الأخبارالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظمات

د سناء سالم تكتب: أخطر أمراض تهدد الطيور المائية                     

 

باحث بقسم بحوث الباثولوجيمعمل فرعى الزقازيق – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية

الطيور المائية تشمل أكثر من 140 نوعاً من البط والأوز والبجع وغيرها، وتعيش الكثير منها في بيئات المياه العذبة للبحيرات والأنهار، ومستنقعات المناطق الرطبة. وتتصف هذه الطيور بصفات مختلفة، فللطيور المائية أجسام بدينة وأرجل قصيرة وأقدام كفية لتساعدهم في التجديف والسباحة، كما أن مناقيرها عريضة ومسطحة ذات طرف غير حاد ، لتساعدها فى تناول الغذاء من النباتات أو الكائنات المائية صغيرة الحجم .

أنواع الطيور المائية :

البط ، والأوز ، والبجع , والبط الشمالى ، وأبو قردان ، وأنواع أخرى كثيرة .

أهمية البط والأوز:

يعد البط والأوزمن أهم الطيور المائية التى لها أهمية إقتصادية بالغة، فهى غذاء شهى ذو قيمة غذائية عالية للإنسان. فلحومها تحتوى على نسبة عالية من البروتينات والفيتامينات والعناصر الهامة مثل الزنك والحديد والبوتاسيوم. كما يستخدم الأوز فى إنتاج الريش والذى بدوره له استخدامات عديدة منها ؛ استخدامه قديما كقلم فى الرسم والكتابة ، أما حديثا فيستخدم  فى صنع المراوح اليدوية وفى حشو المراتب .

ومعظم هذه الطيورتربى فى المنازل ولا تعتمد فى تربيتها على النطاق الواسع فى المزارع فى مصر . وقد يواجه المربى  بعض المشاكل المرضية التى قد تصيب البط والأوز والتى قد تهدد حياتها . وسنستعرض بعض الأمراض التى تصيب البط والأوز وطرق السيطرة عليها .

عدوى الميكوبلازما :

يعتبر ميكروب الميكوبلازما من أخطر انواع الميكروبات التنفسية التي تصيب الطيور, وذلك لأن الميكوبلازما  ليست من البكتيريا  أو الفيروس ولكنها تجمع صفات من كلاهما , حيث انها تفتقد الجدار الخلوي الذى يحيط بالخلية البكتيرية وبالتالى فان المضادات الحيوية التي تقضي على البكتيريا بتدمير الجدار الخلوي لا تؤثر عليها .

إن البط والأوز يصابا بعترات مختلفة للميكوبلازما عن تلك التى تصيب الدجاج . فالميكوبلازما أناتس “M. anatis”  والميكوبلازما أنسيرز “”M. anseris  يصيبان البط والأوز بالترتيب . تنتقل الميكوبلازما بصورة أفقية من الطيور المصابة الي الطيور السليمة ، ويعتبر المصدر الرئيسي للعدوي . كما تنتقل عن طريق الاحتكاك المباشر ، أو عن طريق الجهاز التنفسي من خلال الافرازات الأنفية . وتنتقل أيضا بصورة رأسية من الأمهات الي الكتاكيت وتتسبب فى خفض انتاج البيض وقد يصل انخفاض الإنتاج الى 10-20% . كما تنتقل ايضا عن طريق الأدوات الملوثة أو العلف الملوث .

وتكمن خطورة الاصابة بالميكوبلازما في انها تسبب فقدان شهية الطائر مما يسبب نقص في الأوزان ونقص فى معامل التحويل الغذائي . وتسبب حدوث خسائر اقتصادية شديدة لأن المرض يؤثر علي الجهاز التنفسي للطائر فيكون الطائر في حالة اجهاد مستمر ويعطي الفرصة للاصابة بميكروبات اخري سواء كانت فيروسية مثل الأي بي , والانفلوانزا , وأي ال  تي . أو بكتيرية مثل  الاشيرشيا كولاي .

تعتمد طرق العلاج على عزل الميكروب المسبب للمرض مع إجراء اختبارات الحساسية للمضادات الحيوية لإختيار أنسبها مع عدم الإستخدام العشوائى لها التى تؤثر على الميكوبلازما.

عدوى كوليرا الطيور :

تعتبرعدوى الباستيريلا مالتوسيدا (كوليرا البط) شائعة في جميع أنحاء العالم . يمكن أن تكون الأعراض الحادة مجرد الموت المفاجئ في أعداد كبيرة من الطيور. يمكن أن تحدث أعراض الخمول ، وفقدان الشهية ، والعطش ، وارتفاع درجة الحرارة ، واسهال مخاطي اخضر يحتوي علي البكتريا التي بدورها تلوث الغذاء والماء وتسبب العدوى والتهاب الملتحمة ، وضيق التنفس . التشخيص واضح نسبيًا من خلال العزل البكتيرى . لا يُعتقد أن العدوى تنتقل عموديًا ولكن يمكن أن تظل في المزرعة لعدة دورات من الإنتاج . ومن المعروف أن الفئران هي خزان للباستيريلا مالتوسيدا ويمكن أن يحدث الانتقال بين الطيور من خلال المياه والغذاء الملوث .

يصعب علاج الحالات الحادة بالمضادات الحيوية . ولكن قد تستجيب الحالات المزمنة للعلاج بالتيتراسيكلين ولكن التحسن يستمر فقط مع  استمرار العلاج . وعلى الرغم من أن اللقاحات ذاتية المنشأ عادة ما تكون أكثر نجاحًا إلا انه يمكن استخدام اللقاحات متعددة السلالات وتكون فعالة في الوقاية من العدوى . إن التخلص من الطيور المصابة ، والتطهير الشامل للمباني والمعدات مع التخلص من القوارض هي أفضل الضوابط طويلة الأجل للقضاء على هذا المرض .

عدوى الاشيرشيا كولاى :

تعد العدوى البكتيرية الأكثر شيوعًا لجميع الأعمار من البط التجاري ويكون لها بالتأكيد التأثير الاقتصادي الأكبر. ويمكن أن تكون السبب الأساسي أو ثانوي للعدوى الأخرى مثل الفيروسات أو مشاكل الإدارة التي قد تؤثر على القطيع . وتتفاوت الاعراض على الطيور المصابة من الموت المفاجئ إلى أن تكون الطيور “عديمة اللون” مع سحب أعناقها إلى أجسامها.

تشبه الصفة التشريحية تلك الموجودة في الطيور ودجاج الرومي . قد تظهر الالتهابات الحادة فى الذبيحة  مع احتقان الرئتين وانزفة صغيرة في القلب والحويصلات الهوائية. مع ظهور المزيد من الالتهابات المزمنة ومنها ؛ التهاب التامور والتهاب الغشاء المحيط بالكبد والتهاب العصارة الهوائية والالتهاب الرئوي مع تضخم الكبد .

تتلخص السيطرة على هذا المرض فى تحسين مستوى النظافة العامة في اماكن التربية سواء المنازل او المزارع التجارية . فان العدوى قد تنتقل من خلال التلوث البكتيري لمياه الشرب  يمكن أن يكون العلاج بالمضادات الحيوية بناءً على نتائج الحساسية للمضادات الحيوية. كما يمكن النظر في استخدام لقاحات E. coli التجارية .

عدوى السالمونيلا :

البط والأوز من أهم الطيور الحاملة لعدوى السالمونيلا الباراتيفويد. وعادة ما تكون العدوى السريرية في القطعان التجارية بسبب الانهيار في مستوى النظافة في المزرعة أو في المفرخات . عادة ما تتراوح أعمار الطيور المصابة بين 3 و 12 يومًا  ويبدو عليها الخمول وفقدان الشهية واسهال . توضح الصفة التشريحية الجفاف الحاد ، وتسمم الدم ، والتهاب الأمعاء الحاد . ويمكن ان تصل معدلات الوفيات في القطعان الكبيرة في بعض الأحيان إلى 15 ٪ .

غالبًا ما يكشف الفحص الروتيني للقطعان عن أنواع متعدده من السالمونيلا دون وجود أعراض سريرية واضحة . وهذا يظهر اهمية الفحص الروتينى لقطعان البط . وتشمل طرق السيطرة على المرض تدابير القضاء على القوارض ، وتعقيم المياه ، وتحسين نظافة اماكن التربية ، وتعقيم المزارع بعد كل دورة إنتاج والتخلص الصحى من مخلفات المزرعة .

عدوى التهاب الكبد الفيروسي (DVH) :

على الرغم من اكتشاف هذا المرض لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية إلا انه قد تم تشخيصه في جميع أنحاء العالم . يؤثر هذا الفيروس على صغار البط بين 2 و 21 يومًا من العمر. عادة ما يظهر كمرض حاد ، تموت الطيور المصابة في غضون ساعات قليلة من ظهور الأعراض السريرية . تموت الطيور عادة في حالة جيدة ورؤوسها ممدودة لأعلى في opisthotonus.  قد يصل معدل الوفيات إلى 90٪ . تشمل الصورة التشريحية تضخم الكبد مع نزيف نمشي وكدمي . هذه الأعراض السريرية تكون تشخيصية . عادة ما تكون السيطرة فعالة باستخدام لقاح حي في القدم في البط البالغ من العمر يوم واحد .

عدوى التهاب الأمعاء بفيروس  (طاعون البط) :

تم تشخيص هذه العدوى الفيروسية لأول مرة في عام 1949 في هولندا ، ولكن تم تشخيصها بعد ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ومناطق أخرى لتربية البط . يمكن أن يصل معدل الوفيات أيضًا إلى 90٪ مع ظهور سريع للاعراض السريرية . وتشمل هذه الاعراض التهاب الملتحمة ، إفرازات الأنف ، عدم القدرة على الاكل ، والإسهال المائي . تموت الطيور عادة في حالة بدنية جيدة . يتميز هذا المرض بتلف الأوعية الدموية مع نزيف في القلب والكبد والبنكرياس والأمعاء والرئتين والكليتين . النزف شائع أيضًا على السطح المخاطي للقناة الهضمية. يتم السيطرة على هذا المرض من خلال لقاح حي والذى يعطي حماية معقولة .

مرض انفلونزا الطيور :

تشير الدلائل إلى وجود خطر متزايد لانتقال فيروس H5N1 من الطيور البرية وغيرها إلى البط . تتمثل اعراض مرض انفلونزا الطيور فى الخمول ، وعدم الأكل ، وانحناء فى الرقبة ، واسهال اخضر اللون ، اعراض عصبية ، اختلال الحركة  وبعد ذلك الموت . أما الصفة التشريحية فتوضح انزفة فى الأحشاء الداخلية .

من اهم طرق الوقاية من المرض هو إنشاء مزارع البط بعيدًا عن مزارع الدواجن الأخرى وعدم تربية أكثر من نوع من الطيور فى نفس المنزل . استخدام ملابس وأحذية معينة للمزارع لمنع دخول المرض إلى البط ، قد يكون تنفيذ ذلك أمرًا صعبًا  ولكنه حتمى ، يجب أيضًا استخدام احواض غمس القدم فى المطهرات  وغسل اليدين عند مداخل عنابر الدواجن فقد ثبت أن أيدي العمال قد تكون سببا في انتقال المرض إلى الطيور. ويمكن السيطرة على المرض باستخدام لقاح انفاوانزا الطيور.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى