الأخبارالانتاجانتاج حيواني وداجنيبحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د عبدالمنعم صدقي يكتب: حقائق مرعبة حول أهداف التنمية المستدامة

أستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني

بمطالعتي لأهداف  مبادرة الأمم المتحدة لتحقيق التنمية المستدامة  استوقفتني مجموعة من الحقائق المرعبة المتعلقة بشريحة كبيرة من سكان العالم يعانون الكثير ووجدت رغبة أن انقلها لمعرفة ما تعانيه تلك الشريحة من بني الإنسان ليقوم منا بدورة نحو العمل الجاد والمخلص كل في مجاله  وقد اخترت أكثر  ثلاثة أهداف المتعلقة بنشاط الزراعة والإنتاج الحيواني.

أهداف التنمية المستدامة هي مبادرة تابعة للأمم المتحدة عبارة عن مجموعة من 17 هدفًا وُضعت من قِبل منظمة الأمم المتحدة، وأدرجت أهداف التنمية المستدامة الـ 17 في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.  وتترابط فيما بينها وتحت كل هدف مجموعه أهداف صغيرة محددة  تمثل في مجموعها 169 غاية. وتغطي أهداف التنمية المستدامة مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية (الفقر – الجوع – الصحة – التعليم – تغير المناخ – المساواة بين الجنسين – المياه – الصرف الصحي – الطاقة – البيئة – العدالة الاجتماعيه – وحماية المحيطات والغابات )

القضاء على الفقر

ما زال يعيش 1.2 مليار شخص في فقر مدقع. يعيش واحد من كل خمسة أشخاص في المناطق النامية على أقل من 1.25 دولار يوميا. تنتمي الغالبية العظمى ممن يعيشون على أقل من 1.25 دولار يوميا إلى منطقتين: جنوب آسيا وأفريقيا ج وحماية المحيطات والغابات  جنوب  الصحراء الكبرى. غالبا ما توج معدلات الفقر العالية في البلدان الصغيرة والهشة وتلك التي تعاني من النزاعات. هناك واحد من كل أربعة أطفال دون الخامسة من العمر في العالم يعاني من قصر القامة مقارنة بعمره.خلال عام 2013، تعين يوميا على 000 32 شخص ترك منازلهم طلبا للحماية من جراء النزاعات.

ومن مقاصد هذا الهدف القضاء على الفقر المدقع للناس أجمعين أينما كانوا بحلول عام 2030، وهو يُقاس حاليا بعدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 1.25 دولار في اليوم. استحداث نظم وتدابير حماية اجتماعية ملائمة على الصعيد الوطني للجميع ووضع حدود دنيا لها، وتحقيق تغطية صحية واسعة للفقراء والضعفاء و الحصول على الموارد الاقتصادية، وكذلك و الخدمات الأساسية، وعلى حق ملكية الأراضي والتصرّف فيها وغيره من الحقوق المتعلّقة بأشكال الملكية الأخرى، وبالميراث، وبالحصول على الموارد الطبيعية، والتكنولوجيا الجديدة الملائمة، والخدمات المالية، بما في ذلك التمويل المتناهي الصغر و بناء قدرة الفقراء والفئات الضعيفة على الصمود والحد من تعرضها وتأثّرها بالظواهر المتطرفة المتصلة بالمناخ وغيرها من الهزات والكوارث الاقتصادية والاجتماعية والبيئية

القضاء التام على الجوع

هناك أكثر من 805 ملايين شخص في العالم ليس لديهم غذاء يكفي لأن يتمتعوا بحياة صحية نشيطة. ويعادل ذلك واحد من بين تسعة أشخاص في العالم. غالبيتهم في البلدان النامية، و توجد نسبة 13.5 في المائة من السكان يعانون من نقص التغذية. يمثل الجوعي  آسيا معظم الجوعى و يشكلون 30%.  في  إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعاني واحد من كل أربعة أشخاص في تلك المنطقة من نقص التغذية. يفضي سوء التغذية إلى حوالي النصف  من حالات وفيات الأطفال دون سن الخامسة، أي 3.1 مليون طفل سنويا. كما يعاني طفل واحد من كل أربعة أطفال في العالم من توقف النمو. وفي البلدان النامية قد يرتفع المعدل إلى واحد من بين ثلاثة أطفال. كما يحضر 66 مليون طفل من سن المرحلة الابتدائية الدراسة وهم جوعى في شتى أرجاء العالم النامي، منهم 23 مليون طفل في أفريقيا وحدها.

