د مريم يوسف تكتب : طرق تربية الجاموس المصري وكيفية رفع العائد الاقتصادي من مزارع الإنتاج
>>التحسين الوراثى لعشائر الجاموس يتم من خلال انتخاب الصفات التناسلية المحسنة
![](/wp-content/uploads/2020/08/دكتورة-مريم-يوسف-معهد-صحة-الحيوان.jpg)
باحث – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية
تمتلك جمهورية مصر العربية ما يعادل ٩٥% من حجم قطيع الجاموس فى الوطن العربى كله و يليها العراق. و ذلك لأن الجاموس لا يتحمل الجفاف حيث يحتاج إلى مجار مائية كما إنه لا يتحمل البرودة الشديدة. فنجده يرتكز فى الدلتا و مصر الوسطى فى مصر و فى السهول و المستنقعات الجنوبية فى العراق.
طبقآ لتعداد الثروة الحيوانية فى مصر لسنة ٢٠١٩ فمصر تمتلك ١٨ مليون و ٢٥٠ ألف رأس من الحيوانات الزراعية منها ٣٫٨ مليون رأس من الجاموس.
يعتبر الجاموس حيوان إقتصادى مفضل لدى الفلاح المصرى لإنه:
- يستطيع أن يتحمل و يصمد بل و ينتج أيضآ فى ظل الظروف البيئية الصعبة من المناخ و قلة الموارد الغذائية.
- يستطيع أن يتغذى على المواد الخشنة ذات القيمة الغذائية المنخفضة مثل الأتبان و قش الأرز حيث أن له القدرة على هضم هذة الأغذية و تحويلها إلى مواد يمكن أن يستفيد بها و ذلك لكبر حجم الكرش و كثرة ما يحتويه (عددآ و نوعآ) من البكتيريا و البروتزوا التى تهضم الغذاء.
- له القدرة على مقاومة كثير من الأمراض المستوطنة لما له من مناعة وراثية عالية
نظم تربية الجاموس فى مصر:
يوجد فى مصر نظامان لتربية الجاموس و هما التربية التقليدية (غير المتخصصة) و القطيع التجارى (المتخصص).
التربية التقليدية (غير المتخصصة):
يمثل النمط الرئيسى فى الريف المصرى. يقوم هذا النظام على تربية عدد قليل من الحيوانات مع الإعتماد على العمالة العائلية و تجمع الأغراض الإنتاجية من هذة التربية بين إنتاج اللبن و اللحم.
القطيع التجارى (المتخصص):
يشمل قطعان تجارية كبيرة يكون الهدف الرئيسى لهذه المزارع هو زيادة إنتاجية الوحدة (الرأس) عن طريق إستعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة فى رفع معدلات الإنتاج و تعتمد هذة المزارع على أساليب متطورة فى التربية و الرعاية و التغذية على أيدى العمالة المدربة. و هذة القطعان إما أن تكون لغرض إنتاج اللحوم أو إنتاج الحليب.
قطعان إنتاج اللحوم:
يبدأ مشروع تسمين العجول بإختيار عجول صغيرة من سلالة لها القدرة على تحويل ما تأكله إلى لحوم غنية بالبروتين. و يكون متوسط وزن الحيوان عند الميلاد من ٢٥-٤٠ كجم و تباع العجول الصغيرة على وزن ٧٠ كجم أو عن عمر ٤٠ يوم من الميلاد (العجول البتلو). و يعتبر الوزن الإقتصادى للعجول المسمنة من ٤٠٠-٤٥٠ كجم لأن تكاليف إنتاج الكيلوجرام من اللحم تزداد بزيادة الوزن و العمرحيث تقل كفائة الحيوان على تحويل الأغذية إلى لحم. و قد وجد أن العجل الجاموسى يحتاج إلى كمية أكبر من الغذاء عن العجل البقرى لتكوين اللحم و لذلك يعد الغرض الأساسى من تربية الجاموس هو إنتاج اللبن.
