الأخبارالانتاجالمياهبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

 د خالد فتحي سالم يكتب: حكاية “منوفي” طالته سهام يوسف والي (شاهد علي العصر)

دكتوراه الوراثة وتربية النبات جمهورية المانيا الاتحادية، واستاذ بيوتكنولوجيا النبات وتربية المحاصيل بجامعه المنوفيه سابقا وجامعة السادات حاليا

من المعروف دائما أن إطلاق السهام يصيب القلب، وهو دليل علي المعارك والدماء والحرب، ولم يعي كثيرون ان السهام تطلق أيضا علي العشق، وهناك نوع ثالث يتحدث عن سهام البحث العلمي التي تصيب الباحث وتحول البحث إلي تطبيق وفقا لكفاءة الإدارة لهذا المشهد الثري في محراب العلم، وهذا بالضبط ماحدث لي من سهام العلم التي طالتني من الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق ومن هنا كانت البداية…

درست علوم المحاصيل الاستراتيجية في إحدى الجامعات الإقليمية وهي قسم المحاصيل بكلية الزراعة – جامعة المنوفية بمصرنا الحبيبة ولله الحمد بعد أربع سنوات من الاجتهاد تم التخرج والحصول علي تقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف بالدرجات (بمعني لابد ان تكون حاصل علي تقدير ممتاز في جميع المقررات التي تدرسها بمعدل 12 مقرر في العام نظري بالإضافة الي العملي لهذه المقررات).

وإيه المشكلة …؟!

للأسف الشديد بعد التخرج لم يتم تعييني ضمن أوائل الخريجين وذلك لتغيير شخص  رئيس الجامعة ان ذلك وهو الدكتورعثمان الخولي رحمة الله عليه الذي كان محبا لأبنائه الطلاب ولكنه للأسف تغيرفي هذا التوقيت الحرج، وتولي بدلا منه أحد الأساتذة من جامعة عين شمس دون ذكر اسمه ورفض تعيين أوائل الخريجين لمدة اربع سنوات، طبعا هذا  كان ضياعا للحقوق وهدر للتفوق وكنت ضحية هذا القرار.

فكر والدي وهو أستاذ جامعي رحمه الله علية  وكان أستاذ النيماتولوجي بقسم وقاية النبات بكلية الزراعة بشبين الكوم  جامعة المنوفية ان ذلك وقال لي هذا النصيب ولا تحزن وفكر في التسجيل للماجستير بعد أداء الخدمة العسكرية .

وقد كان وبعد عام من تخرجي تم إعلان بالصحف القومية المصرية لاحد المراكز العملاقة بالشرق الأوسط وهو معهد المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية بالجيزة والذي كان منارة زراعية في عهد النائب الأستاذ الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي.

تقدمت في الإعلان ولكن تأخرت النتيجة وخشيت ان يضيع حقي في التعيين ومن أوائل الخريجين مثلما حدث بجامعة المنوفية عام 1993. ففكر والدي وهو أستاذ جامعي ان ذلك بجامعة المنوفية وقال لي سعادة النائب صاحب ايادي بيضاء علي الزراعة ومحب لطلابه وكان يهدي مذكراته مجانا لطلابه بكلية الزراعة جامعة عين شمس وهو مؤسس لعلوم البيوتكنولوجي بمصر وزراعة الانسجة النباتية وأعتقد انه سيدعمك فاكتب خطاب لسعادة النائب تعرض عليه مشكلتك.

فعلا نفذت نصيحة والدي وكتبت خطاب بخط اليد مضمونة انني من أوائل الخريجين ولم يتم تعييني معيدا بجامعة المنوفية وأنني تقدمت لوظيفة مساعد باحث بمعهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – بالجيزة والتابع لوزارة الزراعة المصرية.

وفجأة…

اذا بعدها بفتره بسيطة يصلني خطاب بتوقيع مدير مكتب الدكتور يوسف والي وهوالأستاذ الدكتور علاء بندق وعلي الخطاب أتذكر جيدا شعار امانة الحزب الوطني وملخص للخطاب بانه تم عرض خطابكم علي سعادة النائب وإرساله لمدير مركز البحوث الزراعية وهو الدكتور عبد السلام جمعة رحمة الله عليه .

وبعد إستلام خطابا للمقابلة بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية تم تعييني بعدها مساعد باحث في أحد المحاصيل العملاقة وهو محصول الازر بسخا كفر الشيخ والذي لاقي دعم حقيقي من سعادة النائب في هذه الفترة وعلاقات دولية مع جميع الدول مثل المركز الدولي للأرز بالفلبين والجايكا اليابانية والدعم الذي يقدم لنا كمساعدي باحثين للسفر لليابان والصين والفلبين لمدد تتراوح 6-12 شهر لنقل الخبرات من هذه الدول للنهوض بمحصول استراتيجي وهو الأرز. أيضا كان هناك بصمات واضحة لسعادة النائب في الحصول علي دعم قوي لمشروعات بحثية عملاقة أحيت الزراعة المصرية ولازال لها اثر الي الان للنهوض بالمحاصيل الاستراتيجية مثل بناء مبني متكامل بمعونة أمريكية للأرز ومحاصيل الحبوب بالمحطات الإقليمية بسخا والجميزة وغيرها من المحطات الإقليمية علي مستوي عالي يرقي بالارتقاء بالبحث العلمي وصوبات زراعية والات زراعية غير الدعم النقدي الذي كان يدعم نجاح هذه البرامج القومية لاستنباط أصناف جديدة.

