الأخبارالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتمصر

د محمد بدر يكتب: رعاية الأبقار الحلابة في الفترة الانتقالية وكيفية التقليل من تأثيرها السلبي

باحث الكيمياء الحيوية والكيمياء الإكلينيكية معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

تعتير مشاريع انتاج الألبان من اهم المشاريع التي اصيحت توجهاً في الفترة الأخيرة كما انها تعتبر من أنجح المشاريع سواء كانت على شكل تجمعات صغيرة أو كبيرة. وتربية أبقار إنتاج اللبن تحتاج الى استرتيجيات كبيرة للوصول بالإنتاج الى أعلى معدلات حتى تكون الاستفادة على اعلى مستوى.

وتمر الابقار خلال فترة الحمل وباية انتاج اللبن بعدة فترات اخطرها الفترة الانتفالية  هي الفترة من 3 أسابيع قبل الولادة إلى 3 أسابيع بعد الولادة ، مهمة للغاية لصحة وإنتاجية الأبقار الحلابة. تحدث معظم الاضطرابات الصحية خلال هذه الفترة. وتنظيم التغذية ينعكس بصورة كبيرة على عملية التمثيل للمواد الكربوهيدراتية والدهون واتزان الطاقة التي تعتبر العامل الاساسي للحفاظ على صحة الأبقار الحلابة في نهاية فترة الحمل وبداية ادرار اللبن.وتراكم الدهون في الكبد والأمعاء والغدة الثديية هي المكونات الرئيسية للتكيف مع الرضاعة. قد يساهم تراكم الدهون في الكبد في الاضطرابات الصحية وانخفاض إنتاج الحليب.

التغذية في الفترة الإنتقالية

وفترة الحمل والولادة من أخطر الفترات التي تتعرض لها الأبقار ذات الانتاجية العالية خصوصاً توازن الطاقة وقد اجريت الدراسة لمعرفة التأثير البيوكيميائي الحيوي للتغذية على البروبيلين جليكول والجليسرول كمولد للجلوكوز على بعض التغيرات الأيضية في دم العجلات هولشتاين فريزيان في بداية الإدرار لمعرفة تأثيرهما على عمليات الأيض. ولا يخفى على مربي أبقار اللبن الأهمية القوى  للتغذية في الفترة الإنتقالية على الكفاءة التناسلية و الوضع المناعي للأبقار. وفي هذه المرحله يتم تغذية الابقار على علائق عاليه الطاقه والبروتين وذالك لدفع الابقار للتحضير الجيد للضرع وإنتاج السرسوب للرضيع ولتفادى تعرضها لعدم اتزان الطاقه بعد الولادة.

والتغذية الصحيحة خلال الفترة الإنتقالية لها تتأثر  بكمية ونوعية العلف التي تقدم للأبقار خلال هذه الفترة التي تنعكس بدورها على إنتاج الحليب كماً وكيفاً بعد الولادة وكذلك على وزن جسم الأبقار. وفي هذه الفترة تتعرض الأبقار إلى إتزان الطاقة السلبي خصوصاً عندما تقدم للأبقار علائق لا تتناسب مع متطلباتها. والعليقة المتزنة تتكون من العلف المركز  والأعلاف المالئة التي تولد الطاقة وتسهم بشكل مباشر في بناء أنسجة الجسم المختلفة.

 وأهم العناصر الغذائية التي يجب إن تتوافر في غذاء الأبقار هي:

  • الماء
  • المواد الكربوهيدراتية والدهون (التي تمدها بالطاقة)
  • البروتين.
  • والأملاح المعدنية والفيتامينات التي تنظم العمليات الحيوية وعمليات التمثيل الغذائي.

وكل عنصر من هذه المواد له أهمية كبيرة في تغذية الأبقار ولكي نحصل على أحسن النتائج من العليقة المقدمة يجب إن تخلط مكونات العليقة بنسبة صحيحة ومتزنة.

ويجب أن تتميز العليقة المقدمة للحيوان بالاتي :

  • إن تكون مستساغة وشهية للحيوان .
  • إن يكون لها تأثير فسيولوجي وصحي جيد على الحيوان من حيث الانتاج والتناسل.
  • إن تكون قليلة التكاليف.
  • إن تتكون من عدة مواد غذائية لها طبيعة العليقة المالئة اى التي تسد فراغا في االكرش بحيث يتناسب حجمها مع حجم كرش الأبقار .
  • سهولة الحصول على مكوناتها .

