د محمد نوفل يكتب: تحديات الزراعة المصرية في عصر كورونا (المخصبات الزراعية)
أستاذ الأراضي والمياه – معهد الأراضي والمياه والبيئة – مركز البحوث الزراعية – مصر
تعتبر لجنة المخصبات الزراعية من أهم وأقدم لجان وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضي ، حيث أنشئت بمرسوم بقانون رقم 53 لسنة 1928 و الذي عدل بالقانون رقم 72 لسنة 1943 ، وكانت اللجنة تشكل من 3 من كبارموظفي وزارة الزراعة و3 من كبار الزراع و3 من كبار التجار من بينهم 2 من مستوردي الأسمدة ، ثم صدر القرار الوزاري رقم 100 لسنة 1967 تنفيذا لأحكام القانون رقم 53 لسنة 1966 بإصدار قانون الزراعة ، وتعمل لجنة المخصبات الزراعية حاليا إداريآ وفنيآ بالقرار الوزاري رقم 590 لسنة 1984 ،بالإضافة إلي بعض القواعد الفنية التي أقرتها اللجنة العلمية بالبرلمان الأوروبي والمنشورة بالجريدة الرسمية للإتحاد الأوروبي منذ عام 2003 .
تعتبر لجنة المخصبات الزراعية : هي الجهة المسئولة عن سلامة غذاء النبات و الذي ينعكس علي سلامة وجودة غذاءالإنسان ، وغذاء النبات هو الأسمدة التي تحتوي علي مجموعتين متضادتين من العناصر في تآثيرهما علي مناعة الإنسان في مقاومته للفيروسات والممرضات ، فالأسمدة التي تحتوي علي عناصر الحديد والزنك والمنجنيز والسلينيوم والتي تصل إلي طعام الإنسان ، تزيد وترفع مناعته ضد الفيروسات والأمراض ، بينما إحتواء الإسمدة علي الملوثات من عناصر الكادميوم والزرنيخ والزئبق والرصاص والنيكل والكروم وأنيون البيركلورات والتي تصل إلي غذاء الإنسان بتركيز أكثر من الحدود المسموح بها ، تؤدي إلي نقص مناعة الجسم .
وتقسم الأسمدة والمخصبات الزراعية إلي ثمانية مجموعات رئيسية كما يلي :
(1) الأسمدة العضوية ( الليونارديت – اللجنيت ) .
(2) الأسمدة العضوية المعدنية .
(3) الأسمدة المعدنية للعناصر الكبري .
(4) الأسمدة المعدنية للعناصر الصغري .
(5) محسنات التربة العضوية .
(6) محسنات التربة المعدنية .
(7) بيئات النمو .
(8) منشطات ومنظمات النمو .
إلإجراءات الفنية لتسجيل الأسمدة والمخصبات الزراعية :
يقوم أعضاء لجنة المخصبات الزراعية بفحص طلبات التسجيل المستوفاه للشروط والقواعد الإدارية للمجموعات السمادية المختلفة بناءآ علي المعايير الفنية المحلية والعالمية والتي من أهمها مستوي تركيز العناصر الثقيلة وأنيون البيركلورات بالجزء في المليون / مادة سمادية جافة ،،
توصف العناصر الثقيلة بأنها عناصر شديدة السمية علي الإنسان وبالتالي تؤثرسلبآ علي جهازه المناعي المسئول عن مقاومة الفيروسات والأمراض بصفة عامة ، وعلي سبيل المثال فإن زيادة عنصر الكادميوم في غذاء الإنسان عن الحدود التي أقرتها اللجنة التنسيقية المشتركة لمنظمة الصحة العالمية WHO) ) ومنظمة الزراعة والأغذية ( FAO) عام 2011 ، يؤدي إلي تلف الجهاز التنفسي والفشل الكلوي مشابهآ في ذلك تآثير فيروس الكورونا علي الإنسان ، لذلك يرفض تسجيل السماد أذا تجاوز تركيز العناصر الثقيلة ( الكادميوم– الكروم- الزرنيخ– النيكل – الزئبق – الرصاص) ، الحدود المسموح بها طبقآ لما أقرته اللجنة العلمية بالبرلمان الأوروبي والمنشورة بالجريدة الرسمية للإتحاد الأوروبي عام 2019 ، وذلك للإرتباط بين تركيز العناصر الثقيلة بالأسمدة وتركيزها في المحاصيل الزراعية ، وعلي سبيل المثال : الحد الأقصي المسموح به لتركيز عنصر الزئبق في جميع مجموعات الأسمدة هو 1 جزء في المليون/ مادة سمادية جافة ، بينما الحد الأقصي لتركيزه في جميع انواع الطعام طبقآ للكود الغذائي الذي أقرته اللجنة التنسيقية المشتركة لمنظمة الصحة العالمية والفاو عام 2011 هو 0.1 جزء في المليون / طعام جاف ( خضروات – فاكهة- محاصيل حقلية ) .
