د محمد بدوي: تأثير إنتشار فيروس كورونا على البيئة
أستاذ علوم الأراضي – معهد بحوث الأراضى والمياه والبيئة – مصر
مدير عام مصنع الإمارات للأسمدة البيولوجية
مدير عام شركة الإمارات للحلول البيئية (معالجة القابضة)
ظهر فيروس كورونا المستجد مع بداية عام 2020 وإنتقل من الصين إلى معظم دول العالم وكانت له آثار تدميرية لم نشهده في أيامنا هذه وذلك لأنه إنتشر بسرعة البرق في بقاع الأرض وغزا العالم وأفنى عشرات الآلاف من البشر وأوقف الكثير من الأعمال والخطط والبرامج وسوف يكون لهذا الوباء آثار سلبية على الإقتصاد بتعطيل التجارة وغلق المصانع وتعطيل الدراسة ووقف السياحة والسفر فأصبحت الحياة مصابة بالشلل ولتفسير تداعيات فيروس كورونا على البيئة نلقي الضوء على الآتي:
ونظرا لسرعة إنتشار الفيروس فى العديد من دول العالم فقد قامت منظمة الصحة العالمية بإعتبار إنتشار فيروس كورونا بالوباء ولذلك كانت هناك التوجيهات والتعليمات والأبحاث العلمية للتعرف على سلوك الفيروس وخصائصة لعمل اللقاح المضاد له والذى سوف يستغرق فترة زمنية لإختباره وإنتاجه تجاريا. وعليه حذرت المنظمة ووزارات الصحة من تفشى الفيروس والعمل على إحتوائه والقضاء عليه بالطرق الآتية:
الوقاية: للوقاية من العدوى تم التنبيه علي الأتى:
- أهمية التباعد المجتمعي وما لها من إيجابيات في تقليل معدلات إنتشار الفيروس.
- أهمية النظافة الشخصية وغسل الأيدي بالماء والصابون والمطهرات والذي يقتل الفيروس ويحد من إنتشاره.
- نظرا لإنتشار الفيروس من خلال العطس ومما يسببه تناثر وإنتشار الفيروس فى هواء الزفير الملوث فتم التنبيه أن يتم العطس فى منديل أو بطريقة تمنع العدوي للأخرين.
- عدم التزاحم فى المواصلات العامة التجمعات ومتابعة الأشغال عن بعد وتقليل الزحام بحظر التجول أدى إلى تحجيم المشكلة ولتقليل فرص العدوى.
- إستعمال المطهرات للأسطح المختلفة لمنع إنتشار الفيروس للجهاز التنفسى وخصوصا الرئتين عن طريق الفم والأنف.
ب – تأثير حظر التجول والسفر على البيئة:
وبعد مرور ثلاثة أشهر على إنتشار فيروس كورونا كان هناك العديد من المشاكل الإقتصادية الضخمة بإغلاق العديد من المصانع وتسريح الملايين من العمالة ولكن كان هناك دروس مستفادة للبيئة وهي:
أدى إنتشار فيروس كورونا المستجد إلى تقليل حركة السيارات والطائرات وحظر السفر وحظر الجوال مما كان له مؤشرات وآثار بيئية إيجابية كالآتي:
- تقليل الإحتباس الحراري(نقص تركيز غازات الدفيئة).
- تقليل التلوث في المياه والهواء والتربة الزراعية.
- تقليل التلوث في البحار والمحيطات وإستعادة نشاطها.
- الشعب المرجانية ظهر بلونها الأخضر والطبيعى.
- شواهد لإلتئام ثقب الأوزون فوق القطب الشمالي.
وطبعا نحن لانشجع على حظر السفر وحظر التجول ولكنها ظاهرة جديرة بالملاحظة والدراسة لتقليل حركة المركبات مأمكن ذلك وإستعمال النقل الجماعى مما له من أثار إيجابية على الإقتصاد وحماية البيئة.
النظافة العامة والتخلص من المخلفات الصلبة:
لا بد من التخلص اليومي من القمامة في مدافن صحية لأنه من الممكن جداً أن تكون أكوام القمامة مرتع جيد لفيروس كورونا كما هي مرتع للحشرات والقوارض ومنها تحدث العدوى.
معالجة جميع المخلفات الطبية في المحارق المعدة لذلك سواء في المستشفيات أو في محارق خاصة.
مشكلة رمى الكمامات فى الشوارع وعدم التخلص الأمن منها:
عدم رمى الكمامات الطبية والجوانتيات فى الشوارع وبعد إستخدامها والتى أصبحت إجبارا على جميع المواطنين فى كل مكان ويجب إتلافها لعدم إستخدام الأخرين لها. وكذلك عدم وضعها فى سلال المهملات العادية ولكن يجب الخلص الأمن منها وإعتبارها نفايات طبية ويجب إتلافها وحرقها مثل باقى النفايات الطبية.
وعموماً فإن مدافن القمامة موبوءة بالميكروبات المرضية من بكتيريا وفطريات وأكتينومايسيتس وفيروسات مرضية ويجب الأخذ بمبادئ الصحة المهنية لجميع العاملين بها.
المخلفات الصلبة الخطرة في زمن إنتشار فيروس كورونا:
عموماً تقسم المخلفات الصلبة إلى مخلفات منزلية – مخلفات بلدية – مخلفات صناعية – مخلفات طبية.
وقد جرت العادة على تدوير المخلفات الصلبة لزيادة العوائد منها في إنتاج السماد أو الطاقة أو الدفن الصحي. وهنا لزم التنبيه إلى الإسراع في جمع القمامة وعدم تراكمها في الشوارع والتعامل معها بحرص لعدم نشر العدوى للمجتمع وخصوصاً جامعي القمامة من المنازل وعمال المدافن الصحية ووحدات تدوير القمامة ولكن في هذه الأيام وبعد إنتشار جائحة فيروس الكورونا المستجد كوفيد – 19 فإنه لا بد من التعامل الجدي مع جميع المخلفات الطبية والتعامل معها على درجات حرارة > 1100o درجة مئوية للتأكد من التخلص الآمن منها في هذه الأيام ومع إستعمال جميع الناس لغطاء الفم (الكمامات) وكذلك الجوانتيات فإنها تضيف خطورة شديدة وقد تكون مصدر للعدوى إذا تركت ولم يتم جمعها بطرق سليمة في هذه الحالات:
- العزل المنزلي ويجب أن يتم فصل هذه المخلفات عن مخلفات المنزل.
- الحالات المصابة بأي حالة مرضية يجب ألا يتخلصوا من هذه المواد المستهلكة والملوثة بالفيروس في الشارع بل يجب وضعها في أكياس خاصة لمنع إنتشار العدوى.
- الإستخدام السليم لغطاء الفم (الكمامات) وقفازات أحادية الإستتخدام (الجوانتيات) وطريقة خلعها والتخلص منها.
- عدم السماح بتدوير هذه المخلفات أبداً.
حفظ الله الجميع