الأخبارالاقتصادالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د محمد علي يكتب:عدوى التهاب «الضرع» في الابل وإنتاجية الألبان

>>إجراءات صحية للحفاظ علي سلامة «الضرع» لضمان جودة ألبان الإبل

معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

تلعب الإبل دورًا رئيسيًا في نمط حياة العديد من المجتمعات ، لا سيما تلك الموجودة في المناطق الجافة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية. حليب الإبل هو الغذاء المهم في بعض البلدان الأفريقية والآسيوية خاصة التي تعاني من الجفاف. أفادت منظمة الزراعة الغذائية أن أكثر من 18 مليون إبل حول العالم تدعم بقاء ملايين البشر.

الضرع عند الإبل يحتوي على 4 غدد منفصلة عن بعضها، ولكل غدة حلمة تحتوي على فتحتين. وتطور الغدة الثديية وحلماتها يعتمد على عمر الناقة وسلالتها ومراحل الحمل.. ففي الشهرين الأخيرين قبل الولادة يصبح الضرع ممتلئاً والحلمات بارزة، وعند حدوث التهاب الضرع يؤدي ذلك إلى تغيرات فيزيائية وكيميائية في أنسجة الغدة اللبنية، وبالتالي يتأثر الحليب الناتج كماً ونوعا. يحتوي حليب الإبل على عناصر غذائية أكثر مقارنة بحليب البقر ويؤثر على نمو الكائنات الحية الدقيقة.

التهاب الضرع كمرض التهابي في الغدد الثديية لا يقلل فقط من إنتاج الحليب ولكن أيضًا يجعل الحملان والرضع عرضة لسوء الصحة.

  • العوامل المهيئة لالتهاب الضرع

1- عدم نظافة البيئة المحيطة بالإبل، ووجود الطفيليات الخارجية كالقراد.

2- خدوش أو جروح الضرع.

3- إصابة العاملين الذين يقومون بحلابة الإبل بأمراض معدية، وعدم اتخاذ إجراءات التعقيم لليدين قبل الحلابة.

4- ربط الحلمات لمنع رضاعة المولود للحليب يؤدي إلى مشاكل في الضرع.

5- حلب الناقة المريضة ثم الناقة السليمة ينقل العدوى.

  • أسباب الإصابة بالتهاب الضرع
    • الرضوض والكدمات التي تتعرض لها الإبل وهي جالسة.
    • لسعات العقارب والثعابين.
    • بقايا الرماد الساخن الموجود قرب الخيمة.
    • الإصابة بالجراثيم المختلفة هي السبب الرئيسي لالتهاب الضرع.
  • عدوى المكور العنقودي كمسبب لالتهاب الضرع في الابل

توجد المكورات العنقودية في كل مكان في البيئة وتوجد كجزء من النباتات الطبيعية في التربة والماء والجلد والأغشية المخاطية للإنسان والحيوانات ذوات الدم الحار ، وقد تم عزلها في كثير من الأحيان عن مجموعة واسعة من المواد الغذائية مثل منتجات الألبان واللحوم. مقاومة المكور العنقودي للمضادات الحيوية بسبب الاستخدام الفوضوي لها يؤدي إلى زيادة انتشار وضراوة هذا الميكروب مما يشكل قلق على الصحة العامة حيث انه يمكن انتقال وتكاثر هذه المكورات العنقودية بسهوله في البيئة وتم رصد اصابات كثيره بالمكور العنقودي الذهبي المقاومة للميثيسيللين   (MRSA)في جميع انحاء العالم في العشرون العام الماضية.

خصائص المكور العنقودى:

المكورات العنقودية كروية الشكل ، قطرها 0.8-1 ميكرون وتشكل عناقيد غير منتظمة مثل عناقيد العنب ، ملحوظة جيدًا على مزارع الآجار وأقل بروزًا في الوسائط السائلة. في المستحضرات المستخلصة من القيح والدامل  يظهر الكائن الحي كمجموعة غير منتظمة الترتيب من الكريات ، وحيدة ، وأزواج ، ورباعية ، وسلاسل قصيرة ؛ أيضا المكورات العنقودية إيجابية الجرام بقوة ولكن الخلايا القديمة قد تفقد القدرة على الاحتفاظ بصبغة جرام. لا توجد أسواط ولا جراثيم ، بعض السلالات مغلفة ولكن معظمها لا يظهر كبسولة ولم يتم إنشاء أي علاقة بين تكوين الكبسولة والضراوة قد تكون المكورات العنقودية في خلايا كروية كبيرة  أو صغيرة جدًا  في عند تعرضها لمختلف العوامل الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية.

تنمو المكورات العنقودية الذهبية بسهولة على وسائط المغذيات العادية. الهوائية واللاهوائية الاختيارية  عند 37 درجة مئوية .على وسط الاجار المتعادل .

  • عوامل ضراوة ميكروب المكور العنقودى:

1  تركيب جدار الخليه :تحتوي المكورات العنقودية على كل من السكريات المتعددة والبروتينات في تركيب غشاء الخلية مما يجعلها مقاومه للجفاف وتعيش فتره طويله على الاسطح واماكن الإصابة على الجلد والتربة.

