د رانيا إبراهيم: التشخيص والوقاية من مرض الجلد العقدي في الأبقار
باحث أول باثولوجيا- معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل فرعي المنصورة – مركز البحوث الزراعية – مصر
يعتبر مرض الجلد العقدي من أهم الامراض المعدية التي تصيب الابقار (العائل الطبيعي و لم تثبت إصابة الجاموس عند مخالطته للابقار المصابة),سريعة الانتشار بنسبة عدوى قد تصل الى 85% في صورته الوبائية , للجلد العقدي أهمية اقتصادية بالغة حيث بسبب هزال الحيوان المصاب، انخفاض انتاج اللبن في الأبقار الحلابة، الإجهاض للإناث،كما يسبب العقم للذكور. تتسبب الافات الجلدية في تلف كامل للجلود و عدم صلاحيته للتصنيع .
الجلد العقدي هو مرض فيروسي حاد يسببه فيروس الجلد العقدي (حمض نووي ثنائي الضفيرة) و هو احد فيروسات عائلة الجدري و الذي يرتبط سيرولوجيا بفيروس جدري الأغنام و الماعز و يظل حيا في قشور الافات الجلدية لفترة طويلة قد تصل الي شهر مسببا إنتشارا للعدوى.
يتميز هذا المرض بارتفاع درجة حرارة الحيوان (حمي) ثم ظهور عقد (درنات) مختلفة الحجم علي الجلد (الافات الجلدية)،و هذه العقد هي سبب تسميتة بالجلد العقدي. ويصيب اجهزة الجسم الأخرى مسببا (آفات غير جلدية) تكون جميعها مصاحبة بإلتهاب بالغدد والأوعية الليمفاوية مع تورم بالأرجل ومقدم الصدر.
ظهر المرض لأول مرة في القارة الأفريقية في زامبيا سنة 1929 ثم ظهر في مصر عام 1988 في محافظتي الأسماعيلية والسويس بسبب استيراد حيوانات حية من الصومال.
تتم العدوى ميكانيكيا عن طريق لدغ الحشرات (مثل الذباب و الناموس) ,كما ينتقل من حيوان مصاب إلى حيوان سليم بسبب تواجد الفيروس في الإفرازات الأنفية , الدمعية ,في اللعاب ,السائل المنوي و في قشور الآفات الجلدية. والجلود المملحة لفترة طويلة قد تصل إلى شهر تنقل خلالها العدوى بالفيروس.
فترة حضانة الفيروس تتراح من 2_4 أسابيع بنسبة إصابة من 5الى 50 % ونسبة نفوق تصل إلى 10%
تبدء الأعراض بإرتفاع في درجة حرارة الحيوان المصاب إلى 40-41 درجة مئوية يصاحبها فقدان للشهية ثم تبدء الآفات الجلدية في الظهور على هيئة عقد أو درنات مستديرة الشكل و جامدة الملمس يتراوح قطرها من 1-4 سم ثم في مناطق متفرقة من الجسم مثل أسفل الشرج ,الأعضاء التناسلية,الضرع ثم تمتد لتشمل معظم أنحاء الجسم.يحدث تنكرز لمناطق الجلد شديدة الأصابة ثم قرح مفتوحة عالية الحواف تتحول إلى قشور جافة خلال 2-3 اسابيع.مع إلتهاب بالغدد و الأوعية الليمفاوية مسببة عرج للحيوان.تتقيح هذه الآفات بسبب عدوى بكتيرية ثانوية .
تظهر الآفات غير الجلدية بسبب تآكل الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي والهضمي وحدوث تنكرز بها على هيئة بؤر بيضاء إلى أصفر رمادي مفلطحة أو بارزة تتسبب في زيادة افراز اللعاب وظهور الإفرازات الأنفية. تصاب العين وتزداد الإفرازات الدمعية وحدوث إلتهاب شديد فى الملتحمة والقرنية.
يظهر على الحيوان المصاب الخمول و الهزال و يفقد جزء كبير من وزنه و ينخفض انتاج اللبن و قد يتوقف تماما .الأبقار العشار تتعرض للإجهاض .
كلما زادت ضراوة الفيروس تزداد حدة الأعراض على الحيوان و حدوث بعض المضاعفات مثل الإسهال التهاب الرئوي مميت خاصة في العجول و إنسداد في المسالك التنفسية مسببة نفوق العجول.
