د أحمد جلال يكتب: كيف يؤثر فيروس كورونا على منتجي الحيوانات والطيور
عميد كلية الزراعة – جامعة عين شمس- مصر
مع استمرار تفشي وباء الفيروس التاجي الجديد وانتشاره في أجزاء كبيرة من العالم، يعمل منتجو اللحوم والألبان والبيض للحفاظ على الإنتاج في مواجهة العديد من المخاوف والشكوك.
وهناك ثلاث تحديات رئيسية لشركات الإنتاج الحيواني يجب ان تأخذ فى الاعتبار لحماية صناعة الانتاج الحيواني، فقد حان الوقت الآن لتذكير الناس بأن إنتاج اللحوم والألبان والبيض جزء من البنية التحتية الزراعية الحيوية للمجتمع، بالإضافة الى العمل بجدية على منع انتشار المعلومات المضللة وضمان عدم الاضرار بصناعة الانتاج الحيواني.
وتشمل هذه الوصول إلى إمدادات الأعلاف وترتيبات العمل العملية، ولكن أيضًا تخصيصات مضمونة لمعدات الحماية، والتي بدونها لا يمكن إجراء عمليات آمنة.
تسلط هذه الأزمة الضوء على ما ينبغي أن يكون واضحًا:
1- التغير فى أنماط الطلب
أدى تراكم المخزون والذعر في ضوء تدابير الحجر الصحي والاجتماعي إلى زيادة طلب المستهلكين على الأطعمة القابلة للتخزين، والمجمدة. وبناءً على ذلك، ارتفعت مبيعات المنتجات مثل البيض والحليب طويل العمر والدجاج الطازج بقوة، بينما تراجع الطلب على المطاعم. يحاول منتجو الحيوانات جاهدًا زيادة معالجة التجزئة لتلبية احتياجات المستهلكين، ومع ذلك، فإن تراجع الطلب في المستقبل يلوح في الأفق: وفي النهاية، سيشتري المستهلكون كميات أقل من مخصصاتهم. علاوة على ذلك، قد تشمل الآثار الاقتصادية لهذا الوباء ارتفاع معدلات البطالة والضغط طويل الأجل على الصناعة. كما انه من المتوقع انخفاض الطلب على الصادرات على المدى الطويل من المناطق المتأثرة بشدة بالفيروس.
2- المدخلات: ارتفاع أسعار الأعلاف ونقص العمالة
أدت التدابير لاحتواء COVID-19 إلى اضطرابات متعددة في الإنتاج والنقل على مستوى العالم، حيث تأثير جزء كبير من العرض العالمي لبعض المكونات وبخاصة الفيتامينات والاحماض الامينية، وكذلك الأسمدة، ونتيجة هذا التأثير فقد تؤدي هذه التطورات إلى رفع أسعار الادوية البيطرية وإضافات الأعلاف بصورة غير طبيعية. كما يشعر منتجو الحيوانات بالقلق من تأثير الوباء على توفر العمالة. يمكن أن يكون لنقص الموظفين بسبب المرض والحجر الصحي وقضايا رعاية الأطفال والقيود المفروضة على حركة العمل الموسمي عواقب وخيمة على الانتاجية.
يمكن أن تؤدي المعلومات الخاطئة إلى العديد من المخاطر
المشهد الإعلامي، ولا سيما وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انها مليئة بالمعلومات الخاطئة حول فيروس كورونا المستجد. لا يوجد دليل علمي على أن حيوانات المزرعة يمكن أن تصاب أو تنقل الفيروس، ولكن الأخبار المزيفة على هذا المنوال قد يكون لها تأثير ضار على الإنتاج الحيواني. على سبيل المثال في الهند، انتشرت شائعات بأن الفيروس التاجي الجديد يمكن أن ينتقل من خلال استهلاك الدجاج.
وقد أدى هذا إلى انخفاض بنسبة 70 ٪ في أسعار الجملة للدجاج، مما اوجد ضغطًا هائلاً على صناعة الدواجن المحلية. لقد شعرت شركات الأعلاف ومقدمو المعدات والذرة ومزارعي فول الصويا بالآثار المقلقة – ولكن أيضًا منتجي الأسماك واللحوم والبيض حيث تحولت الشائعات إلى شك عام تجاه البروتين الحيواني.
3- الأمن الحيوي والتخطيط مهمان أكثر من أي وقت مضى
إن العديد من تدابير الوقاية والسيطرة ضد الفيروس، مثل معايير النظافة المشددة وقصر الزوار على المرافق، مألوفة لمنتجي الحيوانات. الأمن الحيوي له أهمية قصوى لمنع انتشار الأمراض. الآن هو الوقت المناسب لتعزيز بروتوكولات الأمن الحيوي، في المزارع وفي مصانع التجهيز، للحفاظ على سلامة العمال والحيوانات. كما شدد الخبراء على أن المنتجين بحاجة إلى وضع خطط طوارئ مجدية في حالة حاجة الموظفين الرئيسيين للعزل الذاتي. تستكشف الشركات أيضًا كيف يمكن أن تساعد في حماية الإنتاج في حالة حدوث اضطرابات في العمل.
إضافات الأعلاف لحماية الأداء
نظرًا لأن ضوابط الحدود، وقيود النقل، وإغلاق الموانئ، سوف تؤثر بصورة كبيرة على التدفق الطبيعي لمواد التغذية الخام، ومخاوف الجودة فيما يتعلق بالمنشأ وظروف التخزين، على سبيل المثال تلوث السموم الفطرية. خاصة بالنظر إلى المشكلة حول كيفية ضمان الرعاية المناسبة لحيواناتهم أثناء نقص اليد العاملة، يحتاج المنتجون، بالتالي، إلى إعطاء الأولوية لمجموعة إضافات الأعلاف الخاصة بهم. لقد أثبتت الحلول الذكية المضافة للأعلاف أنها تدعم أداء الحيوانات في المواقف الصعبة، مما يعزز صحة الأمعاء والوظائف المناعية.