وهذا الهدف يرمي لإنهاء الجوع و جميع أشكال سوء التغذية. بمضاعفة الإنتاجية الزراعية ودخول صغار منتجي الأغذية وضمان نظم مستدامة لإنتاج الأغذية وتحسين نوعية الأراضي والتربة تدريجيا.  مع الحفاظ على التنوع الوراثي للبذور، ومنع تقييد التجارة وتشوهات الأسواق الزراعية العالمية للحد من تقلب أسعار الغذاء الشديد

الأمن الغذائي

الزراعة هي القطاع الأكبر توفيرا للوظائف في العالم، حيث توفر سبل العيش لنسبة 40 في المائة من سكان العالم اليوم. وهي أكبر مصدر للدخل وفرص العمل للأسر الريفية الفقيرة. وتوفر 500 مليون مزرعة صغيرة في جميع أنحاء العالم، يعتمد معظمها حتى الآن على الأمطار، ما يصل إلى 80 في المائة من الغذاء المستهلك في جزء كبير من العالم النامي. والاستثمار في أصحاب الحيازات الصغيرة من النساء والرجال هو طريقة هامة لزيادة الأمن الغذائي والتغذية للأشد فقرًا، فضلا عن زيادة الإنتاج الغذائي للأسواق المحلية والعالمية. ومنذ بداية القرن العشرين، خسرت حقول المزارعين نحو 75 في المائة من تنوع المحاصيل. ويمكن للاستخدام الأفضل للتنوع الزراعي أن يساهم في وجبات مغذية أكثر، وفي تحسين معيشة المجتمعات الزراعية وفي توفير أنظمة زراعية أكثر مرونة واستدامة.

و يتبني هذا الهدف القضاء على الجوع وضمان حصول الجميع على ما يكفيهم من الغذاء ووضع نهاية لجميع أشكال سوء التغذية بشأن توقّف النمو والهزال لدى الأطفال دون سن الخامسة، ومعالجة احتياجات التغذية للمراهقات والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن مع مضاعفة الإنتاجية الزراعية ودخل صغار منتجي الأغذية خاصة النساء من خلال ضمان المساواة في حصولهم على الأراضي وعلى موارد الإنتاج الأخرى و المدخلات  والمعارف والخدمات المالية وإمكانية وصولهم إلى الأسواق وحصولهم على الفرص لتحقيق قيمة مضافة وحصولهم على فرص عمل غير زراعية مع ضمان وجود نظم إنتاج غذائي مستدامة

كما يرمي هذا الهدف إلي تنفيذ ممارسات زراعية تؤدي إلى زيادة الإنتاجية والمحاصيل، وتساعد على الحفاظ على النظم البيئية ، وزيادة القدرة على التكيّف مع تغير المناخ و مواجهة أحوال الطقس المتطرفة وحالات الجفاف والفيضانات وغيرها من الكوارث، وتحسِّن تدريجيا نوعية الأراضي والتربة.

مع أهمية الحفاظ على التنوع الجيني للبذور والنباتات المزروعة والحيوانات الأليفة وما يتصل بها من الأنواع البرية، بما في ذلك من خلال بنوك البذور والنباتات المتنوّعة التي تُدار إدارة سليمة على كل من الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، وضمان الوصول إليها وتقاسم المنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية وما يتّصل بها من معارف تقليدية بعدل وإنصاف  و زيادة الاستثمار في البنى التحتية الريفية، وفي البحوث الزراعية وخدمات الإرشاد الزراعي، وفي تطوير التكنولوجيا وبنوك الجينات الحيوانية والنباتية من أجل تعزيز القدرة الإنتاجية الزراعية في البلدان النامية و منع القيود المفروضة على التجارة وتصحيح التشوهات في الأسواق الزراعية العالمية، بما في ذلك عن طريق الإلغاء الموازي لجميع أشكال إعانات الصادرات الزراعية.

أتمني أن تحقق تلك المبادرة أهدافها في القضاء علي تحديات الجوع والفقر والصحة والتعليم  وغيرها من الأهداف الاخري  ولكن لن تتحقق تلك الأهداف إلا بالمشاركة الفعالة  من كل إنسان علي وجه الأرض في العمل والاجتهاد بإخلاص كل في مجاله

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى