«الفاو» تحذر من مخاطر الجراد الصحراوي في شرق أفريقيا … أبدنا 500 مليار من الجراد بالمنطقة
>> تفشي الجراد في أثيوبيا وإنعكاس مخاطره علي الأمن الغذاء
أكدت منظمة الأغذية والزراعة «فاو» انها قامت بمكافحة الجراد الصحراوي في منطقة شرق أفريقيا خلال الفترة من يناير 2020 وحتي يونيه الماضي في مساحة أكثر من 000 585 هكتار تعادل أكثر من مليون و300 ألف فدان، وهي مساحة شاسعة فعلًا بالنسبة إلى هذه المنطقة.
وأوضحت المنظمة الدولية أنها تمكنت إبادة ما بين 400 و500 مليار من الجراد في المنطقة برمتها. وهذا بالفعل عدد كبير، وهو ما يعني منع ما بين 400 و500 مليار من الجراد من إلحاق أضرار بالمحاصيل والمراعي مشيرة إلي أن أحد التحديات مكافحة الجراد الصحراوي يكمن في مستوى الحركة العالي الذي يتميز به الجراد الصحراوي. ولذلك، فنحن بحاجة إلى عملية سريعة جدًا لمتابعة الأسراب وصغار الجراد.
وأضافت “الفاو”، ان الأسراب يمكن أن تتنقل إلى ما يصل إلى 150 كيلومترًا في اليوم، وهو ما يستلزم تبعًا لذلك نقل جميع الأصول ومبيدات الآفات والطائرات والمروحيات والوقود، وكذلك الفرق على الأرض التي تتولى عمليات الاستطلاع والمراقب.
وتوقعت «الفاو» أن يعاني عدد أكبر من الأشخاص في المنطقة من انعدام الأمن الغذائي الشديد بسبب الجراد الصحراوي وحده خلال الفترة من يونيو الماضي إلى ديسمبر المقبل خاصة في ظل إنتشار وباء كورونا وعدد الأشخاص الذين يعانون أصلاً من انعدام الأمن الغذائي قبل التفشي، فإن الوضع السائد في المنطقة لا يبشر بالخير.
ولفتت المنظمة الدولية إلي إنه لسوء الحظ، فإن إثيوبيا ما تزال تشهد تفشي جيل ثانٍ من التكاثر، وسجّلت تفشي أسراب قادمة من كينيا بشكل جزئي. كما تواجه تهديدًا تطرحه أسراب جديدة آتية من اليمن. وفي حين أُنجز الكثير من العمل في إثيوبيا، فإن المعركة ستستمر للأسف حتى نهاية العام.
وأوضحت «الفاو» أنها أحرزت تقدمًا أيضًا في الصومال رغم بعض المشاكل الأمنية، ولكن من المتوقع حدوث تكاثر للجراد في الشمال. كما توقعت تكاثر الجراد الصيفي في السودان وغرب إريتريا كذلك.
ونحن ندرك أننا لا نستطيع قهر تفشي الجراد الصحراوي على الصعيد العالمي في بضعة أشهر فحسب. وبالطبع فإن حالة الجراد في اليمن وجنوب غرب آسيا تظل تشكِّل مصدر قلق، ولكن عليّ القول إننا أحرزنا، في ما يتعلق بشرق أفريقيا، الكثير من التقدم في المنطقة بأسرها، حيث كان مستوى الخبرة المتوافرة منخفضًا جدًا في البداية. وتجدر الإشارة
وأوضحت المنظمة الدولية ان التحدي الآخر فيتمثل في أن الجراد الصحراوي ظل ينتقل إلى مناطق نائية جدًا، إلى مناطق شاسعة حيث ينتشر. ففي إثيوبيا، ينتشر الجراد في مختلف أنحاء المنطقة الصومالية، على سبيل المثال، وهي منطقة شاسعة تتطلب توافر قدرات على المراقبة الأرضية والجوية. ونظرًا إلى أن المراقبة الأرضية ليست كافية، فقد قامت باستئجار طائرات هليكوبتر وطائرات ثابتة الجناحين ذات تغطية طويلة المدى. وهكذا، فإن أحد التحديات الجسيمة يكمن في هذه المواقع الجديدة التي يصعب الوصول إليها والتي لا يوجد فيها إلا القليل من البنية التحتية والأشخاص على الأرض.
وأشارت “فاو” إلي أن مكافحة الجراد في ظلّ آثار جائحة كورونا يشكل أحد أخطر التحديات. فتدريب القائمين على إجراء عمليات الاستطلاع، على سبيل المثال، بات أكثر صعوبة الآن. ونظرًا إلى وجوب الحفاظ على التباعد الاجتماعي وعدم إمكانية تدريب العديد من الأشخاص في نفس الوقت، أصبح من الضروري تقليل عدد المشاركين في الدورات التدريبية وزيادة وتيرة الدورات في مجموعات أصغر عددًا، وعلى الرغم مع ذلك، فقد استطعنا تدريب أكثر من 000 1 شخص.
وكشفت المنظمة الدولية عن تمكنها وشركاؤها الحيلولة من عدم تسبب الجيل الأول من الجراد الذي ظهر في فبراير الماضي في أضرارًا جسيمة بالمحاصيل في إثيوبيا وكينيا. وبفضل عمليات المكافحة، تسنّى إلى حد كبير إنقاذ المحاصيل ذات الإمكانات العالية للمناطق التي تعتبر مصدر الأغذية. ولكن الجراد أحدث أضرارًا في ما يتعلق بسبل العيش الرعوية والزراعية الرعوية في المناطق التي وجد فيها الجراد مرتعًا للتكاثر. فهذا الأمر واضح جدًا.