2  افرازالسموم والانزيمات :المكورات العنقودية الذهبية تنتج مجموعة متنوعة من المواد خارج الخلية مثل:

الهيموليسينات:Haemolysin(Alpha- Beta &Gamma),  – الليكوسيدينLeukocidine: – السم المعوي:Entrotoxine (extrinal toxine)4- تجلط الدم: Coagulase either free or compound

Staphylokinase and fibrinolysine –

  • تشخيص التهاب الضرع

يتم فحص الضرع بالعين المجردة وباللمس باليد، حيث يلاحظ وجود جروح أو خراجات أو آفات مرضية على الضرع، كما يتم فحص تناظر أرباع الضرع لملاحظة أي تضخم أو ضمور في أحد الأرباع أو في كامل الضرع، كما يلاحظ السخونة واحمرار في الضرع والألم وصلابة أو مرونة الضرع. الفحص الفيزيائي وحده لا يكفي، فلا بد من إجراء الفحوصات المخبرية للحليب، لأن الالتهاب تحت السريري لا يمكن كشفة الا بالفحوصات المخبرية ونذكر من هذة الاختبارات اختبار كاليفورنيا واختبار الوايت سايت وايضا اختبار الكشف عن درجة الحموضة  بالإضافة إلى الزرع الجرثومي. وعند فحص الحليب يلاحظ تغيرات واضحة على مواصفاته، مثل تغير اللون، والرائحة، والقوام والكثافة، ويختلف ذلك حسب نوع الإصابة وشدتها. 

  • الأعراض الإكلينيكية لالتهاب الضرع

توجد العديد من الاشكال المختلفة لالتهاب الضرع في الابل نذكر منها :

  1. الشكل الحاد: غالباً ما يحدث في الأيام الأولى بعد الولادة المتعسرة أو العمليات القيصرية، ويلاحظ ارتفاع درجة الحرارة, وفقدان الشهية وخمول الحيوان, وتورم الضرع، وعدم الرغبة في إرضاع الحوار, ويكون الحليب مائياً مصفراً أو مدمماً..
  2. الشكل فوق الحاد :يحدث بسرعة عقب الولادة المتعسرة، ويؤدي إلى تضخم في الضرع, حمى, خمول، والحليب يكون مائي القوام مصفرا.
  3. الشكل تحت الحاد: لا توجد أعراض واضحة، وإن وجدت تكون أعراضاً طفيفة.
  4. الالتهاب المزمن :يصيب أحد الأرباع أو الضرع كاملاً، ويتميز بتورم أو تضخم الأجزاء المصابة.
  5. الالتهاب الغنغريني :ازرقاق وتورم الضرع وظهور مناطق حمراء بين الأنسجة السليمة والتالفة، وبعدها تيبس الجلد ونخره.
  6. الالتهاب الصديدي: تورم الضرع ووجود انتفاخات على سطح الضرع سرعان ما ينفجر أحدها باعثة كميات من الصديد، يلي ذلك تكوّن ناسور على سطح الجلد..
  • العلاج

قبل البدء بالعلاج يجب إجراء الزرع الجرثومي واختبار الحساسية ليتم اختيار المضادات الحيوية المناسبة، ونراعي عند أخذ عينة الحليب ألا يكون الحيوان قد أخذ أي نوع من المضادات الحيوية خلال أربعة أيام سابقة قبل أخذ العينة مباشرة.

العلاج في الحالات الحادة وفوق الحادة

  • غسل الضرع جيداً بالماء والصابون.
  • ينصح بحقن محلول فيسيولوجي طبيعي معقم مع عملية تدليك للضرع، ومن ثم تفريغ المحلول مرتين، وبعدها يتم إدخال المضاد الحيوي عبر قناة الحليب (تكرر العملية لمدة 3 أيام متتالية) مع تدليك للضرع لضمان وصول الدواء إلى كامل الجزء المصاب.
  • حقن الحيوان عضلياً بمضاد حيوي.
  • إعطاء خافض حرارة.
  • تراعى مدة السحب للحليب والتخلص منه فنياً.

الحالات المبكرة للالتهاب الغنغريني:

  • تغريغ الضرع من محتوياته بالكامل.
  • إعطاء مدرات بولية.
  • حقن مضاد حيوي عام لمدة نحو أسبوع.
  • يتم اللجوء إلى الجراحة في الحالات المتأخرة من الالتهاب الغنغريني والالتهاب المزمن.
  • طرق الوقاية:
  • عزل الحيوان المصاب عن السليم ومعالجته.
  • عزل المولود عن أمه وإرضاعه من حليب ناقة سليمة.
  • غسل الأيدي ثم تطهيرها بعد الحلابة، وعدم ارتداء الحلابين للخواتم في أيديهم، والالتزام بوقت محدد لحلابة النوق.
  • حلب الحيوانات السليمة قبل المريضة.
  • مكافحة الحشرات والطفيليات.
  • تطهير الحلمات بمحلول الأيودوفور بنسبة 0,5% بعد الحلابة (اغمس الحلمات في محلول مطهر بعد الحلب مباشرة).
  • التنظيف الدوري للضرع وعلاج الإصابات البسيطة من جروح ورضوض وبثرات.
  • تغيير أماكن رعي الإبل ورمل الحظائر بشكل دوري ورشّها بمبيدات حشرية.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى