د طالب مراد يكتب: إنتشار الغباء المائي في العراق أخطر من انتشار الكورونا
خبير عراقي من كردستان
مصر أقامت الدنيا ولم تقعدها بسبب سد النهضة الذي شيدته إثيوبيا على النيل الأبيض. هذا السد هو بحجم سد اليسو الذى شيدته تركيا على نهر دجلة وعلى بعد حوالي ٥٠كم من الحدود العراقية. ان كلا من السدين يحجز حوالي ٩ مليار متر مكعب من مياه دول المصب اي العراق ومصر.
سد “اليسو” هو واحد من سدود كثيره شيدتها تركيا على شرياني العراق نهري دجلة والفرات. القليل من العراقيين يعرفون ان كميات المياه التي تصل العراق هي مياه تزيد عن الطاقة الاستيعابية للسدود التي شيدتها تركيا حتى الان وعندما تنتهي من إكمال برامج سدودها ستزيد طاقتها التخزينية وستؤدي الى جفاف النهرين وغدا لناظره قريب.
ان تركيا وإيران تخالفان كل الأنظمة والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين دول المنبع ودول المصب. اما الجارة “العزيزه” ايران فقد قطعت او حولت مجرى ٢٣ نهر وجدول ونبع موسمي وتركت هذه الإجراءات الايرانية اثارها السيئة على الضرع والزرع والبشر في شمال شرق وشرق العراق.
ولحساسية قضية المياه وديمومة العراق فإن ملف مياه العراق من مسئوليات وزير خارجيتها وانا متأكد بأن “الخرنكعيه” الذين يديرون امورنا الخارجية لا يعرفون ذلك ويجهلون حتى مصدر ومنابع النهرين العظيمين الأزليين اللتين يكونان بلد اسمه العراق وقسم منهم معرفته بالمياه لا تتعدى كون الماء يضاف الى الويسكي.
وبالمقابل قابلت وزير الخارجية التركي السابق المحترم يشار باكيس مرتين واحده في اجتماع حول المياه في مجلس اللوردات البريطاني والآخر في إسطنبول في اجتماع نظمته جريدة الزمان التركيه حول المياه .
كان يشار باكيس مسئولا وملما بتفاصيل ملف المياه التركي وعلى معرفة ودرايه بمياه دول ، فهو احد مؤسسي حزب اردوغان فهو ذكي وجرئ وقد انتقد اردوغان قبل يومين لفشله في إدارة أزمة الكورونا “موقع حوال التركي”… لعمري لم اجد مقارنة بينه وبين الجعفري وبقية وزراء خارجية العراق وزراء الصدفة.
على ما يبدو ان ظاهرة الغباء تتجذر بين الماسكين بزمام أمور العراق المسكين وعلى نفس وتيرة الجعفري يخرج لنا معمم ويلقنا درسا في الجغرافيا قائلا بأن نهر الفرات في مصر وان مياه هذا النهر جعلت المصريين من دون غيره قساة قلب .
هذا ما لا استوعبه لانه يتكلم عن أناس عاشرتهم لعقدين ونصف من الزمن وانا متأكد بأن كل من سمع هذا المعتوه قد سخر منه ومن أفكاره وما زاد من درجة غبائه هو وجود مانعة الذكاء على رأسه. معرفتي بالمصريين هو انهم يرفعون قضايا على كل من يتجاوز عليهم . ياحبذا لو قام احدهم بإقامة دعوى على الخزعلي لإهانته الشعب المصري الجميل والمسالم علنا ولننتظر ما سيحل بالخزعلي واني اتعجب من سكوت الخارجية المصرية على هذه الاهانة .
كمستشار زراعي وامن غذائي سابق لرئيس حكومة اقليم كوردستان كنت أدير ثلاثة مواقع واحدها كان موقعا لمياه العراق WWW.Iraqwaters.com ولكن بعد سماع تصريحات الجعفري المسئول عن ملف المياه لم يعد لدي اي أمل بمستقبل العراق واحسست وكاني كنت انفخ في قربة مثقوبة.
عندنا مثل عراقي يقول بإنه من “قلة الخيل ركبوا على الكلاب سروج ” واما كلام الجعفري والخزعلي يذكرني بالمثل المصري القائل …فلان”يؤذن في مالطه”