كل ما لا تعرفه عن التهاب الضرع : أسبابه وعلاجه وطرق الوقاية
د غادة عبدالعال ابراهيم ود فاطمة محمد أحمد
باحث ميكروبيولوجي – رئيس بحوث باثولوجيا اكلينيكيه – معمل الاسماعيلية
ضرع الحيوان هو خلقٌ سخره الله للانسان لينتج له طعاما كاملا باردا في الصيف دافئا في الشتاء فبقدرة الله تعالى يخرج من الدم الأحمـر حليبـًا ناصع البياض محتويا علي كافة العناصر الغذائية اللازمة للحياة. “وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ ‘‘ (66) (النحل)
ويعتبر مرض التهاب الضرع من أخطر المشاكل المرضية والاقتصادية التي تواجه مربي الحيوانات في مزارع الماشية بل وأكثرها شيوعا حيث إنها قد تؤدي الى خسائر اقتصاديه فادحة وذلك لأنه في بعض الاحيان قد يؤدى الى نفوق الأبقار في الحالات شديده الالتهاب (فوق الحاد) أو يحدث خسائر كبيرة في المزارع في حالة تم استبعاد الابقار المصابة من القطيع . بالاضافة الي انه يسبب انخفاضا في ادرار اللبن وخاصه في الابقار التي تكون تحت نظام علاجي وتحول فيها الالتهاب الى حالات مزمنة.
انواع التهاب الضرع:
يمكن تصنيف التهاب الضرع وفقا لمعيارين مختلفين: اما وفقا للاعراض السريرية أو اعتمادا علي طريقه الإرسال. أما عن انواع الالتهاب في الضرع وفقا للاعراض السريرية فتكون كالاتي: التهاب الضرع الظاهري أو غير الظاهري ، التهاب الضرع فوق الحاد أو الحاد أو تحت الحاد وأخيرا قد يصبح التهاب الضرع مزمنا. بينما انواع التهاب الضرع تبعا لطريقه الإرسال فهي إما التهاب الضرع المعدي أوالبيئي.
طرق انتقال العدوى
1- طريق اتصال الضرع المتكرر مع اله الحلب ، أومن خلال اليدين أو المواد الملوثة.
2- عن طريق الفم إلى الضرع وذلك يتم اثناء إطعام العجول علي الحليب الذي يؤدي الى التهاب الضرع بسبب سلاله البكتيريا التي تبقى في تجويف الفم للعجل الرضيع ثم تنتقل البكتيريا إلى نسيج الضرع.
3- الفرشة الأرضية للحظائرتعد مصدراًهاماً للتعرض للميكروبات المرضية بسبب احتكاكها المباشر والمستمر بحلمات الضرع حيث ان بعض البكتيريا تنمو بسرعه وبأعداد هائلة في خلال 24 ساعة على الفرشة الأرضية، ويعتمد العدد البكتيري في الفرشة الأرضية على مستوى رطوبة الفرشة ودرجه حرارتها والتخمرات بها ويختلف ذلك بين موسمي الشتاء والصيف. وجدير بالذكر أن الفرشة الجافه جيده التهوية يقل بها العدد البكتيري بينما الفرشة الرطبة ذات الحرارة المرتفعة تزيد من تعرض الحلمات للبكتيريا المحيطة بهما وهذا يعنى أن الحيوانات الموجودة باستمرار داخل حظائر مغلقه تكون أكثر عرضه للإصابة خاصه خلال الصيف الحار الرطب.
4- يمكن ان يحدث الالتهاب في فترات الجفاف (عدم ادرار اللبن) نتيجة وجود انواع من الميكروبات كالمكورات السبحيه والتي توجد في الفم والجهازالتناسلي وعلى جلد الحيوان وكذلك ميكروبات الايشيريشيا والكليبسيلا والانتيروباكتيروالتي تتواجد في البراز والفرشة ويمكن ان يحدث الالتهاب بعد الولادة مباشرة. أيضا هناك انواع من الاكتينوميسيز توجد في الجلد والأغشية المخاطية وتسبب ما يسمى التهاب الضرع الصيفي وخاصه اثناء فترات الجفاف.
أهم البكتيريا المسببة لالتهاب الضرع : ومنها ستاف اوريوس، ستاف ابيديرمس، ستاف اجلاكتيتا، ستربتوكوكس اجالاكتيا، الايكولاي، الكلبيسيلا، الانتروباكتر، السودومانس، البروسيلا،الميكوبلازما والباستريلا وغيرها من الميكروبات.
تأثير التهاب الضرع على مكونات اللبن:
يسبب التهاب الضرع انخفاض نسبة البوتاسيوم وزيادة في معدل اللاكتوفيرين كما يؤدي إلى انخفاض نسبة الكازين، وهو البروتين الرئيسي في الحليب. وبما أن معظم الكالسيوم في اللبن مرتبط بالكازين ، فإن اضطراب تخليق الكازين يساهم في خفض الكالسيوم في الحليب. ويزداد تدهورمكونات بروتين الحليب بسوء المعالجة والتخزين. كما ان حليب الأبقار المصاب بالتهاب الضرع يزيد فيه عدد الخلايا الجسدية ومن المثبت علميا أنه كلما زادت عدد الخلايا الجسدية كلما انخفضت جودة الحليب.
أهم الأعراض في حالة التهاب الضرع:
ربما تكون أعراض الالتهاب معتدلة بل يمكن ان تمر دون ادراكها او ان ينتج عنها علامات مرضيه واضحة، اما اذا تمت ملاحظتها فان اول تغيير ملحوظ في اللبن خلال التهاب الضرع الحاد هو زيادة بروتينات الدم يعقبه انتقال مكثف لكرات الدم البيضاء عديده الانويه الى الغده البنية وقد يصاحب هذه التغيرات انتفاخات وارتشاح مائي واحمرار وافرازات مائية غير عاديه تحتوي علي تجبنات وخلايا دم حمراء تبعاً لمدي شدة لحالة الالتهابية.
طرق التشخيص والوقاية الدورية
1- ينصح بإجراء اختبارحقلي بسيط وسهل شهرياً داخل المزرعة وهو اختبار(عد الخلايا البيضاء) في اللبن المنتج ككل وذلك لاكتشاف بداية المرض للوقاية منه، وحيث انه يجب الا يتعدى العدد الكلى للخلايا البيضاء في اللبن عن 400 ألف خليه لكل 1سم3 لبن لمده 3 أشهر متعاقبة فعند ظهورعدد كبيرمن الخلايا البيضاء في اللبن فلابد أن تخضع المزرعة لاختبارات التهاب الضرع على مستوى كل حيوان حلاب علي حدة، وذلك لتفادى حدوث الالتهاب في القطيع كله. وإذا ثبت أن العدد العدد الكلى للخلايا البيضاء 500 ألف خليه بيضاء/ 1سم3 لبن هنا تعتبران هناك بالفعل اصابه حقيقيه في القطيع ويستلزم علاج القطيع.
2- بعض الطرق الكيميائية في التشخيص كقياس تركيز ايونات الصوديوم والكلوريد في اللبن، وكذلك مقدار التوصيل الكهربي لسائل اللبن، وقياس نسبة الألبيومين في اللبن، واختبارتوقف انزيم التربسين حيث أن زيادة تركيزه في اللبن تعتبردلاله على الإصابة بالتهاب الضرع (فيما عدا لبن السرسوب الذي ينتج بعد الولادة مباشره).
3- العزل الميكروبي لمسببات الالتهاب وذلك بأخذ عينات من اللبن بطريقه خاصه لعزل وتصنيف هذه المسببات البكتيرية معمليا ثم اجراء اختبارات الحساسية ضد المضادات الحيوية الاكثراستخدامها لعلاج التهاب الضرع.
4- أيضا لا يجب ان ننسي الفحص الإكلينيكي لضرع الابقار واختبار اللبن باستخدام ما يسمى (اختبار كاليفورنيا) لاكتشاف الحالات الغير ظاهره إكلينيكيا.
وكذلك هناك بعض الاجراءات التي يجب اتباعها للوقاية من التهابات الضرع بمزارع ماشية اللبن فمثلا لابد من: 1- اجراء اختبار العدد الكلى للخلايا البيضاء في اللبن شهرياً كما سبق ذكره من قبل.
2- فحص ماكينات الحلب جيداً للتأكد من عملها ومدي نظافتها والاهتمام بها وفحصها دوريا.
3- مراجعة السجلات الخاصة بالقطيع وتطبيق الشروط والطرق الصحية التي تتبع اثناء سيرعمليات الحلب، وكذلك معاينه تصميم المزرعة والمحلب ومدى ملاءمتهما للشروط الصحية.
الاكتشاف المبكر لبداية الإصابة والعلاج السليم للحالات الإكلينيكية واستبعاد الحالات المزمنة التي لا تستجيب للعلاج من القطيع.
4- ملاحظه نسبه الإصابة بـالتهاب الضرع بالمزرعة، وطرق العلاج، وملاحظه النظم التي تستخدم بالمزرعة للوقاية اواستبعاد الحيوانات المصابة.
طرق العلاج:
أما عن العلاج فانه يأتي بعد تحديد المسبب، واجراء اختبارات المضادات الحيوية، حيث يتم العلاج بضخ المحلول او المستحضر المحتوى على المضاد الحيوي بالتركيز المناسب، الى داخل حلمات الضرع بطرق خاصه. وتكون الطريقة كالاتي: يتم تنظيف الحلمة جيدا من الافرازات المصاحبة للالتهاب وذلك باستخدام الكحول الإيثيلي (70٪) ثم ادخال قنية الإبرة (الحقنة) بإحكام على مدخل قناة الحلمة مع تدليك خفيف للضرع من أجل توزيع أفضل للدواء في حركات من الأسفل إلى الأعلى مع مراعاة ان يكون الدواء المحقون في درجة 35 درجة مئوية.
مع الوضع في الاعتبار أن اعطاء ووصف الأدوية من صاحب الحالة بنفسه أمر خطير حيث يمكن ان تتحول أعراض المرض ببساطة إلى التهاب الضرع مما قد يتسبب لاحقا في ضررصحي للحيوان قد لا يمكن إصلاحه وتضيع االفرصة في بدء وتلقي العلاج المناسب. لذلك ، إذا كان ذلك ممكنا ، لا تتأخر في دعوة الطبيب البيطري لفحص الحيوان المصاب وتشخيص المرض بشكل سليم ، فهو فقط من يتعين عليه اعطاء الدواء المناسب.
المراجـــع :
1-Abdi, R.D.; Gillespie, B.E.; Vaughn, J.; MerrillC.; Headrick, S. I.; Ensermu, D.B.; D’Souza, D. H.; Agga, G. E.; Almeida, R. A.; and KerroDego, O. (2018): Antimicrobial Resistance of Staphylococcus aureus Isolates from Dairy Cows and Genetic Diversity of Resistant Isolates., Foodborne Pathog Dis.
2-Dingwell ,R.T ; Leslie ,K.E ; schukken , Y.H ; Sergeant , J.M and Timms L. (2003) : Evaluation of the California Mastitis Test to detect an intramammary in fection with a major pathogen in early lactation dairy cows. Can. Vet.J ;44:413-416.
3-Harmon, R. J. (1994) : Physiology of mastitis and factors affecting somatic cell counts. J. Dairy , Sci., 77 : 2103 – 2112 .
4- Ibrahim, A. E.; Hind A. Elnasri.; Mona A.M. Khaeir and Salman, A. M. A. (2018): Isolation, Characterization and Sensitivity Pattern of Staphylococcus aureus Isolated from Milk Samples in Khartoum State, Sudan. International Journal of Current Microbiology and Applied Sciences., Volume 7 (7).
5-Mihael, A.; Brinda, V.; Herman, V. and Faur, B. (2010): Antimicrobial sensitivity of some Staphylococcus aureus strains from bovine mastitis. Lucrăristiinłificemedicin ăveterinară vol. xliii (1),
6- Roopnarine , R.; Ammons, D. and Adesiyun, A. (2009): Frequency of antimicrobial resistance of E. coli isolates from dairy farms in Trinidad by source and presence of virulence markers. VETERINARSKI ARHIV., 79 (3), 229-243.
7- Sergeant, J.M.; Leslie, K.E.; Shirley, J. E.; Pulkrabek, B. J. and lim , G. H. (2001): Sensitivity and specificity of somatic cell count and California mastitis test for identifying intramammary infection in early lactation. J. Dairy Sci., 84:2018-2024.