د أحمد أبوكنيز: دور «الزراعة والري والإعلام» في مواجهة أسوأ سيناريوهات سد النهضة
>>
مركز البحوث الزراعية – عضو مجموعة مستقبل الزراعة العربية
فى مقال سابق تحدثنا عن أن التصرفات الأحادية الجانب من قبل الأحباش والتى ترفضها كلاً من مصر و السودان سيكون لها تأثيراً سلبىياً على حصتى البلدين, و بالفعل وقعت الواقعة و تصرفت اثيوبيا منفردة (وليس هذا حديثنا) و بالتالى اتوقع ان تستمر على هذا النحو ,و سوف ينجم عن ذلك تأثر ايراد مصر مصر من مياه النيل , و بالتالى يترتب عليه زيادة الحوجة الميائية. و معلوم ان لدينا اصلا نقص فى المياه نتيجة تزايد عدد السكان و ثبات حصة المياه منذ أكثر من ستين عاماً….فماذا لو نقصت هذه الحصة؟
الطبيعى ان نتخذ العديد من الاجراءات التى من شأنها ترشيد استخدام المياه و هى كثيرة جداً و ستكون مفيدة يمكن ان تعطينا فسحة من الوقت دون تأثير كبير على الانتاج الزراعى الى حين تصحيح اوضاع حصتنا من مياه النيل. لكن الحذر كل الحذر من اللجوء الى الحلول السطحية السريعة و التى قد تتبدى لغير المتخصصين انها ناجحة وناجعة و فالحة , و لكن الوقع غير ذلك تماماً و ستكون لها آثار سلبية جداً.
و هذه الحلول التى اقصدها ربما ينصح بها البعض و لعلهم نصحوا بها منذ قت. هى التوقف عن زراعة بعض المحاصيل المتهمة بالشراهة فى استهلاك المياه ولنا مثال فى ذلك واقعة حفض مساحة محصول الارز فمنذ سنوات عدة قد تقرر خفض مساحات الارز فقفزت اسعاره وحتى بعد العوده عن القرار وزيادة المساحة مرة اخرى ظلت اسعار الارز كما هى ….ياسادة سوقنا غير مرن و ما يرتفع لن يعود بسهولة فلنكن فى حرص.
أذن ما أنصح به هو البحث فى جميع الحلول التى من شأنها توفير المياه و حمايتها من الاهدار و فعالية استخدامها وهذه الحلول تمثل ادوار الجهات ذات الصلة بالمياه فى مصر
دور وزارة الموارد المائية و الرى
و هى الجهة التى تدير الموارد المائية المصرية بمختلف روافدها و عليها ان تقوم بنقل المياه من مصدرها الرئيسى وهو نهر النيل الى الحقول بفعالية و دون اى فقد, وهذا ببدأ من منع التسريب من المجارى المائية المختلفة سواء بالتسريب الى باطن الارض او التسرب خارج المجرى المائى أو فقد المياه بفعل الحشائش و يتم ذلك بتبطين المجارى المائية, و هناك شىء اخر و هو البخر فهل يمكننا تحويل جميع مجارى المياه الى انابيب فنكون قد منعنا الفقد بالتسرب و استهلاك الحشائش و البخر , اى كل ما هو خارج الحقول .. كما ان هناك نبات هائل الاستهلاك للمياه وهو نبات و رد النيل على الوزارة العمل بجد للتخلص الشبه نهائى منه و اخلاء المجارى المائية من وجوده. كما يجب منع صرف مياه الرى الى المصارف سواء من المجارى المائية الخاصة بالمزارعين أو من الحقول ذاتها بعد عملية الرى.
دور المزارع
للمزارع دور حيوى هام وهو التحول الى نظام الرى السطحى المطور و ان لم يستطع فعليه القيام بتحسين الرى كما وصفناه سابقاً ,, اضافةً الى التحول الى زراعة كافة المحاصيل للزراعة على مساطب مع تعميق باطن المساطب بحيث لا تصل مياه الرى الى مستوى ظهر المسطبة او تعلوها وتغمرها, وهنا نقول وببساطة أنه يمكن توفير 40-50% من المياه المستخدمه فى الرى عند تحسين او تطوير نظام الرى بالغمر.
وفى جميع الاحوال يتوجب على المزارع التخلص من الحشائش فهى مستهلك شره للمياه و استهلاكها يفوق استهلاك المحصول الاساسى المنزرع بمراحل كونها الاكثر عددا و الاكبر كثافة و الأكثر انتشاراً فى الارض كما ان مسطح البخر بها اكبر من مسطح البخر فى المحاصيل الاساسية و يرجع ذلك الى زيادة مساحة الاوراق فى غالبية الحشائش النامية خاصة فى الاراضى القديمة.
و من أدواره الاساسية و الهامة التوقف عما اطلق عليه الرى للركب وهو غمر الارض بالمياه حتى ترتفع المياه فوق سطحها غامرة قواعد النباتات أو اجزاء كبيرة منها لان لكل نوع نباتى احتياجات محددة ياخذها من المياه وما زاد عن ذلك الى يسقط الى باطن الارض او يرتفع الى السماء فى صورة بخار و فى الحالتين يؤدى الى اضرار جسيمة بالنبات المنزرع اى ارتفاع مستوى الماء الارضى و الاضرار بالتربة و النبات , ورفع نسبة الرطوبة و المساعدة على انتشار الافات و الامراض.
كما يحسن بالمزارع لو كان ممكناً اللجوء الى الرى ليلا بقدر الامكان و الابتعاد تماما عن الرى وقت الظهيرة وخاصة فى الربيع و الصيف و الخريف , ويمكن الرى ليلا فأن لم يستطع فالبديل الرى فى الصباح الباكر و حتى نهاية الضحى او الرى من العصر و حتى بدايات المساء.
ولكن كيف يتم هذا ؟
لابد من اقناع المزارعين بالاساليب المقترحة لتوفير مياه الرى, مما يؤسف له ان المزارعين المصريين لايدركوا اننا نواجه ازمة فى المياه, و يؤيد ذلك ان المزارعين فى مصر يذهون لاستصلاح الاراضى الصحراوية بمبادرات شخصية خارج خطة الدولة لاستصلاح الاراضى و يقيمون نظام رى تقليدى و يتعاملون مع مياه الرى تعامل اهالى الوديان الفيضية, انه لأمر محزن, ان نقف مكتوفى اليدين حيال هذا…
علينا ان نعمل على تغيير قناعات المزارعين فى هذا الصدد لابد ان نعلمهم ان لدينا نقص فى المياه لابد ان تكون اتجاهاتهم و سلوكياتهم حيال التعامل مع المياه هو اننا نعانى من نفص المياه وليتصرفوا على هذا النحو فى الرى و فى التوسع الافقى. و لكن كيف يكون ذلك؟ يكون ذلك بواسطة اعلام زراعى مائى او اعلام موجه لفئة المزارعين.
دور الاعلام
- تغيير قناعاة المزارع المصرى من اعتقاده ان مصر بلد زراعى الى حقيقة ان مصر بلد صحراوى تشكل الصحراء 96% من مساجتها و ضرورة نقله … ثقافة الوفرة الى حقيقية الندرة فيما يتعلق بمواردنا المائية.
- اقناع المزارع بتغييررسلوكياته و اتجاهاته حيال استخداماته المفرطه لمياه الرى و تعريفه ان المياه الزرائده تشكل ضررا للنباتات و الارض الزراعية.
- اقناع قطاع كبير من المزارعين (الغير مقتنعين بنظم الرى الحديثه) بنجاح الزراعة على نظم الرى الحديثة و امكانية الحصول على دخل مزرعى مرتفع بواسطتها.
لكن ما المقصود بالاعلام ؟
هو القنوات المخصصة للزراعة مثل القناه الزراعية المصرىة و البرامج الموجهة للمزارعين فى القنوات الرئيسية او المحلية أو الخاصة بالاضافة للبرامج الاذاعية سواء فى الاذاعة بالقاهرة او الاذاعات المحليه, اضف الى هذا مواقع الشبكة العنكبوتية المهتمة بالزراعة و ايضاً مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة. و لكن يجب ان يقود العمل فى هذا فريق علمى فنى من مركز البحوث الزراعية و بدعم مباشر من قطاع الارشاد الزراعى المصرى و قطاع الاعلام المائى بوزارة الموارد المائية و الرى. و للحديث بقية. نناقش فيه ادوار بقية الاطراف.
.