قطعان إنتاج الحليب:
يتم إختيار الحيوانات التى لها قدرة عالية على إدرار أكبر كمية من الحليب حيث أن تربية الجاموس دون الأبقار لغرض إنتاج اللبن ينتج نفس حجم الإنتاج بعدد رؤوس حلاًبة أقل و يؤدى ذلك إلى توفير مساحة كبيرة من الأرض التى تزرع برسيم وتستبدل بزراعة القمح أو الخضر و سد العجز فى المتاح من الأعلاف بإستخدام مخلوط العلف المركز الذى يعتمد على المواد الأولية من أملاح معدنية و المولاس و نخالة الأرز.
يمثل إنتاج اللبن الجاموسى ٧٠% من إنتاج اللبن فى مصر و هو يتميز بأن:
- لونه أبيض و ذلك لقدرة الجاموس على تمثيل صبغة الكاروتين.
- نسبة اللاكتوز به تصل إلى ٥% بينما لا تتجاوز ٣٫٥% فى الأبقار مما يجعله أكثر حلاوة عند تذوقه.
- نسبة الكالسيوم به عالية و سهلة الإمتصاص بالنسبة للإنسان مما يقلل الإصابة بهشاشة العظام.
- نسبة الفيتامينات به أعلى بنسبة ٥٠% من اللبن البقرى.
- تتراوح نسبة المواد الصلبة به بين ١٧-١٩% مقارنة ب١١% فى اللبن البقرى.
- نسبة الدهن به تتراوح بين ٨-٩% مقارنة بنسبة ٤% فى الأبقار.
- على الرغم من نسبة الدهون العالية إلا أن اللبن الجاموسى يحتوى على نسبة أقل من الكوليسترول عن اللبن البقرى تصل إلى ٥٠% مما يزيد من أهميته للأشخاص الذين يعانون من أمراض إرتفاع ضغط الدم و أمراض الكلى و السمنة.
- هو أفضل أنواع الألبان لصناعة الجبن الطرية و خاصة جبن الموتزاريلا.
يعتبر الجاموس من أهم الحيوانات الزراعية فى مصر التى تزود الإنسان بالمنتجات الغذائية من اللحم و الحليب و منتجات الألبان و الجلود و العظام حيث يحضر منها الجيلاتين و الهرمونات و مستحضرات التجميل. و يتم الإستفادة من الدم فى الحصول على الأجسام المناعية. كما إنه يستخدم كحيوان عمل فى الريف المصرى و لذا يجب الأهتمام برفع كفاءة انتاجه.
لرفع الكفاءة الإنتاجية للجاموس المصرى:
- تعتمد أساسا على التحسين الوراثى لعشائر الجاموس و ذلك بانتخاب الصفات التناسلية المحسنة.
- رفع كفائة مراكز التلقيح الصناعى و زيادة عددها و ان يتم التلقيح بواسطة أطباء و مدربين على درجة عالية من الكفائة.
- تكثيف الرقابة على صناعة و تداول الأعلاف لضمان الحصول على أعلاف ذو جودة عالية و أسعار مناسبة.
- الأهتمام بالتحصينات مع توفير كافة الأمصال و اللقاحات.
- أنشاء محاجر حدودية للسيطرة على الأمراض الوبائية و المعدية من خلال برامج المكافحة و منع دخول الأمراض من الحيوانات و المنتجات ذات الأصل الحيوانى المستوردة.
- الأهتمام بالرعاية الطبية و علاج الحيوان و التفتيش على منافذ بيع و تداول الأدوية البيطرية.
- رفع كفائة و تطوير المجازر مع الرقابة على مصانع و مخازن و منافذ بيع اللحوم و منتجاتها.
- الأهتمام بنظم تسويق الألبان و منتجاتها.
- و على الدولة وضع منظومة شاملة للأنتاج و المراقبة و التسويق و الحماية من احتكار الأستيراد.
- زيادة أعداد العجلات تحت العشار ثنائية الغرض لصالح صغار المربيين و زيادة عدد العجلات العشار للمزارع المتخصصة.
- و أخيرا توفير الخدمات الأرشادية التى تقدم للفلاح طرق التربية الحديثة للحصول على أعلى أنتاج حيث ان التوعية هى المفتاح الأساسى للحصول على الانتاج الجيد و ذلك لان الفلاح المصرى يمتلك حوالى ٨٨% من الثروة الحيوانية فى مصر.