د فوزي أبودنيا يكتب: تأثير الإجهاد الحراري في الفترة الجنينية الأخيرة من الحمل
>>آثار سلبية قبل الولادة وتأثير أكبر علي مناعة الجسم الوليد
المدير السابق لمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى
المواليد الجديدة هي نواة مستقبل القطيع وكلما كانت إدارة المواليد جيدة وصحيحه كان النتاج أكثر قوة وحيوية ومقاومة للأمراض والظروف البيئية، لذا يبدأ الاهتمام بالحيوان من مرحلة ما قبل الولادة. وعلى ما يبدو أن التغيرات المناخية التي نمر بها الآن تشدنا الى دراسة تأثير الإجهاد الحراري في مرحلة النمو الجنيني الأخيرة في مرحلة ما قبل الولادة.
حيث أن النتائج الرئيسية للدراسات البحثية حول الإجهاد الحراري في الرحم تجلب الانتباه المستحق لإدارة الأبقار الجافة وتحث على التبريد النشط طوال فترة عدم الجفاف إلا الدراسات التي تمت في خصوص هذا الأمر قد أشارت إلى أن الضغوطات البيئية يمكن أن تحفز زيادة الأوعية الدموية التعويضية لقرن الرحم وتغيير نشاط المبيض، وبالتالي فإن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتمييز بين مكونات الأم والجنين لتفسير تأخر النمو داخل الرحم الناجم عن ارتفاع الحرارة.
إن التحول الأيضي في العجول المجهدة بالحرارة في الرحم يجعلها عرضة للحفاظ على الطاقة والحصول على أنسجة أقل في محتواها من الدهون. هذا وقد لوحظت هذه الظاهرة أيضًا في الأبقار المرضعة التي تعاني من الإجهاد الحراري، حيث يرتبط عمل الأنسولين المتزايد بمتلازمة “الأمعاء المتهالكة”. لذا يجدر التحقق من الطرق التي تختلف بها الآليتين. حيث أن التمييز الواضح بين تأثيرات الإجهاد قبل الولادة وفترة ما حول الولادة، إن أمكن، سيساهم في تحسين ممارسات إدارة العجول حديثي الولادة. وسوف نعرج معا لمجموعة من النقاط الهامة في هذا الخصوص:
مؤشرات الإجهاد الحراري في فترة ما قبل الولادة
في الدراسات التي أجريت على مؤشرات الإجهاد الحراري في فترة ما قبل الولادة فقد أشارات الى أن هناك أدلة متزايدة على أن البيئة الرحمية للأبقار الجافة يمكن أن تنقل تأثيرًا غير مباشر للإجهاد البيئي وتثير آليات تكيفية في جنين العجل. كما توجد علامات التكيف أيضًا في فترة ما بعد الولادة، مما يؤدي إلى المفهوم الذي يُسمى غالبًا “البرمجة السمعية”.
وقد لاحظت الدراسات السابقة أن الحساسية للإجهاد الحراري أعلى في أجهزة التكاثر وحياة النتاج حديثي الولادة، مقارنة بالمراحل الأخرى من دورة الحياة. في الدراسات التي تمت على نطاق واسع من قبل الباحثين في جامعة فلوريدا في السنوات الماضية على تأثيرات الإجهاد الحراري للأم على نمو الجنين، تم توضيح الاستجابات التكيفية للجنين بمزيد من التفصيل وسوف نوردها في مقال لاحق.
انخفاض الوزن عند الولادة – والطول في طور البلوغ
يتأثر نمو الجنين بسبب قصور المشيمة الناجم عن ارتفاع الحرارة. حيث يحد انخفاض حجم المشيمة ووظيفتها من تبادل الأوكسجين والمواد المغذية بين الأم والجنين. وينتج عن ذلك قصر مدة الحمل لبضعة أيام، والذي يحدث غالبًا في أوقات الإجهاد الحراري، كما تقل فترة نمو الجنين السريع مما يؤدي إلى انخفاض الوزن عند الولادة.
