د خالد العامري يكتب: التكنولوجيا الحيوية و الإبداع الحيوي في التطبيقات الصناعية
استاذ المايكروبيولوجي و المناعة و البيولوجيا الجزيئية – كلية الطب البيطري – جامعة القاهرة
التكنولوجيا الحيوية هي استخدام النظم البيولوجية أو الكائنات الحية أو أجزائها أو المنتجات الثانوية في التطبيقات الصناعية. يشير مصطلح التكنولوجيا الحيوية إلى مجموعة واسعة من التطبيقات من اللقاح إلي تطوير مصادر جديدة للوقود الحيوي والتعديل الجيني للمحاصيل وتخمير البيرة وحتى مستحضرات التجميل المضادة للشيخوخة.
تم تصنيف التكنولوجيا الحيوية في عالمنا بناء على بعض الميزات المشتركة أو الغرض النهائي منها و تم استخدام الألوان في تصنيفها في منظومة إبداعية حيوية رائعة و هى كالتالي:
1) التكنولوجيا الحيوية الحمراء
تجمع التكنولوجيا الحيوية الحمراء بين جميع استخدامات التكنولوجيا الحيوية المرتبطة بالأدوية بما في ذلك الأدوية البيطرية والمنتجات الطبية بكافة مجالتها . تشمل التكنولوجيا الحيوية الحمراء إنتاج اللقاحات والمضادات الحيوية وتطوير عقاقير جديدة وتقنيات التشخيص الجزيئي وتطوير الهندسة الوراثية لعلاج الأمراض من خلال التعديل الجيني.
2) التكنولوجيا الحيوية البيضاء
التكنولوجيا الحيوية البيضاء تتعلق بالتكنولوجيا الحيوية الصناعية. تولي التكنولوجيا الحيوية البيضاء اهتماما خاصا لتصميم المنتجات المنخفضة في استهلاك الموارد مما يجعلها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة وأقل تلويثا من تلك التقليدية. مثال على التكنولوجيا الحيوية البيضاء هو استخدام الكائنات الحية الدقيقة في الإنتاج الكيميائي و تصميم وإنتاج مواد بلاستيكية يسهل التخلص منها بيئيا و منسوجات جديدة وتطوير مصادر الطاقة المستدامة الجديدة مثل الوقود الحيوي.
3) التكنولوجيا الحيوية الصفراء
تم استخدام التكنولوجيا الحيوية الصفراء للإشارة إلى استخدامها في إنتاج الغذاء على سبيل المثال في صنع النبيذ والجبن والبيرة عن طريق التخمير.
4)التكنولوجيا الحيوية الرمادية
تشير التكنولوجيا الحيوية الرمادية الى التطبيقات البيئية وتركز على الحفاظ على التنوع البيولوجي وإزالة الملوثات باستخدام الكائنات الحية الدقيقة والنباتات للتخلص من المواد المختلفة مثل المعادن الثقيلة والهيدروكربونات و الملوثات.
5) التكنولوجيا الحيوية الخضراء
تركز التكنولوجيا الحيوية الخضراء على الزراعة. تشمل مناهج وتطبيقات التكنولوجيا الحيوية الخضراء إستحداث أنواع نباتية جديدة ذات أهمية زراعية وإنتاج الأسمدة الحيوية والمبيدات الحيوية. يعتمد هذا المجال من التكنولوجيا الحيوية حصريا على علم الجينات (التعديل الجيني) أي لديهم جين أو جينات إضافية يتم إدخالها في الحمض النووي و قد يأتي الجين الإضافي من نفس النوع أو من نوع مختلف. أحد التطورات المثيرة للاهتمام هو أن الأصناف النباتية قادرة على العمل كمصانع حيوية وإنتاج مواد ذات أهمية طبية أو طبية حيوية أو صناعية بكميات يسهل عزلها وتنقيتها .
6) التكنولوجيا الحيوية الزرقاء
تعتمد التكنولوجيا الحيوية الزرقاء على استغلال الموارد البحرية لإستحداث منتجات وتطبيقات ذات أهمية صناعية و مع الأخذ في الاعتبار أن البحار تمثل أكبر تنوع بيولوجي و من المحتمل أن يكون هناك مجموعة كبيرة من القطاعات للاستفادة من استخدام هذا النوع من التكنولوجيا الحيوية. أحد الأمثلة على ذلك هو استخدام ضمادات الجروح المغطاة بالشيتوزان و الشيتوزان هو سكر مشتق عادة من الجمبري والقشريات بصفة عامة.
العلم يجعل دائما المسارات الجديدة بل و المستحيلة ممكنة والعلم يدعم حياة كل واحد منا .