محمد سعد يكتب: المنوفية التي لا يعرفها أحد…” الحلقة 5 والأخيرة “
مديرية التربية والتعليم – شمال سيناء
لم تتوقف ظاهرة المنوفية عند هذا الحد بل أنها قدمت لمصر عددا كبيرا من حكامها فئ فترة ما بعد الثورة وهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي حكم مصر 11 عاما والرئيس الأسبق حسنى مبارك هذا بخلاف أربعة رؤساء وزارة كان آخرهم الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء السابق وقد تولى رئاسة الوزراء مرتين الأولى في عهد الرئيس السابق حسنى مبارك وضمت حكومته آنذاك عددا كبيرا من الوزراء المنايفة من بينهم إسماعيل سلام وزير الصحة والمهندس سليمان متولي وزير النقل والمواصلات وكمال الشاذلي وزير مجلسي الشعب والشورى .
والمرة الثانية التي تولى فيها الدكتور كمال الجنزوري رئاسة الوزراء كانت بعد ثورة يناير 2011 في ظل تولى المجلس العسكري إدارة البلاد . وعلى الرغم من الهدوء الشديد الذي كان يحكم العلاقات العائلية داخل محافظة المنوفية غير أن هناك عائلات بعينها تتوارث المناصب بداية من موقع العمدة بالقرية ونهاية بعضوية مجلسي الشعب والشورى بجانب العائلات صاحبة التاريخ السياسي والاقتصادي .
أذكر من هذه العائلات في مدينة شبين الكوم عائلة “الجزار” الوفدية التي كان يتزعمها محمد علوي بك الجزار وخليل بك الجزار ومعروف تاريخ علوي الجزار بتصديه للاحتلال ووقفه بعض الأملاك لأعمال الخير , وعائلة التلاوى من أشهر العائلات الاقتصادية , وعائلة أبحسين صاحبة التاريخ السياسي الحافل والمعروفة اقتصاديا أيضا.
وعلى الرغم من هذا التميز وعلى الرغم من أن المحافظة قدمت لمصر كل هؤلاء فان الشبكة الخدمية الاجتماعية داخل المحافظة شبكة هشة لا تتحمل الضغوط البشرية عليها تبعا لانخفاض نصيب المحافظة من جملة الخدمات في الجمهورية .. عموما فان الصورة ليست بهذه القتامة فهناك عامل غائب .. حاضر .. استطاع أن يجمل هذه الصورة ويعطيها لونا جديدا هو الانسان المنوفي.
عبقرية أهل المنوفية التي مازالت حريصة على دفع أبنائها للارتقاء بعد أن قدمت لهم الحل السحري لكل مشاكلهم وهو الحرص على التعلم ثم التعلم ثم التعلم , ونتيجة لذلك احتفظ المجتمع المنوفي بتماسكه وترابطه فغاب الإرهاب والجماعات الإرهابية عن المحافظة .
ويؤكد كل ما فات على أن لجوء البعض إلى تشويه سمعة المنوفي لا يخرج عن كونه تعبيرا فئويا كان دافعه الأساسي هو الشعور بالغيرة من جانب بعض الفئات التي لم تستطع أن تستوعب عبقرية المواطن المنوفي وقدرته على التغلب على العقبات التي تعترض طريقه .الي الأجيال الحالية في المنوفية وفي أرجاء مصرنا الغالية اقرأوا تاريخ ابائكم واجدادكم واعملوا لحاضركم واصنعوا لأنفسكم تاريخا يفتخر به ابناءكم.. مع تحياتي ” محمد سعد “