تشير الدراسات التي تمت بهذا الخصوص أن العجول المولودة من الأمهات المعرضة للإجهاد الحراري ذات وزن فطام أقل من العجول من الأمهات التي تم تعريضها لوسائل التبريد، إلا أن زيادة الوزن قبل الفطام ووزن الجسم في فترة ما قبل البلوغ لم تكن مختلفة. على الرغم من انتعاش زيادة الوزن بعد البلوغ، إلا أن ارتفاع العجول البالغة المولودة من الأمهات المجهدة بالحرارة لم يصل إلى ارتفاع العجول المولودة من الأمهات المعرضة للنظم التبريد في فترة الجفاف
التحول في عمليات التمثيل الغذائى
لا يضعف الإجهاد الحراري من إمداد الرحم بالمغذيات فحسب، بل يضعف أيضًا التبادل الحراري بين الأم والجنين. الجنين لديه ضعف معدل التمثيل الغذائي مثل الأم، وهذا هو السبب في أن التغير غير المنتظم في درجة الحرارة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجنين. وقد شوهد هذا أيضا في نموذج الدراسات التي أجريت على الأغنام، حيث يمكن للجنين تطوير آليات تكيفية على حساب النمو. وتشمل هذه انخفاض سرعة تراكم البروتين لصالح تكوين السكر في الكبد وكذلك زيادة مستوى تقويضي وانخفاض مستوى هرمونات البناء. عند نفس النظام الغذائي وجد زيادة تركيزات الأنسولين في العجول التي ولدت في الأمهات شديدة الإجهاد من تلك التي ولدت لأبقار في نظام تبريد. و تشير استجابة الأنسولين المتزايدة إلى تأثير مرحل للإجهاد الحراري للأم حيث أظهرت العجول المولودة من الأبقار التي لم يتم تبريدها في فترة الجفاف حساسية مماثلة للأنسولين في البنكرياس وتخلصًا منهجيًا للأنسولين في سن الفطام مقارنة بالعجول المولودة من أبقار تم تبريدها في فترة الجفاف، ولكن تمت إزالة الجلوكوز بسرعة أكبر خلال اختبار تحمل الجلوكوز والأنسولين المعيق. وخلصت الدراسات إلى أن العجول التي تعاني من الإجهاد الحراري في الرحم تكون عرضة لتطوير حجم جسم أصغر ناضج ومخزون دهون أكثر من نظرائها في الحياد الحراري.
ضعف المناعة
في أول 28 يومًا من الحياة، كانت تركيزات IgG في الدم والكفاءة الظاهرية لامتصاص IgG أقل في العجول التي ولدت من أمهات شديدة الإجهاد مقارنة بالعجول المولودة من امهات تحت نظام تبريد. الإجهاد في أواخر الحمل ليس له تأثير واضح على محتوى IgG من اللبأ (السرسوب).
وهناك اقتراحات بأن ضعف امتصاص IgG يرجع على الأرجح إلى نقص النقل السلبي. ومع ذلك، فإن الإجهاد الحراري القصير الحاد أثناء فترة الحمل المتأخرة لم يغير قدرة نقل الأجسام المضادة السلبية. وجد أن معدل تكاثر الخلايا أحادية النواة أقل في العجول المولودة من امهات شديدة الإجهاد، كما تقاربت مع نسل الأمهات في نظام التبريد. ومع ذلك، كان إنتاج الأجسام المضادة في إعاقة الألبومين ovalbumin في عمر 28 يومًا سواء التي تعرضت أمهاتها للإجهاد الحراري أو التي وضعت تحت نظام تبريد. وقد أشارت الدراسات بإنه يبدو أن كل من الاستجابة المناعية الخلطية ووظيفة المناعة الخلوية تتغيَّر بسبب الإجهاد الحراري.
وفى النهاية علينا الاهتمام بوضع الأبقار في أماكن تقلل من أثار الإجهاد الحراري سواء بالتهوية او التبريد واتباع نظم التغذية الجيدة للأبقار الجافة خاصة في المرحلة ما قبل الولادة.