الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتمصر

د عاطف كامل: اليوم العالمي لمكافحة التصحر والعلاقات بين الاستهلاك والأراضي

رئيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان- كلية الطب البيطرى – جامعة قناة السويس

اليوم العالمي لمكافحة التصحر أحد أدوات التعرف علي المخاطر التي يتعرض لها كوكب الأرض بسبب الممارسات السلبية للأنشظة البشرية والصناعية التي تهدد التنوع البيولوجي وإليكم عددا من الحقائق التي تكشف ما يهدد الأرض وهي:

  1. تدهور أكثر من ملياري هكتار من الأراضي المنتجة حول العالم سابقًا.
  2. حُوّل أكثر من 70% من النظم الإيكولوجية الطبيعية الدولية عن طبيعتها فعليا. ويمكن أن يصل هذا التحول إلى 90% بحلول عام 2050.
  3. بحلول عام 2030، سيتطلب إنتاج الغذاء 300 مليون هكتار إضافية من الأرض لتغطية متطلبات الزيادة فى عدد السكان.
  4. بحلول عام 2030، من المتوقع أن تستخدم صناعة الأزياء 35 في المائة من الأراضي أي أكثر من 115 مليون هكتار، وهو ما يعادل مساحة دولة كولومبيا

ويُحتفل باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف سنويا لإذكاء الوعي العام بالجهود الدولية لمكافحة التصحر. وتُعد هذه المناسبة فرصة فريدة لتذكير الجميع بأن تحييد أثر تدهور الأراضي يمكن تحقيقه من خلال حل المشكلات والمشاركة المجتمعية القوية والتعاون على جميع المستويات لتحقيق هذا الهدف.

موضوع 2020 هو “غذاء. علف. ألياف”، والعلاقات بين الاستهلاك والأراضي

يركز الاحتفال هذا العام على تغيير النزعات العامة تجاه أنماط الإنتاج والاستهلاك البشرية المفرطة التي تُعد السبب الرئيسي في التصحر وتدهور الأراضي.

فعندما يزيد عدد السكان ويغدون أثرى وأكثر تحضراً، يزيد الطلب على الغذاء والأعلاف الحيوانية والألياف للملابس وغيرها مما يتجاوز طاقة الأرض. وفي الوقت نفسه ، فإن صحة وإنتاجية الأراضي الصالحة للزراعة الحالية في تدهور متصل بل ومتفاقم بسبب تغير المناخ.

وللحصول على ما يكفي من الأراضي المنتجة لتلبية متطلبات عشرة مليارات نسمة بحلول عام 2050، يجب تغيير أنماط العيش. ويوم التصحر والجفاف، ولذا يُراد من شعار موضوع هذا العام تثقيف الأفراد بشأن سبل الحد من إسهاماتهم الشخصية في حل هذه المشكلة.

يوجد هناك ما يشبه التنافس بين عمليات إنتاج الغذاء والأعلاف والألياف مع ظاهرة التوسع الحضري وصناعة الوقود. ونتيجة هذا التنافس هي تحويل الأرض إلى غيايات لا تتوافق ومع طبيعتها، فضلا عن تدهورها بمعدلات غير مستدامة، مما يضر بالإنتاج والنظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي.

وتسهم عمليات إنتاج الغذاء والأعلاف والألياف في تغير المناخ، حيث تتسبب الزراعة والحراجة وغيرها من استخدامات الأراضي في ما يقرب من ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ويتسبب إنتاج الملابس والأحذية في 8% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ومن المتوقع أن يرتفع الرقم بنسبة 50 في المائة تقريبًا بحلول عام 2030.

ومع التغيرات في سلوك المستهلك والشركات، واعتماد تخطيط أكثر كفاءة وممارسات مستدامة، يمكن أن يكون صون ما يكفي من الأراضي لتلبية الاحتياجات. فإذا اشترى كل مستهلك منتجات غير مرتبطة بتدهور الأرض، فسيقلل الموردون تدفق هذه المنتجات، مما يرسل رسالة قوية إلى المنتجين وصانعي السياسات.

ويمكن أن تؤدي التغييرات في النظام الغذائي والسلوكيات — مثل خفض فضلات الطعام، والشراء من الأسواق المحلية ومبادلة الملابس بدلاً من شراء ملابس جديدة دائمًا — إلى تحرير الأرض لاستخدامات أخرى وخفض انبعاثات الكربون كذلك. ويمكن للتغيير الغذائي وحده أن يحرر ما بين 80 و 240 مليون هكتار من الأراضي.

التصحر والتنوع البيولوجى والنظم البيئية وأسبابه

فالتصحر هو ظاهرة تصنف بين أكبر التحديات البيئية في عصرنا ولكن معظم الناس لم يسمعوا عنه أو لا يفهمونه، وعلى الرغم من أن التصحر يمكن أن يشمل تعدي الكثبان الرملية على الأرض، إلا أنه لا يشير إلى تقدم الصحاري، وبدلاً من ذلك، فإن السبب في تقدم الصحاري هو التدهور المستمر للنظم الإيكولوجية للأراضي الجافة بسبب الأنشطة البشرية بما في ذلك الزراعة غير المستدامة، والتعدين، والرعي الجائر، وقطع الأراضي بوضوح وتغير المناخ.

لذلك فإن التصحر قضية عالمية لها آثار خطيرة على التنوع البيولوجي والسلامة الإيكولوجية والقضاء على الفقر والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والتنمية المستدامة على الصعيد العالمي، إن الأراضي الجافة هشة بالفعل وعندما تتدهور فإن التأثير على الناس والماشية والبيئة يمكن أن يكون مدمراً، وقد يشرد نحو 50 مليون شخص خلال السنوات العشر القادمة نتيجة للتصحر، إن مسألة التصحر ليست جديدة فقد لعبت دورًا مهمًا في تاريخ البشرية وأسهمت في انهيار العديد من الإمبراطوريات الكبيرة وتشريد السكان المحليين.

خريطة التصحر العالمى تبدأ بتدهور التربة والأرض

التصحر هو تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة. والأنشطة البشرية والتغيرات المناخية هي السبب الرئيس في التصحر. ولذا مصطلح التصحر لا يعني توسع الصحارى الموجودة. وبالتالي يقع التصحر لأن النظم البيئية للأراضي الجافة، التي تغطي أكثر من ثلث مساحة الأرض في العالم، تُستغل استغلالا مفرطا، وتستخدم استخدامات تنافي طبيعتها. ويمكن كذلك أن يتسبب الفقر والاضطراب السياسي وإزالة الغابات والرعي الجائر وممارسات الري السيئة في تقوض إنتاجية الأرض.

 

زر الذهاب إلى الأعلى