ولقد عملت بمحصول الارز القومي مساعد باحث وزرعت جميع الاصناف المصرية والمستوردة في بداية التسعينات وكنت شاهد على العصر فى بدايات الطفرة الحقيقية للأرز ولقد عاصرت تطور هذه الاصناف في برنامج التربية والذى كان مرتب بقياده فريق متناغم ان ذلك بقسم التربية أسست بفكر مؤسس عبقري وهو  الدكتور محمد سيد بلال صاحب مدرسة عريقة الله يرحمه وتعينت في عهده وعهد وزير قوى سعادة النائب الدكتور يوسف والي صاحب الايادي البيضاء علي الزراعة المصرية في العصر الحديث .

أسأل الله أن يبارك فيه ويمده بالصحة والعافية، فقد كان مشجعا للبحث العلمي، وكنا نزرع في وسط هذه الأجيال من الاصناف الحديثة مع القديمة حتى ننتج السلالات المبكرة والتي هي أساس الطفرة الإنتاجية من ٢ طن الى ٤-٦ طن في عهد الدكتور يوسف والي.

ليس هذا فحسب فقد تم تحقيق طفرات إنتاجية أيضا في القمح سدس ذو السنابل العملاقة واصناف الذرة الهجين وقصب وبنجر السكر وغيرها من المحاصيل الاستراتيجية  وأيضا مزرعة الإنتاج الحيواني بسخا المتميزة والسلالات المتميزة ومشروع ما كجيل وميت الديبة والميكنة الزراعية والشتل الالي والآلات الحديثة .

وأيضا كانت هناك تأسيس لمزارع مشتركة أفريقية مع النيجر وعدة دول افريقية (وهي احد حلول التامين المائي والاكتفاء الذاتي لمصر والتعاون مع افريقيا القارة السمراء) وغيرها ولى الشرف ان قد عينت في هذه الفترة الهامة لاحد العلماء المتميزين كانت هناك ثورة زراعية حقا في المجال الزراعي.

أتمنى ان يصل صوتي الى كل برامج تربية المحاصيل والخضر سواء بالجامعات او المراكز البحثية حتى ننهض ان يكون برنامج الارز كما اؤسس في عهد سعادة النائب ومن قبل المؤسس  لبرنامج الأرز المرحوم  الدكتور محمد سيد البلال  والاهم هو تأسيس بقية البرامج القومية من محاصيل الخضر والفاكهة والإنتاج الحيواني والداجني والسمكي والتي نستورد أصولها الوراثية وبذورها بمليارات وكذلك المحاصيل التي لم تحقق الاكتفاء الذاتي.

هذه شهاده منى نحاسب عليها وبعيدا عن انتمائي الى هذه المدرسة العريقة مدرسة الارز المصري ولقد إنتقلت بعد تعييني في معهد المحاصيل بإعلان آخر للعمل فى تخصص جديد في مجال الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية لابدأ قصة كفاح جديد لعلم جديد مهم هذه الأيام.

طبعا كان هذا التوجه هو تحد جديد وعملت معيد بعد أن أنهيت الماجستير في الارز عام ١٩٩٧ بدأت مره اخرى  العمل معيدا بعد أن كنت مساعد باحث ومنها  توجهت الى المانيا الاتحادية  لدراسة الدكتوراه علي نفقة الحكومة المصرية وفي مجال حديث جدا لم أتعلمه في مصر وهى الخرائط الوراثية وتحديد الجينات للجفاف فى القمح ما بعد التزهير فتره حرجة في حياه محصول اخر استراتيجي لم نحقق منه الاكتفاء الذاتي وهو محصول قمح الخبز بمصر ايضا وحددت جينات وحصلت على الدكتوراه عام ٢٠٠٤ والان استاذ بأحد الجامعات المصرية الإقليمية وبعيدا عن الأرز.

ولازال لي تعاون مشترك مع مركز البحوث الزراعية للأشراف علي شباب الباحثين.

وليس هذا فحسب فمن علامات التاريخ الزراعي ان الدكتور يوسف والي كان يفتتح موسم  جنى محصول القطن سنويا وغالبا بمحافظه الفيوم وكان لديه مشروعات بحثية عملاقة للنهوض ببذرة محصول القطن بمحطة بحوث سخا بمحافظة كفر الشيخ.

وللحديث بقية.

 

 

 

 

تعليق واحد

  1. شكرا للدكتور خالد فتحي سالم على نشر موضوع عن نظام التكثيف للرز (SRI) . أنا اريد عنوان بريده الالكتروني ليسنى لي ارسال رسائل له مباشرة . شكرا للاجابة وسرعة الرد

زر الذهاب إلى الأعلى