التمثيل الغذائي للعناصر الغذائية أثناء الفترة الإنتقالية:

التمثيل الغذائي الكالسيوم:

يحتوي الهيكل العظمي على 99٪ من الكالسيوم و 80٪ من الفوسفور في الحيوانات المجترة. إن توازن الكالسيوم يعتبر من اهو العوامل التي تحافظ على سلاامة الأبقار وتفادي التعرض لحمى اللبن كما يلعب الكالسيوم دوراً هاماً فى انقباض عضلات الرحم اثناء الولادة وهذا التوازن يعتمد على مستوى امتصاص الكالسيوم في الامعاء وترسبه في العظام وإعادة امتصاصه أو إخراجه من البول وتحوله ويتجه الكالسيوم الموجود بالعليقة لتكوين عظام الجنين أو إفرازه في السرسوب واللبن, وعملية إنتاج اللبن تستهلك كمية كبيرة من عنصر الكالسيوم الموجود بجسم الأبقار.

التمثيل الغذائي للكربوهيدرات:

تعتبر المواد الكربوهيدراتية هي المصدر الرئيسي للجلوكوز وتنظيم أيض الجلوكوز والدهون و توازن الطاقة و تحسين التمثيل الغذائي وخفض مستوى الاجسام الكيتونية في كل من الدم واللبن  خلال الفترة والتقليل من التوازن  السلبي للطاقة الناتجة عن الحمل والولادة وتقليل آثار الكيتوزس  وضرورة تقديم  بدائل للجلوكوز كما أن الكميات المطلوبة من الجلوكوز يتم إنتاجها في العادة عبر تصنيع الجلوكوز من مصادر غير كربوهيدراتية. وقد أظهرت الدراسة الدور الايجابي والفعال لكل من البروبيونات واللاكتات والبروبيلين جليكول والجليسرول والأحماض الامينية المنتجة للجلوكوز في تنظيم أيض الجلوكوز والدهون و توازن الطاقة و تحسين التمثيل الغذائي  وخفض مستوى الاجسام الكيتونية وتقليل حدة الإجهاد الناتج عن الولادة في في الابقار الحلابة خصوصاً عالية الإدرار.

التمثيل الغذائي للدهون:

يعتبر توازن أيض الدهون بعد الولادة و الفترة الاولى من الحلابة يعتمد على المخزون الجسدي للدهون وذلك لتغطية احتياجات الأبقار للطاقة و التي قد تكون في وضع سلبي للأبقار الحلابة بعد الولادة مباشرة. إن الدهون يتم أيضها و تحويلها إلى احماض دهنية غير مشبعة و هذه الاحماض يتم استخدامها لتشكل 40٪ من الدهون المتواجدة في اللبن المنتج.

ومن أهم إستراتيجيات إنتاج اللبن

دائرة الفترة الإنتقالية:

  • وضع الابقار في مجموعات في عنابر ذات مساحات مناسبة لتفادي الازدحام وتعرض الأبقار لعوامل اجهاد قد تتسبب في قلة الإنتاج.
  • تزويد العلائق بمواد تساعد في إنتاج الجليكوز وتقلبل حرق الاحماض الامينية.
  • الحفاظ على مستوى الكالسيوم
  • تقديم علائق مالئة من نوعية جيدة ومتزنه تتنايب مع انتاجيتها.
  • تقديم العلف  المركز خلال الشهر الثامن بمتوسط 7 كيلو علف مركز / يوم / بقرة وفى الشهر الأخير ( التاسع ) يقدم بمتوسط 9 كيلو علف مركز / يوم/ بقرة .

وننصح المربين والقائمين على مشاريع إنتاج الألبان الى ضرورة وضع برامج واستراتيجيات تتناسب مع ظروف التربية والتغذية والتي تمكنهم من تفادي أخطار الفترة الإنتقالية وسلبياتها والحفاظ على الأبقار بحالة صحية جيدة للوصول بالإنتاج الى أعلى معدلاته حماية الثروة الحيوانية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى