د.اسماعيل عبد الجليل يكتب : “بشائر خير” للرئيس فى إستعاده الوعى الغائب للمواطن!
كتب امس على صفحته بالفيسبوك د.محمد عبد العاطى وزير الموارد المائيه والرى مايفيد بكونه فى عزل شخصى احترازى لمده 14 يوما. اصابنى الخبر بصدمه حيث اننى كنت اتابع بأعجاب صور اجتماعات الوزير اليوميه مع مساعديه عبر صفحه الوزاره الالكترونيه ويبدو فيها حرصه الاحتفاظ بمسافه بينه وزائريه تفوق ضعفى المسافه الموصى بها فى الاجراءات الاحترازيه لفيروس كورونا كذلك ارتداءه كمامه فى زياراته الميدانيه ولكن يبدو انه لم يحسب لتسرب الفيروس الى مكتبه مختفيا فى جيب محافظ !!.
وهو الخطأ الذى ارتكبه محافظ الدقهليه شفاه اله وعافاه عندما أقدم على زياره وزير الرى وبعض المسئولين الاخرين وهو يشعر بالأعراض المبكره للأصابه بالفيروس وكان الاجدر به تأجيل تلك الزيارات حتى يتحقق من حالته الصحيه.
واقعة محافظ الدقهلية الشاب تناولها الاعلام كخطأ شخصى منه بينما الامر يتجاوز هذا التشخيص المحدود برؤيته حينما نصارح انفسنا بكونه ” سلوك مجتمعى ” سائد منذ سنوات طويله اعتاد خلالها الناس العشوائيه وعدم القبول بأى شكل من اشكال الالتزام امام قوانين ورقيه وتنفيذ رخو !!
مجتمع يعانى مرضا اجتماعيا مسماه ” العشوائيه ” . نشأ منذ تغاضت حكومات سابقه متعاقبه سنوات طويله عن اداء واجبها فى تنميه وعى المواطن بأن ربط حزام الامان هو حمايه لحياه السائق وان اخلاء الطريق امام سياره الاسعاف هو انقاذ لحياه مابداخلها وارتداء كمامه حمايه له وغيره …و…مشاهد كثيره لا تعد ولاتحصر لسلوك مجتمعى رافض لكل مايقع تحت ” مفهوم الالتزام ” بالقوانين وتعليمات السلامه والامان ولو كانت لصالحه !!.
ولذا فأننى اتعجب حتى صباح اليوم من الشعار السياسي الذى تتبناه الحكومه فى جهودها لمكافحه وباء كورونا وهو الرهان على وعى المواطن !! كيف نراهن على الوعى بين يوم وليله وهو “صفه تراكميه ” تنشأ مبكرا وتنمو مع صاحبها حتى مماته .
كيف نراهن على شئ تم تجريفه بالتجاهل وعدم المواجهه منذ سنوات طويله حتى صار امر مألوفا وعاده شائعه مقبوله !!. كيف تراهن الحكومه على وعى المواطن بينما يفتقد بعض اعضاءها الوعى المنشود كمحافظ الدقهليه وغيره كثيرون لايلتزمون بالتعليمات الاحترازيه والمشاهد التى تنقلها وسائل الاعلام كافيه لأجتماعات رسميه لوزراء وقيادات حكوميه بينما كان الاجدر لهم تحقيق “الالتزام المفقود والمفتقد ” كقدوه ربما تخفز بعض الوعى مواطنيهم من تراث الماضى حينما كانت نصائح النظافه تكتب فى ظهر كل كراريس المدارس الابتدائيه .
فشل رهاننا على وعى المواطن عندما توسلنا اليه الا يلوث مياه النيل بألقاء مخلفات المجارى والصرف الصحى والصناعى وكل اشكال الملوثات وان يقتدى بأجداده الذين تفننوا وتفانوا فى طقوس واحتفالات الوفاء للنيل . وانتهى الرهان بنحمل الحكومه مليارات الجنيهات لرفع ملايين الاطنان يوميا من المخلفات المتراكمه بترعه بحر البقر والمحموديه والاسماعيليه غيرها الكثير والتى كان يمكن تفاديها بالرصد المبكر والردع الفورى للمخالفين مما قد ينمى الوعى المنشود لغيرهم !!.
فشل رهاننا على وعى الفلاح عندما توسلنا اليه الا يفرط فى ارضنا الزراعيه المحدوده بالتجريف او البناء عليها وان يستعيد مجد اجداده الذين اسسوا الحرفه على ضفاف النهر منذ عشره الاف سنه . وانتهى الرهان كسابقه بتآكل الارض الزراعيه وانكماشها بمعدل 3 فدان فى الساعه !! وهو المعدل الذى يهدد استمراره بتلاشى الارض الزراعيه خلال قرن او اقل !!. ظاهره كان يمكن تفاديها بالرصد المبكر والردع الفورى الحازم للمخالفين دون تردد !!.
فشل رهاننا على وعى رجال الاعمال كبارا وصغارا فى احترام الاحوزه والتخطيط العمرانى لها فشاع الفساد وانتشرت المبانى العشوائيه بشوارعها الضيقه وارتفاعاتها المخالفه دون رادع حتى صارت امر واقعا مؤسفا ” استئسد ” فيه الفساد على الدوله الهشه !!
من هنا فأننى سعدت جدا بحديث الرئيس السيسى اليوم فى افتتاح مجمع بشائر الخير بالأسكندريه الذى اشفى غليلى وبرد نار فلبى حينما ايقظ بقوه غفله كل المسئولين عما وصلنا اليه من عشوائيات تلويث النيل وتجريف الارض الزراعيه وبناء المساكن العشوائيه التى جعلت اجراءات التباعد والعزل الاجتماعى لمواجهه وباء كورونا مستحيله وبالأخص فى الاحياء الشعبيه المكتظه بالسكان وبالمخالفات .
اصاب الرئيس بحق فى وصفه للفساد بأنه صار ارهابا يروع امن الوطن والمواطنين وهو مايستوجب عدم الاكتفاء بتحرير محاضر المخالفات والغرامات للفاسدين المفسدين بل القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمه ووضع اسماءهم فى قائمه سوداء .
تفاءلت كثير بعبارات الرئيس السيسى القويه فى تبصير ه للمحافظين ومديرى الامن بصلاحياتهم الوظيفيه الكفيله بردع المخالفين دون تردد بأسم المجتمع والصالح العام وبذلك يمكن خلق ” مواطن جديد ” يمكن ان نراهن على وعيه وانتماءه الوطنى بعد اقتلاع جذور فساد نجح خلال سنوات طويله فى اغتيال قيم الوعى المجتمعى المناصره للصواب والكارهه الرافضه لغيره والتى ايقظ بشائر الخير فى امكانيه استعادتها لمصر القويه الرئيس اليوم فى الاسكندريه حتى يأتى يوما نكسب فيه الرهان بحق على وعى المواطن والمجتمع !!.