية، وكان الغرض من التهجين هو الحصول على سلالة لها قدرة عالية فى إنتاج اللحوم.
وانتشرت ماعز البور عقب ذلك لكل قارات العالم وحظت هذه السلالة بالكثير من الإهتمام على مستوى العالم لما لها من جدوى إقتصادية عالية فى إنتاج اللحوم وسد إحتياجات كبيرة من اللحوم الحمراء.
وتطور الإهتمام بتربية الماعز البور فى العديد من الدول وأصبح النظر إليها بنظرة جمالية ومعايير ومقاييس وثقت وأقيمت لها مسابقات كثيرة حول العالم.
-
ما هى المواصفات الجمالية لماعز البور ؟
من واقع تجربتى العملية فالمواصفات التى يتميز بها ماعز البور هى كالتالى :
- ماعز مكتنزة الجسم متناسقة التكوين.
- الألوان غالبا بيضاء اللون ذات رأس ورقبة بنية اللون.
- غالبا بقرون وتكون القرون داكنة اللون ومقوسة.
- ثقيلة الوزن والرأس كبير ومتناسق مع الجسم مقوس قليلا.
- الأذن تكون متدلية بشكل جمالى متناسق مع بقية الجسم.
- الرقبة متصلة مع الجسم بشكل متناسق والأرداف ممتلئة باللحم.
- صدر عريض وأكتاف قوية ومكتنزة.
- حلمات الضرع يكون عددها 2 أو 4 حلمات وغير متلاصقة بشكل لا يعيق الرضاعة.
- الخصيتين فى كيس واحد.
-
كيف تتم عملية التغذية فى الماعز البور ؟
هناك خطا شائع بأن الماعز حيوانات رعى قشاشة أو أن يكفيها أردى أنواع الغذاء ولكن ماعز البور يحتاج الى تغذية عالية وبطرق سليمة ويجب أن تحصل على العناصر الهامة فى غذائها لتأدية الدور المطلوب منها.
وهناك برامج عديدة لتغذية الماعز البور تناسب جميع المربيين والمناطق بما يتماشى مع طبيعة الغذاء فيها.
وهناك برنامج للتغذية السليمة لماعز البور وهو كالآتى:
- المياه:
الماء مصدر ضرورى وحيوى لأى كائن حى ولذلك لأبد من توفير مصدرا للمياه النقية طوال الوقت وفى الصيف يرعى تغيير المياه دوريا للحفاظ على درحة حرارتها متوازنة طوال الوقت.
- أماكن المعيشة:
الماعز البور لها القدرة على التكيف فى أضيق الأماكن وأيضا الأماكن المفتوحة حيث:
- المراعى المفتوحة: وهى أن تطلق القطعان ترعى فى مرعى مليئة بالأعشاب الخضراء ويتوفر معها مصدر للمياه ولها مكان للمبيت ليلا.
- المراعى الصغيرة: وهى إقامة الماعز فى عنابر خاصة وتطلق فى مرعى لتتعرض لأشعة الشمس الهامة وتتريض.
- الحظائر: وهى وضع القطيع فى حظيرة ولكن يجب مراعاة أن يكون هناك تهوية جيدة ومصدر لأشعة الشمس وكذا معالجة معدلات الرطوبة.
كما يجب أن يتم توفير مكان للترييض والتعرض لأشعة الشمس، والنظافة اليومية لأماكن المعيشة والتهوية السليمة حيث فى الشتاء يراعى الإبتعاد عن تيارات الهواء البارد.
وفى الصيف يراعى الإبتعاد عن أشعة الشمس الحادة وتوافر مصدر لتهوية وترطيب حرارة الجو وإن أمكن شفاطات لطرد الهواء الحار.
-
كيف يتم التهجين فى الماعز البور ؟
وفقا لتجربتى العملية فنظرا لندرة ماعز البور فى مصر وكونه من أفضل سلالات الماعز فى إنتاج اللحم وإرتفاع سعره عن باقى السلالات.
كان الهدف من التجربة هو تهجين الماعز البور مع بعض السلالات المحلية جيل بعد جيل للحصول على الشكل العام للماعز البور على أن يكون الناتج من التهجين يحمل الصفات الشكلية والمظهرية والإنتاجية لماعز البور المتعارف عليها عالميا.
كما يتم إستغلال السلالة المحلية للتهجين لما لها من صفات تستطيع بها التكيف مع الظروف البيئية وقدرتها أيضا على مقاومة الأمراض.
وكتجربة عملية من داخل إحدى المزارع الخاصة بتربية سلالات الماعز البور بجمهورية مصر العربية – وذلك فى محافظة المنوفية.
تم تهجين ذكر بالغ بور بيور مع أنثى بالغة برقى ، كما هو موضح بالصور وكان الناتج من التزاوج فى الجيل الأول عدد 2 أنثى خليط بور.
حيث كان الأب (بور بيور) يحمل اللون الأبيض ذو الرأس والرقبة البنية اللون وعلامة بيضاء فى الوجه وشعر قصير (وبرة) وذات قرون عريضة تلتف حول الرقبة بشكل متناسق يزن 110كيلو جرام.
والأم (برقى) من سلالة البرقى المصرية فى محافظة مطروح ولونها أبيض ذات رأس ورقبة وصدر أسود وعلامة بيضاء بالوجه وشعرها طويل وإنسيابى على جسدها، حيث من المعروف أن سلالة البرقى من السلالات المصرية الأصيلة.
وتتمتع بمناعة عالية وتحمل الظروف المناخية القارسة، وكفاءتها الانتاجية عالية حيث تقوم بإنتاج نسبة عالية من التؤائم الثنائية والثلاثية، وتصل لسن البلوغ الجنسى فى سن مبكرة (5 شهور) للذكور و6 شهور للإناث، ويعتمد عليها كثيرا من أهالى الصحراء فى الرعى وتتعايش فى البيئتين الزراعية والصحراوية.
وكان الهدف من تهجين ماعز البور مع ماعز البرقى هو الدمج بين الصفات وتأكيد بعض الصفات المرغوبة وهى إضافة صفة تحويل اللحم بجودة عالية الموجودة فى الماعز البور وكذا زيادة معدل الخصوبة والإنتاج الموجودة فى الماعز البرقى وتأكيد الصفات من جهة قوة التحمل للظروف المناخية ومقاومة الأمراض.
وكانت الإناث الناتجة خليط بور تتمتع بالجسم الأبيض والرأس ذات البقع البنية اللون ، والقرون أكثر إنتظاما من الأم والشعر أقصر طولا من شعر الأم ، وعند عمر السنة والنصف الأولى كانت الأولى تزن 43 كجم كما هو موضح بالصورة .
والثانية كانت تزن 39 كجم ولم يكتمل نموها بعد ، وهذا كان ناتج الجيل الأول من التزاوج.
-
بالنسبة للتوصيات فى عملية التهجين من واقع التجربة:
- يراعى فى حالة التهجين مع ماعز البور تجهيز إناث سبق لها الإنتاج مرة على الأقل وذلك لأن جنين البور ضخم فى الحجم عن أى سلالة أخرى وذلك لتجنب حدوث إجهاضات أو مشاكل فى الولادة.
- يراعى الحظر عند الشراء من الأسواق وخاصة فى بداية فصل الشتاء نظرا لإنتشار الأمراض حيث عند إدخال الماعز المشترى على القطيع المراد تهجينه.
- ويراعى أن يكون تم عزله قبل إدخاله على القطيع مدة لا تقل عن أسبوعين ومتابعته جيدا وعرضه على الطبيب البيطرى المختص، ويفضل أن يتم الشراء من أماكن أو مزارع موثوق فيها، ويفضل نقل الماعز فى سيارات مغلقة لعدم تعرضها لتيارات هواء قد تسبب حمى النقل.
- يراعى الإهتمام بالتغذية الجيدة المتوازنة للماعز وإضافة الفيتامينات والأملاح المعدنية والمكملات التى تمدها بالعناصر المطلوبة وذلك حتى تؤدى الدور والغرض من تربيتها على أكمل وجه.
- يراعى تقسيم أماكن الإيواء لأكثر من مكان وذلك لعزل الذكور المفاطيم عن الإناث ، وكذلك مكان مخصص لرعاية أى حالة قد تكون حرجة.
- الإهتمام بالتحصينات الدورية والنظافة اليومية للقطيع والتهوية الجيدة التى تتناسب مع كل فصل من فصول السنة.
- يراعى تجديد دم القطيع لتغيير الطلوقة بعد كل جيل لتجنب تزاوج الأب مع الأبناء للحفاظ على قوة مواصفات القطيع.
الجدير بالذكر أن الماعز يمثل 15% من حجم الإنتاج الحيوانى فى مصر، وكذلك تشارك بنصيب كبير فى إنتاج اللحوم والحليب لما تتمتع به من خصائص فريدة ، فهى حيوانات ثنائية الغرض لإنتاج اللحم واللبن وهى تحتل مكانة متميزة فى الدول النامية حيث أنها تعتبر مصدر للبن فى المزارع الصغيرة.
ولأنه أصبح تربية المجترات الكبيرة مكلف جدا ومرهق للمربى وذلك لأنها تحتاج أماكن مخصصة (حظائر) لها وعمالة وتكلفة عالية من الأعلاف حيث التغذية تمثل 70%من العملية الإنتاجية ، لذلك تم الإهتمام وتسليط الضوء على المجترات الصغيرة (الماعز والأغنام) وذلك لعدة أسباب:
- سهولة تجهيز أماكن للتربية
- سهولة رعايتها
- لا تحتاج كم الأعلاف التي تستهلكها المجترات الكبيرة
ونظرا لأن لحم الماعز تحديدا يلقى إقبالا عالميا ومحليا كمصدر للبروتين الحيواني وكذلك أخف نسبة دهون، فتعد تربية الماعز مهمة جدا فى الوقت الحالي وكذا يتزايد الاهتمام بتربية وإنتاج الماعز عالميا فلذا يجب علينا مواكبة الذوق العالمي.
[quote color=”#dd3333″]د عبير يحيى سويد باحث بمركز البحوث الزراعية
ايميل : [email protected]
[/quote]