د سونيا رزق تكتب: مخاطر مرض الحمى القلاعية وطرق الوقاية والعلاج
استاذ المناعة والفيرولوجي ورئيس بحوث بقسم الحمي القلاعية – معهد الأمصال واللقاحات – مركز البحوث الزراعية – مصر
مرض الحمي القلاعية هو مرض فيروسي وبائي حاد شديد السريان, سريع الإنتشار ويصيب أساسا الحيوانات ذات الظلف المشقوق (كالأبقار والجاموس والماعز والأغنام والخنازير والغزلان والمجترات البرية )وايضا الحيوانات ذات الخف (كالجمال والأفيال).
ويمثل إنتشاره تهديدا للثرووة الحيوانية والأمن الغذائي العالمي. كما ان من أهم صعوبات السيطرة على المرض هي أن فيروس مرض الحمى القلاعية يحدث له تغيرات مستمره في تركيبه الجيني والوراثي مما يؤدي إلى ظهور فصائل جديدة خطيرة تسبب خسائر كبيرة بالنسبة للإنتاج.
كما أن خطورته تكمن في الخسائر الإقتصادية الفادحة أيضا التي يسببها بالنسبة لإنتاج اللبن واللحوم ونقص في معدل النمو والخصوبة في الحيوانات المصابة بالمرض, كما يسبب الإجهاض وموت الحيوانات ذات الأعمار الصغيرة,مما يؤثر بشكل كبير على إنتاجية القطيع للسنوات القادمة.
مسبب المرض:
فيروس صغير الحجم ينتمي إلى عائله بيكورنافيردي ((Picornaviridae وجنس أفثوفيروس (Aphthovirus) وحجمه لا يتعدى 32 نانوميتر ويتركب من حامض نووي ريبوزي ((RNA أحادي موجب الشحنة محاط بالكابسيد البروتيني ويوجد من للفيروس المسبب للمرض سبع أنواع أو عترات مختلفة مناعياً (O, A, C, SAT1, SAT2, SAT3, Asia1 ) ولكل منها تحت عتراتها وهى ذات خواص أنتيجينية ومناعية مختلفة وذات درجات حرارة متباينة وقد لوحظ أن الأصابة والعدوى بنوع واحد من هذة العترات لا تعطى مناعة ضد العدوى بالعترات الأخرى ولا توجد مناعة متبادلة بين هذة العترات أو تحت العترات المسببة للمرض ويعيش هذا الفيروس فى الغدد الليفاوية ويستطيع المعيشة فى الأماكن والبيئات الملوثة لمدة تزيد عن شهر, وتختلف شدة أعراض المرض تبعاً لنوع العترة الفيروسية المسببة له.والعترات الموجودة بمصر هي (O, A , SAT2), ومن هذه العترات يتم تحضير لقاح مرض الحمى القلاعية المثبط الزيتي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية بالعباسية .
أعراض المرض:
- ظهورحويصلات مائية أولية خلال 24 إلى 48 ساعة فى مكان دخوله الجسم , ثم تظهر الحمى و إرتفاع في درجة الحرارة قد تصل إلى 41-42 درجة مئوية.
- فقدان الشهية وفقد الوزن والهزال وإرتعاش في الجسم وإنخفاض واضح في إنتاج الحليب.
- تورم شفتا الحيوان المصاب وكذلك يسيل اللعاب بكميات كبيرة بشدة من الفم ليصل إلى الأرض على هيئة خطوط فضية طويلة, وأيضا سائل مخاطي من الأنف.
- إصابة الفم واللسان واللثة والشفتين والحافر والأظلاف بحويصلات مملوءة بسائل تؤدي إلى وعادة ما تنفجر هذه الحويصلات تاركة تقرحات مؤلمة جدا للحيوان فتمنع الحيوانات المصابة من تناول الغذاء ثم تنفجر بعد 24 ساعة.
- ظهور تقرحات وإلتهاب مكان الحويصلات بالفم والأنف وعلى الضرع والحافروبين الأظلاف واحيانا على الأعضاء التناسلية.
- العرج الواضح من شدة الألم بالأرجل (صعوبة في المشي والحركة) واحيانا إصابات شديدة بالحافر تتسبب بقلعه.
- وتكون نسبة النفوق مرتفعة في الأعمار الصغيرة ,كما تصيب الإصابة بالمرض إنخفاض في إنتاجية اللبن واللحوم بالمزارع المصابة حيواناتها بالمرض.
- يستعيد الحيوان حالته الطبيعية من 8-15 يوم ولكنه يظل حاملا لفيروس المرض لفترة طويلة أن تنتهي الأعراض.
طرق العدوى:
يتواجد الفيروس المسبب لمرض الحمى القلاعية في جميع إفرازات الحيوانات المصابة بالمرض والسوائل التى تخرج منه ,اللعاب, وإفرازات الأنف,والحليب والبول والبرازوالسائل المنوي,وتنتقل العدوى بالطرق المباشرة والغير مباشرة .
الطرق المباشرة :
- مثل ملامسة الحيوانات الحاملة لفيروس المرض, أو الغذاء والأعلاف الملوثة بالفيروس.
- إستنشاق هواء ملوث بالفيروس االناتج من مخلفات الحيوانات المريضة, أو من مخلفات وبقايا الحيوانات النافقة من المرض والمحملة بالفيروس.
الطرق غير المباشرة:
- وسائل النقل المختلفة وأدوات التربية وأكياس العلف المتواجدة في المناطق الموبوئة بالمرض تكون مصدر لنقل العدوى للحيوانات السليمة.
- العامل البشري عن طريق العمال والمساعدين المخالطين للحيوانات المصابة وأدواتهم وملابسهم أيضا مصدر لنقل العدوى بطريقة غير مباشرة.
الوقاية والبرنامج المتكامل للسيطرة على المرض:
مرض الحمى القلاعية مرض فيروسي ولذلك لايوجد دواء للقضاء على الفيروس أم يعالج الحيوانات المصابة ,ولكن هناء إجراءات وقائية لابد أن تتبع لمنع إنتشار المرض والتقليل من إحتماليات الأصابة.وأهمها التحصين ولابد أن يكون هناك برنامج متكامل للسيطرة على المرض.
1- التحصين : ومعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية في مصر يساهم بشكل كبير في إنتاج الكميات اللازمة من اللقاح ضد مرض الحمى القلاعية للسيطرة على المرض وإضافة أي عترات جديدة أو تحت عترات تظهر أول بأول إلى اللقاح وذلك لحماية الثروة الحيوانية في مصر حيث أن التحصين هو الوسيلة الوحيدة وهو الطريق الوقائى لمنع ظهور المرض ولضمان حماية الحيوانات والحفاظ عليها حيث تكتسب الحيوانات مناعة ضد المرض ويتم تحصين كل الحيوانات عن طريق حملات تحصين على مستوى الدولة بشكل دوري. يتم التحصين بلقاح الحمى القلاعية الرباعي المثبط ويحقن تحت الجلد (فى منطقة اللب أعلى عظمة الصدر أو تحت جلد الرقبة) بجرعة 3سم3 ويكررالتحصين 4- 6 شهور ويحفظ اللقاح عند حرارة 4-8 م◦ وينقل على الثلج أثناء عملية التحصين.
2- طرق الوقاية والحد من الأعراض :
- تطبيق إجراءات الأمن البيولوجي بالحرص على منع دخول حيوانات جديدة مجهولة المصدر للمزرعة دون التحقق من سلامتها والحفاظ على النظافة العامة للعاملية والمساعدين,الحرص على وجود حوض التنظيف في مدخل المزرعة المخصص لتطهير عجلات العربات قبل الدخول.
- عزل الحيوانات المصابة ووضعها في مكان نظيف وجاف وجيد التهوية , ويمكن حقن مضاد إلتهاب قوى وحقن مضاد حيوى طويل المفعول بجرعة كاملة كمحاولة للسيطرة على أى عدوى ثانوية .
- عدم ترحيل الحيوانات المصابة من مزرعة إلى أخرى أو حتى تسويقها حتى يتم شفائها
- التخلص من بقايا الحيوانات النافقة بالحرق والتخلص من كل الأدوات الملوثة و تطهيرها.
- مكافحة الذباب والقوارض والحشرات لكونها ناقلة للعدوى.
- علاج الأعراض الموجودة للتخفيف من حدتها مثل غسيل الفم بماء الخل 5% ثلاث مرات يوميا.والأظلاف تغسل بالماء والصابون ثم بمحلول مطهر ثم تدهن بمرهم أكسيد الزنك مع كبريتات النحاس وتغطي وتدهن بالزيت او القطران,والضرع يغسل بالماء الفاتر والصابون ثم بحمض البوريك 4 %.
- تغذية الحيوانات بالعلف الأخضر المقطع صغيرا ورفع نسبة البروتين فى عليقة الحيوان إلى أقصى حد ممكن ويمكن أن تكون العليقة متزنة ومفرومة فرمآ جيدآ مثل الشعير المجروش والمطحون والمخلوط بالماء الدافيء في شكل مزيج سائل ليسهل بلعها خاصة فى حالة وجود تقرحات على اللسان إلى أن تتحسن حالة الفم واللسان.
- تغذية العجول الرضيعة على حليب طبيعى سبق غلية وتبريدة لدرجة حرارة 38م◦ للقضاء على الفيروس ويجب عدم تغذية العجول الرضيعة على بدائل الألبان، حيث أنها تحتوى على بروتينات ودهون نباتية لايمكن أن ترقى إلى مستوى البروتينات، والدهون الحيوانية الموجودة فى اللبن الطبيعى والتى تساعد العجول على رفع المناعة ومقاومة التعرض للأصابة.