FAO \ OIEأسمدة و مخصباتالأخبارالانتاجالصحة و البيئةالمبيداتالمياهامراضبحوث ومنظماتمصر

د محمد كمال يكتب: سوسة النخيل الحمراء…هل تهدد مزراع النخيل العضوية؟

الخبير الوطني لمكافحة افات النخيل وسوسة النخيل الحمراء منظمة الاغذية والزراعة الفاو

رئيس قسم ناخرات الأخشاب و النمل الأبيض – معهد بحوث وقاية النباتات – مركز البحوث الزراعية – مصر

الزراعة العضوية هي نظام إنتاج يتميز بقدرته على منع استخدام مبيدات الآفات الكيماوية ، والأسمدة الصناعية ، والمواد  الكيماوية المُضافة لعلف الماشية، ومنظِّمات النمو بشكل كبير، ويعتمد نظام الزراعة العضوية بشكل أساسي على: بقايا المحاصيل، والأسمدة الطبيعية الخضراء، والسماد من روث الحيوانات واستخدام مكافحة حيوية ومبيدات حيوية وممارسات الزراعية الجيدة، حيث ساهم الوعي المتزايد للمستهلكين في قضايا سلامة الغذاء  في زيادة نسبة تطبيق الزراعة العضوية بشكل كبير خلال السنوات القليلة السابقة.

بالنسبة للنخيل تنتشر المزارع العضوية فى الكثير من الدول العربية وخصوصا المملكة العربية السعودية حيث يمنع استخدام اى كيماويات فى هذة المزارع ويتم مكافحة الافات اعتمادا على المكافحة الزراعية  تشمل التخلص من الثمار المتساقطة واغلفة العراجين القديمة التى تختبا بها الحشرات  وتكيس الثمار والتخلص من الحشائش التى تعتبر ماؤى لاكاروسات واستخدام مكافحة الحيوية مثل طفيل التريوكرجراما  وفى حالة الضرورة يتم استخدام مبيدات حيوى المصرح بها فى المزرارع العضوية.

وتخضع هذة المزارع لرقابة صارمة من جهات عديدة ويتم سحب التراخيص عند عدم تنفيذ اى من الالتزامات الخاصة بالزراعة العضوية. رغم ان الانتاج يكون اقل من انتاج المزراع غير عضوية فمن الممكن أن يصل الخفض الى 20% او اكثر قليلا الا ان فرق السعر يعوض ذلك وكذلك هناك طلبات متزايدة على ثمار التمر  العضوية باسعار مضاعفة .

نجد ان كل الافات ما عدا سوسة النخيل الحمراء التى تصيب النخيل وكذلك الامراض ممكن السيطرة عليها بدون استخدام المكافحة الكيماوية بطرق عديدة منها الممارسات الزراعية الجيدة ومكافحة الحيوية و المبيدات الحيوية.

اما سوسة النخيل الحمراء لايوجد لها مبيد حيوى فعال او مكافحة حيوية لها  رغم وجود العديد من المركبات التى يتم اعلان عنها  فى معظم الدول انها مركبات حيوية فعالة لكن هذة المركبات غير مصرح باستخدامها او التوصية بها وانها عبارة عن مركبات تم تصنيعها او ابتكارها من خلال افراد لذلك لايعرف مكوناتها موجودة على العبوة هى نفسها موجودة داخلها او مختلفة.

فهناك من يلجا الى استخدام اسم مبيدات الحيوية كنوع من زيادة نسبة التسويق وهى فى حقيقة خلاف ذلك ولا يعرف حتى تاثيرها على الثمار والانسان بخلاف المبيدات الحيوية او الكيماوية المسجلة التى تحتوى على ملف شامل عن مكونات المركب وثاثيرة  على الثمار والانسان وفترة الامان مكوناتها الموجودة على العبوة هى نفسها موجودة داخلها.

فان المكافحة الكيماوية تعتبر هى طريقة الاكثر فعالية  لمكافحة السوسة عند حدوث اصابة لذلك فان عمل مزارع عضوية فى منطقة مصابة ويعتبر من الصعوبات الكبيرة  حتى الان  حيث لم يتمكن أحد من السيطرة على الحشرة بدون استخدام كيماويات فمن الممكن الحد من نسبة  الاصابة بطرق الوقائية اما فى حالة الاصابة لابد من استخدام مبيدات كيماوية .

لذلك  نجد الكثير  من مزارع فى دول العربية تحولت من عضوية الى كيماوية بعض دخول الحشرة اليها وكانت الخسائر كبيرة لان يتم انفاق مبالغ كبيرة لتحويل المزرارع الى مزارع عضوية  من شراء مستلزمات ومعدات خاصة بتحويل المخلفات الى اسمدة عضوية .

حتى الان انشاء مزارع نخيل عضوية فى مصر غير موجودة او توجد في مزارع محدودة جدا رغم انها موجودة بكثرة فى الكثير من الدول وفى ظل التوسع فى زراعة النخيل فى الفترة الاخيرة  والهدف زيادة التصدير واهتمام الدول  المستوردة بالمنتجات العضوية.

ويجب ان نضع برتوكول لمواصفات مزارع النخيل العضوية من حيث تحديد الاماكن الخالية من حشرة ومحافظة عليها واستخدام مبيدات حيوية والمكافحة الحيوية وتشجيع تسجيل وتقييم مركبات الحيوية على الحشرة فى ظل اهتمام لجنة المبيدات بتسجيل المركبات الحيوية واعطائها العديد من الامتيازات لتوسع فى استخدامها على الحشرات لخفض نسبة مبيدات كيماوية.

ربما نحصل على مركب حيوى فعال لحشرة مستقبلا يشجع على توسع فى مزارع العضوية فى مناطق مصابة ويتم ذلك بالتعاون فى وضع برتوكول او مواصفات المزرارع والاشراف عليها والترخيص بها من خلال معاهد ومعامل المتخصصة مثل لجنة مبيدات الافات ومعهد بحوث وقاية النباتات ومعهد بحوث الاراضى والمياه ومعمل الزراعة العضوية والمعمل المركزى للنخيل.

 

 

 

Back to top button