د إسماعيل عبد الجليل يكتب : طموحات الرئيس والفرص الضائعة
اعتقد ان الرئيس عبد الفتاح السيسى هو اول رئيس لمصر فى عصرها الحديث يتناول فى حديثه للشعب اثناء افتتاح مجمع بشائر الخير قضيه لم يسبقه اليها غيره وهى ” الرياضه والغذاء الصحى ” كوسيله لتقويه الجهاز المناعى لمقاومه الامراض والاوبئه ! وهو اول رئيس ينقل الاعلام صوره وهو يمارس رياضه الدراجات وخلفه حشد مشارك له من الشباب ! وهو اول رئيس يحفز مواطنيه على أزاله الشحوم من اجسادهم واستبدال الكروش الشائعه بالرشاقه الفاتنه !! وبذلك حقق الرئيس بالفعل السبق فى طرح طموحه فى مواطن مصرى يتمتع بسلامه البدن والعقل والمظهر بما يؤهله للحياه فى قرون مستقبليه حافله بالتحديات التى لن يقوى عليها سوى الافضل .
ولكن هل يمكن تحقيق طموحات الرئيس فى ظل الاوضاع الراهنه السائده ؟؟
كنت اتصور عند انشاء المدن الجديده وتطويرالضواحى كمصر الجديده ومدينه نصر وغيرها ان يستقطع من الحارات العديده المتسعه للسيارات نصف حاره لراغبى وهواه الانتقال بالدراجات مثل معظم دول العالم المتقدمه فى اوربا وامريكا . لا زلت اذكر اجمل ايام حياتى الدراسيه فى المانيا حينما كنت انتقل للجامعه على عجله فى مشوار يستغرق نصف ساعه مستمتعا بالأمان فى حاره السيرالمخصصه والتى تمنحنى حق عبور طريق السيارات السريع من مسارات عرضيه على راسها اعمده مثبت بها جهاز يدوى للتحكم فى الاشارات المروريه .
ولا زلت اذكر مخالفه مروريه ارتكبتها على العجله فى امريكا اثناء عبورى شارع بمدينه توسن بولايه اريزونا ونبهنى اليها عسكرى المرور ضاحكا على جهلى بقواعد السير بالعجله بالرغم من خبرتى السابقه بألمانيا .
ضاعت الفرصه الذهبيه لتحقيق حلم الرئيس فى ممارسه كافه طوائف الشعب بكل مستوياتهم الاجتماعيه ممارسه رياضه العجل بفضل غياب الرؤيه العصريه لدى خبراء تخطيط المدن ببلدنا او افتقادهم رؤيه الرئيس فى احترام مواطنيه بأعتبار ان المواطن الصالح جسديا وبدنيا هو استثمار لرأس المال البشرى الوافر بمصر .
كما ضاعت الفرصه الاخرى للمواطنين فى ممارسه رياضه اخرى ( ببلاش ! ) وهى المشى بسبب غياب ارصفه سير المشاه التى شغلتها معارض السيارات واحتلتها القهاوى والمطاعم وافترشها الباعه الجائلين وغيرها وغيرها الكثير من مظاهر الفوضى التى لاتجد من يردعها بالرغم من مخالفتها للقوانين التى لاتنفذ بنفوذ فساد يحقق صالح المخالفين بينما يهدر ابسط حقوق المواطن وهو حق السير على رصيف خالى آمن لتنشيط عضلات القلب والرئه !!! .
اما اكثر الفرص الضائعه ايلاما فى تحقيق حلم الرئيس فى شباب جديد اكثر رشاقه وافضل صحه فهى ضياع فرص اعاده بناء المدارس الابتدائيه والاعدايه والثانويه والتى كان يجب ان يضاف لها مساحه كافيه لممارسه الرياضه فى ملاعب حضاريه وصالات مغلقه . مدارسنا تحولت لفصول مكتظه خانقه خاليه من الجاب الاخروالمهم لبناء شخصيه جيل الثوره الصناعيه الخامسه والسادسه .
ضاعف حجم الكارثه غياب الساحات الشعبيه التى اعتدناها فى عصر عبد الناصر وكانت متنفسا للشباب الغير قادرين على الالتحاق بالنواديه الرياضيه والاجتماعيه وبالأخص فى محافظات الصعيد والوجه بحرى التى لايتاح لشبابها للأسف سوى الاختيار بين الاستسلام للتطرف الدينى اوالمخدرات .
الجانب الاخرمن طموحات الرئيس للمواطن المصرى الجديد هو صحه البدن بتوفير الغذاء الصحى متكامل العناصر الغذائيه الكفيله بتقويه جهازه المناعى ووقايته شر الامراض والاوبئه . ولكن شبابنا اصابه وباء وجبات الاغذيه السريعه المقدمه من السلاسل العالميه كمكادونالد وغيرها بالرغم من ثبوت خلوها من العناصر الغذائيه الضروريه لبناء صحه العقل والبدن مما دفع كثير من دول العالم كاليابان الى التوصيه بالعوده للوجبات الشعبيه الاكثر فائده .وهى ذات التوصيه التى تضمنها تقريرالمنظمه الحكوميه للتغيرات المناخيه IPCC العام الماضى بضروره العوده لتراث النمط الغذائى للشعوب بأعتباره الاكثر نفعا وتكاملا .
اعتقد ان قارئ المقال يستطيع ان يتبين التحديات الكثيره والمتراكمه خلال سنوات طويله ماضيه لتحقيق حلم وطموحات الرئيس فى مواطن مصرى افضل صحه واكثررشاقه ..ولازال الامل قائما !!.