تتم الصفة التشريحية للحيوان النافق حديثا أو المذبوح اضطراريا بسبب حدة الأعراض الظاهرة عليه و تعتمد على وجود الآفات الجلدية بالجلد والأنسجة تحت الجلدية وغيرالجلدية في العضلات المجاورة,البلعوم,الحنجرة,القصبة الهوائية ,الرئتين,الكرش,المعدة الغدية, جدار الرحم,الخصيتين , وتتبع ظهور الآفات على جميع انسجة الجسم.
التشخيص:
يعتمد تشخيص الجلد العقدي علي ضرورة معرفة التاريخ المرضي للأبقار المصابة جيدا مع تسجيل الاعراض الظاهرة والتشخيص المقارن للتأكد من الإصابة بالفيروس المسبب و يتم أخذ عينات من الافات الجلدية و ارسالها للمعامل المتخصصة لعمل اختبار البلمرة المتسلسل (PCR) كما يساعد الفحص الباثولوجي للآفات الجلدية و غير الجلدية على دقة التشخيص كان للميكروسكوب الإلكتروني دور بارز في التعرف على الفيروس .
التشخيص المقارن:
قد يتداخل الجلد العقدى في مراحله الاولي مع حالات الحساسية والالتهابات الجلدية الفطرية وغيرها مما يستوجب الكشف عن اوعزل الفيروس معمليا.
العلاج
لا يوجد علاج خاص لهذا المرض ,يتم التعامل مع الابقار المصابة بعلاج الأعراض حيث يتم اعطاء الجرعات المناسبة من المضادات الحيوية واسعة او مركبات السلفا و ذلك للتصدي للعدوى البكتيرية الثانوية التي تحدث بعد الآفات الجلدية. كما يتم اعطاء مضادات للإلتهاب بجرعات مناسبة للأبقار.
وقد وجد أن الأبقار التي تم شفاؤها تكتسب مناعة ضد المرض.
أهم طرق الوقاية والسيطرة على المرض
– يتم عزل الأبقار المصابة في حظائر خاصة محمية من الحشرات والشمس
– عمل التشخيص المعملي للتأكد من الإصابة بالفيروس عن طريق إرسال عينات من الآفات الجلدية للمعامل المختصة (معهد بحوث الصحة الحيوانية و فروعه بالمحافظات).
– عند تأكيد الإصابة بالجلد العقدي يجب إبلاغ الجهات المعنية بالصحة الحيوانية والهيئة العامة للخدمات البيطرية, و تحصين بؤرة الاصابة للأبقار و التي يزيد عمرها عن ستة أشهر (العجول التي تتناول السرسوب من الأمهات المحصنة تكتسب مناعة ضد المرض لفترة ستة أشهر).
أهم اللقاحات الفعالة ضد مرض التهاب الجلد العقدي
1- لقاح فيروس الجلد العقدي المضعف (نوع اللقاح المستخدم Neethling),و يتم حقنه تحت الجلد
2- لقاح جدري الأغنام المضعف (المحضر من عترة RM-65) و يعطي اللقاح جرعة واحدة و يعاد مرة اخري سنويا و هو الأفضل في البلاد التي يتوطن بها مرض جدري الأغنام و هو المستخدم في مصر و يعطى للحيوان في أوديم الجلد بثنية جلد الذيل.
و يوصى
– بإستخدام إبر نظيفة لكل حيوان عند التحصين لتجنب إنتشار العدوى
– والتخلص الصحى و الآمن للنافق من الأبقار و الجلود المصابة بالحرق أو الدفن مع اتباع برامج الأمان الحيوي و ذلك للحد من انتشار العدوى.
– رش المصاب من الأبقار بالمبيدات الحشرية المناسبة و تطهير الحظائر و المعدات بإستخدام هيدروكسيد الصوديوم 2% أو الإيثر 20%.
لذلك ,,,,,نوصي بزيادة الوعي و المعرفة حول مرض التهاب الجلد العقدي من خلال الإرشاد البيطري و الإلتزام بمواعيد التحصين الإجبارية من الدولة و تحصين الابقار قبل بداية فصل الصيف لتحفيز مناعة الحيوان للتصدي للمرض في موسم انتشار الحشرات مع فرض القيود و إجراءات الحجر البيطري الصارمة علي استيراد الحيوانات و الذبائح و الجلود.