د محمد فهيم: دكتور ولا مهندس…الأهم أن تخدم الزراعة المصرية
المعمل المركزي للمناخ الزراعي – مركز البحوث الزراعية – مصر
تعريف الدكتوراه … أو ما يطلق عليها باللغة الإنجليزية Doctor of Philosophy , PhD, Ph.D., or DPhil من التعريفات التي تدعو للفخر بالإنتساب للقطاع البحثي الزراعي.
وأن تكون من حملة “الدكتوره” فمعناها كبير وانت لا محال ذو شأن … وأن تحمل هذه الدرجة العلمية “الراقية” فى العلوم الزراعية ، تكون المكانة أرفع والقيمة أكبر والمسئولية أثقل … ومن قبل ذلك قد اجتزت مراحل بدأت ولم تنتهي كونك “مهندساً زراعياً” … وكلمة هندسة هنا لها مدلولها …
لماذا؟
لأن خريج كلية الزراعة .. يصنف انه “مهندس” زراعي وهو ما يقودنا إلي رصد علاقة الزراعة بالهندسة ؟ ، لأن “الهندسة” هي علم يَبْحث في الخُطُوط والأَبْعاد والسُّطُوح والزَّوايا والكمِّيّات أو المقادير المادِّيّة من حَيث خواصُّها وقياسُها أَو تَقْويمها وعلاقة بَعْضها ببَعْض”…
اذاً ما علاقة “الهندسة” بالزراعة ؟
الزراعة وحدتها البنائية هي “النبات” ، وهو نفسه عبارة عن منظومة هندسية حية معقدة جداً .. والنمو فى النبات يسير وفق نموذج هندسي رباعي الابعاد (الحجم والوزن واللون والمحتوى من المادة الجافة) وهي محصلة نواتج التفاعل بين “المدخلات” والمخرجات” وكل ما نعرفه عن هندسة النمو في النبات هو الحد الأدني من الحقيقة والواقع … وما زال المجهول فيه أعظم .
لذلك فحامل درجة “الدكتوراه” فى العلوم الزراعية يشغل أعلى الدرجات العلمية رفيعة المستوى، وتمثل قمة الهرم الأكاديمي ، والتي من شروط منحها للدارس أن يقدم أطروحة محكمة يضيف فيها قيمة علمية أو يتوصل فيها من خلال دراسته وبحثه إلى كشف جديد أو نظرية جديدة أو حتي دحض نظرية قديمة.
وهذا السبب هو ما يجعل الحاصل على هذه الشهادة بمثابة “الفيلسوف العلمي” إذ إن أطروحته أضافت جديدا في مجال تخصصه، وأثرت في التنظير لموضوع ما أو أنها ساهمت بقدر ما في “فلسفة العلم” الذي تخصص في دراسته… بالتالي فحمل درجة الدكتوراة ينعكس على حاملها فيصبح حاملاً للمسؤولية في تطوير تخصصه العلمي .
(أطلقت الجامعات الإنجليزية والروسية والكندية والأمريكية تسمية Ph.D (دكتوراه أو دكتور في الفلسفة) على هذه الشهادة أو على حاملها، لأن الفلسفة بمعناها التقليدي كانت تُطلَق في الماضي على مختلف المعارف والعلوم العامّة… أمّا كلمة « دكتوراه » فهي مشتقة من الكلمة اللاتينية (Docere) والتي تعني «درّس، علّم». وجدير بالذكر أن إطلاق لقب «دكتور» على الطبيب لم يكن سوى مجازاَ لغويّاَ حوّله الزمن إلى رديف للشخص المتعلم والدارس).
ومن يحمل الدكتوراه فى العلوم الزراعية يصبح باحث زراعي … Agro-RESEARCHER
يعني أعلى مراتب العلم التطبيقي يعني لا محال مميز ومبدع ومبتكر وإنتاجه العلمي التطبيقي يملأ الآفاق – ومدرسته ومنهجه العلمي يُطبق ويحل المشاكل ويتهافت الناس على علمه لينهلو منه ويطبقونه – وتوضع النظريات العلمية بناءاً على ما توصل إليه ….. الخ …
ولما لا ، فالباحث الزراعي:
هو … شخصية اعتبارية في أعلي مراتب العلم التجريبي …
هو … من كُلف بتطوير وتنمية مواردنا الزراعية ..
هو … من أُستُأمن علي قوت وغذاء وارزاق وصحة الناس …
هو … من وكِلّ إليه تعظيم إنتاجية الارض وتحسين غلتها ..
هو … من أًنِيب إليه استنباط الحلول لقطاعنا الزراعي ..
والباحث الزراعي هو …
بوتقة لصهر الاستنباطات العلمية مع الخبرة الفنية مع الفطرة التراكمية …بحيث تكون استدامة المعلومة هي أساس حل المشكلة أو تحسين الأداء …يعني توصية حية “جدا” في وقت الحدث ..وشديدة التخصص بحيث تراعي المنطقة ونوع المحصول والصنف والعمر وونوعية التربة والمياه وشكل المناخ .. وتستخدم اعلى درجات العلم والمعرفة .. وتراعي ظروف المزارع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية…
غير كده يبقي مفيش جديد … يبقي مضيعة للوقت وللمُقدّرَات وروح الغيط وهات …!!