د اسماعيل عبد الجليل يكتب: جيش أخضر لدعم الفلاح الصغير!
يعقد بعد ساعات قليله عبر الفيديوكونفرانس مؤتمر ” تحديات الزراعه المصرية فى عصر كورونا ” وبالرغم من تعدد المؤتمرات التى تناولت قضايا الزراعه المصريه خلال سنوات طويله الا اننى ارى مذاقا آخر للمؤتمر لعده اسباب وهى : التوقيت الزمنى للمؤتمر بعد شهور من ازمه انتشار وباء يهدد حياه البشر لمده زمنيه غير معروف مداها الزمنى حتى الان طبقا لتقارير منظمه الصحه العالميه ولكن توقعات التقارير الأقتصاديه تؤكد بأنه استوطن اقتصاد العالم واصابه بأنيميا حاده سوف تمتده آثارها السلبيه لعده سنوات بدرجات متفاوته تتراوح بين التراجع والتباطؤ والتوقف كما تشير تقارير حكومتنا بأن مصر سوف تخفض طموحاتها التنمويه للناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية المقبلة إلى 2 % إذا استمرت الازمه حتى ديسمبر المقبل.
ولكن يبقى هناك تساؤل هام يتعلق بعنوان المؤتمر المقترن بمسمى “عصر كورونا” .. فهل يعنى المنظمون له مغزاه الحقيقى ام هو مجرد اثاره ومواكبه للموضه الدائره فى مثل هذه المناسبات التى سبقها موضه شعار ” فى ظل التنميه المستدامه ” حتى اصاب الناس الملل من تكراره فى كل حديث من قبيل الوجاهه الثقافيه ومعاصرة الاحداث حتى فقد مضمونه العلمى الصحيح !!
ولذا فاننى مشتاق لمتابعه وقائع المؤتمر خلال الايام الثلاثه القادمه لعدة أسباب فى مقدمتها التأكد من توافق شعار المؤتمر مع اوراق العمل المقدمه ومدى ارتباطها ” بعصر كورونا ” الذى يمكن ايجاز مضمونه فى:
- ضروره الاهتمام بمضاعفه القدره الذاتيه فى انتاج الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الرئيسيه ماامكن تحسبا للحاله التى يعيشها العالم حاليا بعد توقف الشحن والنقل بكل وسائله والذى قد يطول لأجل غير معروف بألأضافه لرفض بعض الدول تصدير منتجاتها على حساب مخزونها الاستراتيجى .
- “خطه استراتيجيه لحاله مابعد الازمه ” فى حاله امتدادها لاقدر الله لفترات تتجاوز مخزوننا الاستراتيجى من السلع الغذائيه الاساسيه وبالأخص القمح واللحوم والزيوت وغيرها من قائمه السلع الغذائيه المستورده التى تبلغ قيمه فاتورتها حوالى 10 مليار دولارا سنويا.
- ضروره دعم الفلاح الصغير فنيا وماليا لتنميه قدراته بخطه غير تقليديه عاجله كفيله بمضاعفه انتاجيه ارضه وعائده بإعتباره ” المنقذ ” من شر الاستيراد الغير متاح و”المنتج” القادر على تحقيق الامن الغذائى .
ولذا فأننى اتمنى ان يستهل معالى وزير المؤتمر كلمته الافتتاحيه بعباره واحده ” انا وزير الفلاح الصغير “ ولن يطربنى فى اوراق العمل حلال المؤتمر سوى مايترجم تلك العباره ..كيف نضاعف رأسيا انتاجيه ارضنا الزراعيه المحدوده؟ ..كيف تخرج نتائج الابحاث من المعامل للحقول ؟ كيف نشارك الفلاح من وضع البذره حتى الحصاد والتسويق ؟ كيف نرتقى بدخله واسرته ومعيشته ؟ .
أعتقد ان عباره الوزير سوف تحدد مسار المؤتمر وتحقق ضمانات نجاحه وصواب توصياته وستكون رسالة للمشاركين في المؤتمر بأن يكون مؤتمرا للفلاح المصري والزراعة المصرية بأن تكون الإنجازات حقيقية وواقعية تخدم القطاع الزراعي وتصل إلي قلوب كل العاملين في القطاع الزراعي وان تجد البحوث العلمية طريقها إلي الحقول.
..عباره الوزير سوف تحدد هويه عصره وتترجم تكليفات الرئيس له بدعم المزارع الصغير .. عبارة الوزير سوف تمنع “اللغو العلمى” وتحوله الى ” روشته علاج ” قابله للتطبيق .
اما الخبر السار الذى اتمنى ان ينتهى به المؤتمر هو ” الاعلان عن تشكيل جيش مصر الاخضر “ قوام كتائبه من الباحثين وشباب الزراعيين والفلاحين لتحقيق تكليف الوزير السيد القصير له بمضاعفه الانتاجيه خلال برنامج زمنى محدد ومشاركه الفلاح الصغير كافة العمليات الزراعيه من البذر للحصاد ولا يعود هذا الجيش الى معامله الا بعد تحقيق الهدف الاستراتيجى المكلفين به .
اما لقطاع الخاص فيجب ان نهيى له مناخ الاستثمار بسياسات ذكيه جاذبه للنهــوض بمــستوي الأداء فــي القطاع الزراعي وزيادة كفاءته . سياسات حافزه من الدوله لملكيه الاراضى واسعارها برؤيه جديده ترجح الوظيفه الاجتماعيه لللآرض الزراعيه وهى الاستقرار والتوطين على العائد التجارى المالى لطرحها بأسعار مبالغ بها.
فهل يسعدنا معالى الوزير ومعى ملايين الفلاحين بالتعبير عن هويته الحقيقيه كفلاح من محافظه الغربيه المشهود لها بخبرات فلاحيها ويعلن انحيازه للفلاح الصغير الضحيه الاولى والاخيره فى عصر كورونا !!