بحوث ومنظماتبيزنستقاريرحوارات و مقالاتزراعة

د محمد غازي: أصناف الزيتون المناسبة للزراعة المكثفة في مصر

قال الدكتور محمد غازي الباحث في قسم الزيتون  بمعهد بحوث البساتين إن نظام الزراعة عالية الكثافة قد يكون هام لمصر في المستقبل القريب لكن يجب الآخذ في الإعتبار الظروف المصرية سواء المناخية أو صفات التربة المختلفة، مشددا علي إنه يجب عدم إغفال نتائج الأبحاث التي قام بها علماء مركز البحوث الزراعية في زراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون.

وأضاف “غازي”، في تصريحات لـ”أجري توداي”، إنه لو نظرنا إلي ظروف الأراضي المصرية التابعة لخطة الإستصلاح في المشروع القومي لزراعة المليون ونصف مليون فدان سنجد أن الزيتون من أهم المحاصيل التي تناسب وتجود في هذه الأراضي، ولو نظرنا إلي وضع مصر علي الخريطة العالمية في إنتاج الزيتون علي مر السنوات السابقة سنجد أن مصر دائما تحتل أحد المراكز الثلاثة الأولي في إنتاج وتصدير زيتون التخليل.

وأوضح الباحث في الزيتون إن ما تعاني منه مصر حقيقة ونحتاج لتغييره هو إنتاجنا المنخفض من زيتون الزيت والأهم جودة الزيت المتحصل عليه في النهاية، مشددا علي إنه يجب الإتجاه لزيادة المساحة المنزرعة من الزيتون (أصناف الزيت)، ولتحقيق أكبر استفادة ممكنه من وحدة المساحة ووحدة الماء المتاح يجب الإتجاه للتوسع الرأسي وذلك عن طريق زيادة عدد الأشجار المنزرعة في وحدة المساحة للحصول علي أكبر محصول ممكن من نفس المساحة.

وأشار “غازي”، إلي إنه نظرا لما سبق نجد أن الظروف المصرية مهيئة بشدة للتوسع في زراعات زيتون الزيت، ولكن السؤال المهم هل نتبع النظام المطبق في مصر الآن وهو الزراعة المكثفة (120 شجرة في الفدان) أو نلجأ للزراعات عالية الكثافة (700 شجرة في الفدان)، موضحا ان المشكلة الرئيسية في نظام الزراعة المكثفة المتبع في مصر هو اعتماده في الأساس علي العمالة البشرية مما يزيد من تكاليف الإنتاج نظرا لإرتفاع أسعار العمالة عاما بعد آخر .

وأوضح المتخصص في زراعة الزيتون ان أحد تهديدات الزراعة المكثفة للزيتون هو أن العمالة الجيدة في تناقص مستمر ثم نأتي للنقطة الأهم وهي عامل الوقت في مرحلة الحصاد، مشيرا إلي أن جمع المحصول بواسطة العمالة البشرية يأخذ وقت طويل جدا مما يضطرنا لتخزين المحصول حتي يتم الحصاد الكامل.

وأضاف ان ذلك ينعكس علي جودة زيت الزيتون لإنه عند عصر هذا الزيتون الذي تم تخزينه لمدة أطول من 24 ساعة نحصل علي زيت زيتون ذو جودة منخفضة نظرا للتغيرات التي تحدث للثمار نتيجة التخزين، وهو ما يتم تلافيه من خلال الحصاد الآلي في الزراعات عالية الكثافة حيث يتم حصاد المحصول في مدة قصيرة (تقريبا ساعة للفدان) وبالتالي عصر الثمار المتحصل عليها قبل مرور 24 ساعة كما أن الثمار بالكامل تأتي من الأشجار وبالتالي الحصول علي أكبر كمية ممكنة من الزيت ذو الجودة العالية (زيت زيتون بكر ممتاز) تطبيقا للحكمة الشهيرة…من الشجر إلي الحجر.

ولفت الباحث في زراعة الزيتون ان المشكلة الأهم والتي ستواجه مصر فيما يتعلق بزراعة أصناف الزيتون لإنتاج الزيت بشدة تحت ظروف الزراعة المصرية هي ان أسبانيا تعتمد في الأساس علي 3 أصناف فقط في الزراعات عالية الكثافة هذه الأصناف هي (الأربكوينا والأربوسانا والكورناكي).

وأوضح ان صنف الزيتون الأربكوينا وهو صنف أسباني من أفضل الأصناف الأسبانية في نسبة الزيت حيث يعطي ما يقرب من 20 % وهذا الصنف تمت زراعته في مصر منذ مدة طويلة ولكن للأسف هذا الصنف لم يتأقلم جيدا تحت الظروف المصرية حيث أظهرت الأبحاث التي تمت عليه أن الصفات الكيميائية للزيت المتحصل عليه غير مطابقة للمواصفات العالمية كما أن نسبة الزيت لم تتعدي 13% (للحصول علي هذه النسبة يتم التأخير في جمع المحصول مما يؤثر بصورة سلبية علي صفات الزيت).

وأضاف “غازي”، إنه فيما يتعلق بصنف “الأربوسانا” وهو صنف أسباني خاضع في الوقت الحالي للتجربة والدراسة تحت الظروف المصرية وإن كانت المؤشرات الأولي تظهر تأخره في الإزهار مقارنة بالأصناف الآخري مما يعطي دلاله علي إحتياجاته العالية من البرودة وبالتالي هناك تخوف من إنخفاض إزهاره بشدة وتأثره في السنوات التي ترتفع فيها درجات الحرارة وهو ما لوحظ علي المناخ المصري في السنوات السابقة.

ولفت إلي أن صنف الزيتون “الكورناكي” وهو صنف يوناني من الأصناف الناجحة جدا تحت الظروف المصرية ويعطي نسبة زيت عالية وصفات الزيت المتحصل عليه جيدة جدا مشددا علي إنه يجب أن نأخذ في الإعتبار ما قامت به الدول المختلفة في هذا الصدد بأنها في بداية تطبيقها لنظام الزراعة عالية الكثافة حيث قامت كل دولة بإختبار أصنافها المحلية أولا تحت هذا النظام وهو ما يمكن أن نقوم به في مصر حيث تمتلك مصر العديد من الأصناف التي تنتج زيت ذو جودة عالية جدا.

وأضاف “غازي”، أن العلماء بقسم بحوث الزيتون – معهد بحوث البساتين تمكنوا في السنوات الأخيرة من استنباط العديد من السلالات الجديدة المنتجة لنسب عالية من الزيت ذو الجودة العالية كما أن طبيعة نموها تناسب الزراعات عالية الكثافة وبالتالي يمكن اختبارها ايضا تحت ظروف الزراعات عالية الكثافة، حتي نصل للأصناف المحلية التي يمكن زراعتها تحت هذه النظام دون الحاجة لزراعة الأصناف الأجنبية التي لم تتأقلم جيدا تحت الظروف المصرية مما يهدد هذه المزارع في المستقبل نتيجة التغيرات المناخية المتوقع حدوثها.

وأوضح الباحث في قسم الزيتون إنه يمكن للمستثمرين الراغبين  لتطبيق نظام الزراعة المكثفة في الزيتون الإعتماد علي صنف الكورناكي الناجح جدا تحت الظروف المصرية كما أنه أحد الأصناف الملائمة لنظام الزراعة عالية الكثافة لحين تجربة الأصناف المختلفة تحت الظروف المصرية.

 

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى