د محمد بسيوني يكتب: العالم الاخر للخفافيش…” معلومات صادمة”
كلية العلوم- جامعة الأزهر – مصر
تأتي رتبة الخفافيش Chiroptera في المرتبة الثانية بين الثدييات الأكثر تنوعًا ووفرة مع التنوع الكبير من الناحية الفسيولوجية والبيئية، فانه بين كل خمسة من الثدييات يأتي واحد من الخفافيش.
الخفافيش كثيرة العدد للغاية، وأحيانًا توجد في مستعمرات أو قطعان تتكون من 20-30 مليون فرد. في الكهوف التي يسكنها الخفافيش المكسيكية ذات الذيل الحر (Tadarida brasiliensis)، قد يكون هناك أكثر من 3000 خفاش /متر مكعب في أحد الكهوف.
لقد تطورت قبل 52 مليون سنة وتنوعت إلى أكثر من 1400 نوعًا (الجمعية الأمريكية للثدييات، 2020). حيوانات صغيرة ويتراوح وزنها من 2 جرام إلى 1 كيلو جرام، إلا من أن معظم الخفافيش الحية تزن أقل من 50 جرام للبالغين. الخفافيش من أطول أعمار الثدييات الصغيرة (على سبيل المثال Myotis brandtii وزنه يتراوح من 4 إلي 8 جرامات فقط وعاش حتى 41 عامًا).
تحور الطرف الأمامي للخفاش إلى جناح مع عظام أصابع طويلة متصلة معًا بواسطة غشاء رقيق وكبير (85 ٪ من إجمالي مساحة سطح الجسم) مع غشاء غني بالأوعية الدموية. جناحها عبارة عن هيكل غير عادي في الثدييات، مما يمكّنها من الحصول على الطاقة الفريدة النشطة. الجلد الذي يغطي أجنحة الخفافيش لا يشكل فقط منطقة حاملة تمكّن من الحمل، ولكنه يؤدي أيضًا وظائف متعددة مثل توفير حاجز وقائي ضد الميكروبات والطفيليات، تبادل الغازات، تنظيم الحرارة، التحكم في المياه، صيد الحشرات، ومعالجة الطعام والسباحة.
تلعب قوة الخفافيش علي الطيران الدور الأكثر أهمية لتوزيعها وتنوعها على نطاق واسع. مما يساعد في تواجد وانتشار الخفافيش في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، وبعض المناطق القطبية، وبعض الجزر المحيطية المعزولة. تهاجر بعض الأنواع أكثر من 1500 كيلومتر وقد وصلت الخفافيشLasiurus cinereus في أمريكا الشمالية إلى أيسلندا وجزر أوركني في المملكة المتحدة.
بشكل عام يعتبر تحديد الموقع باستخدام خاصية صدى الصوت أحد الخصائص الرئيسية للخفافيش، على الرغم من أن جميع الخفافيش لا تستخدم تلك الخاصية. حتى إذا لم يكن دور تحديد الموقع بالصدى للخفافيش الزائرة للنباتات واضحًا، فإنها تستخدم نطاقًا واسعًا (300 كيلوهرتز) للترددات فوق الصوتية أثناء البحث عن الطعام. يقدر الحد الأعلى لأذن الانسان بحوالي 20 كيلو هرتز.
تتباين الخفافيش في طريقة التغذية فمنها من يتغذى علي الحشرات، ومنها ما يتغذى علي الفاكهة، ومنها ما يتغذى علي رحيق الأزهار، ومنها ما يتغذى علي اللحوم والقليل منها يتغذى علي الدم. تلعب الخفافيش أدوارًا بيئية مهمة مثل التقليل من مفصليات الأرجل، انتشار ونثر بذور النباتات، الجوانو، تلقيح النباتات، توزيع الغذاء، وإعادة تدوير الموارد.
تجثم الخفافيش معلقة رأسًا على عقب من أقدامها أو تتشبث بالأسطح، في الإنشاءات البشرية مثل أسقف المنازل، المقابر، المعابد، المناجم، الأنابيب، أنفاق الري، الجسور، الكهوف، الشقوق الصخرية، أوراق الشجر، تجاويف الأشجار، الأشجار، أعشاش الطيور وأعشاش الأرضة أو النمل الأبيض. يمكن لبعض الأنواع تصميم بيت يشبه الخيام من أوراق الأشجار تلجأ فيه للراحة.
والي حديث قادم نتناول فيه الأهمية البيئية والاقتصادية للخفافيش
