محمد السيد صالح يكتب: هذا الغراب علمني !
كاتب صحفي – رئيس تحرير المصري اليوم الأسبق
الغراب سبق وأعطى الدرس الأعظم لقابيل ،الولد الأكبر لآدم،عندما علمه كيف يوارى سوءة أخيه الأصغر هابيل،بدفنه فى التراب بعد أن كان قد قتله.
وهو ما تكرر اليوم مع تعرض البلاد لأمطار غزيرة، حيث لاحظت عندما كنت أطل من شباك غرفتي، ان “غراب بسيط جدا”،أعطانى درسا جديدا اليوم الخميس.
لماذا ؟
فطوال ساعات المطر الذى وصل مرحلة السيل، وبينما أغلقنا الأبواب على أنفسنا، وأرتضينا الأجازة والراحة والدفء لعائلاتنا، ولا نفهم الا اليسير عن ظروف حياة البسطاء والفقراء والمحتاجين والعاملين فى الشوارع من عمال وموظفين ورجال أمن ،فى هذه الظروف، نقلنى لمستوى آخر من المسؤولية والعطاء.
ظل هذا الغراب،أو الغرابة سواء كان ذكرا أو أنثي غراب،فى عشه فوق شجرة فقيرة من ناحية قلة أوراقها وأغصانها الخضراء ليحمى فراخه الصغيرة،أو ليوفر الدفء لأجنة فى بيضها سترى الحياة قريبا.
ومن المفارقات انه من الناحية العلمية فإن الغراب من الطيور التي تبدأ من الاسبوع الاول من شهر مارس، وحتى منتصف يوليو سواء ذكر وأنثى الغراب ببناء العش معاً بفترة تترواح من 8 إلى 14 يوماً، وتحتضن الأنثى من أربع إلى خمس بيضات لمدّة 18 يوماً، ثمّ تخرج من العش بعد شهر تقريباً على الرغم من عدم قدرتها على إطعام نفسها لمدّة 30 يوماً أخرى، وفي كثير من الأحيان يبقى أحد الفراخ مع والديه لمواسم الأعشاش التالية، لمساعدتهم على العناية بها وحراستها أثناء التكاثر، وجلب الطعام، وفي الربيع والصيف عادةً ما تُرى الغربان تحلّق في أسراب عائلية، وفي أواخر الصيف، والخريف، والشتاء تهاجر وتتجمّع من أماكن بعيدة، لتبقى مجتمعة سويةً.
كما إنه من المعروف عن الغراب أنّه طائر ذكيّ، ومشاكس، ومرح أحياناً ، ويعد من أكثر الطيور ذكاء وتنظيما وترتيبا ويستطيع إنتاج عدد مذهل من النداءات التي عدّها الباحثون لغة تخاطب، حيث يستعملون هذه النداءات بهدف إبعاد القطط، والبوم، والبشر أيضاً، وعليه فصرخته تعني النداء السريع لإبعاد الخطر عليه فضلا عن أن هذه النداءات تهدف إلي حماية عائلته الصغيرة.