د. محمد فهيم: التغيرات المناخ لا تقل خطورة عن فيروس كورونا.. وعلى العالم التعاون لمواجهتها
>> مصر تصدرت صادرات البرتقال والفراولة المجمدة عالميا بسبب التغيرات المناخية… واوروبا تعرضت إلى درجات حرارة “مميتة” بسبب الظاهرة
طالب الدكتور محمد علي فهيم وكيل معهد المناخ بمركز البحوث الزراعية، دول العالم بالتعامل مع ظاهرة التغيرات المناخية بنفس النهج الذي تم التعامل به مع ازمة فيروس كورونا المستجد، بمعنى أن يتم التنسيق والعمل الجماعي بين جميع الدول جماعي بالتعاون والتكاتف للخروج من التأثيرات السلبية للفيروس او التغيرات المناخية على حد سواء
وأكد “فهيم”، في كلمته خلال فعاليات اليوم الختامي لمؤتمر تحديات الزراعة المصرية الذي تنظمه أجري توداي، أن المناخ تغير بوتيرة اسرع من المتوقع من الجهات البحثية المعنية في بدايات الألفية حيث شاهدنا التغيرات التى توقعنا ان تحدث عام 2030، وهي تحدث في عام 2018 وهو ما أحدث حالة كبيرة من الارتباك خاصة للمزارعين الصغار اللذين بدأو في تغيير الكثير من الأمور وعلى رأسها مواعيد الزراعة التي تم ترحيلها في بعض المحاصيل إلى شهرين كاملين
وأوضح أن مواعيد زراعة الفواكه ومواعيد نضجها تغيرت بالكامل وبالتالى فالنبات بدأ يعدل من مواعيد مراحل نموه بشكل ذاتي تأثرأ بالمناخ ، ويتبقى الشق الأخر على الإنسان والمسئولين عن القطاع الزراعي أن يواكبوا الاستجابة السريعة للنبات للتغيرات المناخية.
ولفت إلى أن المؤسسات الدولية توقعت أغلب التغيرات التى نعاصرها لأن وهى مؤسسات تمتلك الكثير من الامكانات، فما بالنا بالدول النامية التي لا تمتلك الامكانيات الكاملة حيث نشهد الأن في مصر على سبيل المثال تغير كامل للمناخ التقليدي الذي عشنا فيه لسنوات وبنشهد في الفترة الأخيرة ظواهر غريبة على مناخنا المعتاد بتساقط الأمطار في شهر يوليو، حتى لو كانت مجرد زخات بسيطة فهي دليل على أن هناك شيء تغير، وهناك أيضا موجات الصيف الطويلة وظاهرة الصقيع في الشتاء الماضي وتاثيرها السلبي على الفواكه الاستوائية كالمانجو والموز وتأثر الزيتون أيضا قبل عامين بسبب التغيرات الملحوظة في المناخ، ووصلت الخسائر في بعض المزارع إلى 70% في بعض المناطق خاصة في الاصناف الأجنبية بسبب التغيرات المناخية
وتابع ” تغير المناح ظاهرة عالمية ذات تاثيرات محلية نتيجة للاحتباس الحراري والمسئول عنها هى الدول الأبعد عن التأثر بتلك التغيرات مثل الصين التي تساهم في انبعاثات الاحتباس الحراري بـ22% و أمريكا 14% وكندا والاتحاد الأوربي يساهمون بـ 20% وأفريقيا كلها تساهم ب 6% بينما مصر تساهم بـ6.%”.
وأشار إلى أن المناطق الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية هى مناطق شمال أفريقيا وغرب اسيا التم تضم الدول العربية وهي مناطق مناخية هشة لذلك نشهد فيها مؤخرا أمطار خريفية مبكرة وأمطار صيفية، وكذلك شهدنا تحركات غير معهودة للجراد ودودة الحشد الخريفية والحشرات والامراض العابرة للحدود مثل الصدأ الاصفر وكل ذلك يحدث بسبب تأثير المناخ
وكشف أن قارة اوروبا كانت بمعزل كبير عن تغير المناخ وتتمتع بمناخ شمال اطلسي يتميز بالأمطار وموجات الصقيع لكن هناك تغيرات حادة بدأت تحدث بوصول درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية وهى درجات حرارة مميتة بالنسبة لأوربا والكائنات الدقيقة التي تعيش فيها.
وأضاف أن التغيرات المناخية كما تضع تحديات لكنها تخلق فرص جعلت مصر المصدر الأول للبرتقال إلى العالم وتخطينا إسبانيا التي تعتبر سلة غذاء أوربا، وأيضا أصبحت مصر الآن أول مصدر للفراولة المجمدة في العالم والسبب الوحيد لذلك هو المناخ، لذلك يجب أن نراقب المناخ وتغيراته في العالم ونكون على علم مسبق بحدوث أزمة مناخية لدى أى دولة تؤثر على صادراتها، بسبب المناخ فيجب أن نستعد قبلها بوقت كافى لدخول الأسواق التي ستتأثر بذلك.