أيضا تركيز أنيون البيركلورات إذا كان أكثر من الحد المسموح به في أسمدة العناصر الكبري ( 50 جزء /مليون مادة سمادية جافة ) يرفض تسجيله ، لأن البيركلورات له تاثير سام علي الإنسان والحيوان حيث تمنع سميته إمتصاص الغدة الدرقية لليود الذي يدخل في تركيب هرمون الغدة الدرقية المسئول عن العديد من العمليات الفسيولوجية مما يعرض الإنسان للعديد من الأمراض ، وقد أقرت اللجنة التنسيقية المشتركة لمنظمة الصحة العالمية ( WHO )ومنظمة الزراعة والأغذية ( FAO ) الحد الأقصي لتركيز البيركلورات في الأغذية ، وعلي سبيل المثال تركيزه في الفاكهة من 0.5 – 28 ميكرو جرام / كيلو جرام طعام جاف .
أما باقي المعايير المستخدمة لفحص الأسمدة فهي كما يلي :
حدود تركيز العناصر السمادية المسموح بها طبقآ للقواعد المصرية والعالمية .
الإتزان الكميائي للمركب السمادي خاصة في الحالة الصلبة .
معدل إستخدام السماد وتخفيفه في حالة الرش الورقي وفي حالة الإضافة الأرضية .
مدي إمكانية خلط السماد مع غيره من الأسمدة والمبيدات .
أنواع المحاصيل التي يستخدم لها السماد .
مدي ملائمة السماد لظروف الأراضي المصرية خاصة في حالة الإضافة الأرضية .
وبعد الفحص يكون قرار اللجنة إما بالموافقة من الناحية الفنية علي تسجيل المركب السمادي في حالة صحة بياناته أو رفضه في حالة الأخطاء الفنية المؤثرة أو مراجعة الشركات في حالة الأخطاء البسيطة . ثم تصدر شهادة التسجيل برقم وتاريخ وموقعة من مدير معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة ، ومدير المركز الأقليمي للأغذية والأعلاف والتي عن طريقها يتم الإفراج الجمركي لشحنات الاسمدة المستوردة من الخارج بعد مطابقتها معمليآ للمواصفات الفنية المدونة بشهادة التسجيل ، وبالنسبة للأسمدة المصنعة محليا تقوم الجهة الرقابية بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة بالتنسيق مع شرطة البيئة والمسطحات المائية بأخذ عينات من السماد بالمصنع للتحليل للمطابقة كي يتم تداول السماد في السوق المحلي .
كما تقوم لجنة المخصبات الزراعية بتسجيل محسنات التربة العضوية والمعدنية بعد تجريبها في المحطات البحثية التابعة لمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة لمدة موسمين زراعيين وكذلك تسجل لجنة المخصبات الزراعية منظمات النمو المختلفة بعد أخذ الرآي الفني لمعهد بحوث البساتين .
وفي ظل جائحة كورونا ، فإن لجنة المخصبات الزراعية تناشد وتدعو السادة منتجي ومصنعي الأسمدة في مصر بتصنيع مركباتها السمادية من الخامات المحلية والمتوفرة في البيئة المصرية للحد من إستيراد الأسمدة الذي وصل عام 2019 إلي حوالي 250 ألف طن متري من المجموعات السمادية المختلفة و الممكن تصنيع حوالي 30 % منها بسهولة وبجودة تفوق المستورد مثل :
(1) تصنيع أسمدة الأحماض الأمينية من المصادر النباتية كفول الصويا أو المصادر الحيوانية المحتوية علي عنصر غذائي أو أكثر وبالتآكيد هذه النوعية من الأسمدة المصنعة في مصر أكثر أمانآ من مثيلتها المستوردة والمحتمل إحتوائها علي البريون الإسكرابي المعدي المسبب لمرض جنون البقر الذي يصيب الآنسان والحيوان .
(2) يمكن فصل الحامض الأميني البرولين الذي يستخدم رشآ علي المحاصيل لتقليل الأثر الضار لملوحة التربة ومياه الري خاصة في مناطق الإستصلاح الجديدة .
(3) تصنيع أسمدة اللجنوسلفونات المحمل عليها العناصر الصغري والكالسيوم والماغنسيوم والأمونيوم وذلك بإستخلاص اللجنين من الخشب والعروش النباتية بطرق صناعية بسيطة .
(4) تصنيع أسمدة العناصر الغذائية الصغري المفردة أو المركبة مثل كبريتات (الحديدوز – الزنك – المنجنيز – النحاس – الكوبلت) أو المولبيدات نظرآ لتوافر خاماتها في البيئة المصرية ، مع الأخذ في الإعتبار أن التوسع في تصنيع وإستخدام أسمدة العناصر الصغري تعالج ظاهرة الجوع الخفي ( نقص عناصر الحديد – الزنك – السيلينيوم في الطعام ) والتي تسبب ضعف المناعة وسهولة الإصابة بالأمراض الفيروسية المختلفة وغيرها .
(5) تصنيع الأسمدة المركبة مثل فوسفات أحادي الأمونيوم (الماب) وفوسفات ثنائي الأمونيوم ( الداب) والمتوافر خاماتهما من عنصرى الفوسفور والنتروجين في البيئة المصرية بل ويمكن تصدير الفائض عن إحتياج السوق المحلي .
(6) تصنيع أسمدة الكحولات السكرية المحتوية علي عنصر غذائي أو أكثر مثل الزنك سوربيتول والكالسيوم سوربيتول والنحاس سوربيتول والمنجنيز سوربيتول .