الأخبارالانتاجالصحة و البيئةبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د سحر رشدي تكتب: ماذا تعرف عن مرض «الليستريوزيس» في الحيوان؟

>>الميكروب واسع الانتشار فی الطبيعة وتم عزله من الثدييات والطيور السليمة والمريضة

باحث بقسم البكتريولوجيا- معهد بحوث صحة الحيوان- مركز البحوث الزراعية – مصر

«الليستريوزيس» هو أحد الأمراض المشتركة التي تصيب كل من الحيوان والإنسان وإن كان نادراً ما يصيب الإنسان، وميكروب هذا المرض واسع الانتشار في الطبيعة ولكن المرض يوجد بصورة فردية وتم عزل الميكروب لأول مرة في جنوب أفريقيا سنة ۱۹۲۷ ولمعرفة المزيد عن هذا المرض التقيت مع الدكتورة  هدى محمد زكي الباحث بقسم البكتريولوجيا بمعهد بحوث صحة الحيوان بمعملها أثناء  قيامها بإجراء بعض التجارب.

        في البداية يجب أن نتسآل عن المسبب لهذا المرض؟ وما الحيوانات التي يصيبها؟

يسبب مرض الليستريوزيس ميكروب يسمى الليستريا مونوسيتوجين (Listeria Mcnocylgen) يصيب عدد من الحيوانات خاصة الأغنام والماعز والأبقار ونادراً مايصيب الإنسان ويتميز هذا الميكروب في بعض حيوانات المزرعة بثلاث صور هي:

  • التهاب السحايا والدماغ وغالبا ما تظهر هذه الصورة في المجترات وحدث في حالات فردية ونسبتها في الأبقار أعلى من الأغنام.
  • الإجهاض أو عسر الولادة ويحدث في حالات فردية.
  • التسمم الدموي ويحدث دائماً في المجترات الصغيرة وفي الحيوانات أحادية المعدة وهذا الميكروب عبارة عن بكتيريا على شكل عصيات قصيرة موجبة الصبغة بالجرام ولها القدرة على الحركة ولاتكون عصويات، وتشمل خمسة أنواع تأخذ أرقام من 1 إلى 5 والنوع الخامسي يسمى الآن ليستريا أنفانوفي ويعزل غالباً من الخراف وضراوته قليلة ودرجة الحرارة المثلي لنمو الميكروب تتراوح من ۲۰ م إلى ۲۷ م وينتشر أكثر في الوسط المتعادل أو قليل التأدية و تموت بمد درجة حموضية أقل من (ph5) وينمو هذا الميكروب على الأوساط العادية في ظروف موانية ويحسن ظروف نموه وجود 10% من ثاني أكسيد الكربون.

وننتقل إلي الحديث عن مدى انتشار أو وبائي مرضی الليستريوزيس ؟

لهذا المرض وبائية كبيرة منها:

أن هذا المرض موجود في العالم كله وبخاصة المناطق الباردة .. مثل فيورتلندا استراليا، أمريكا، الشمالية وأوروبا، و غالبا ما يحدث المرض في نهاية الشتاء وبداية الخريف.

يصيب غالبا الأغنام والماعز والأبقار وتكون نسبة الإصابة عادة أقل من 10% ولكن نسبة النفوق في الحيوانات التي تعاني من التهاب سحايا أغشية المخ 100%.

ميكروب الليستريا مونوسيتوجين واسع الانتشار فی الطبيعة وتم عزله، من الثدييات والطيور السليمة والمريضة ومن التربة والماء والصرف والحشائش وممكن وجوده في الفواكه والخضروات.

مسبقية كبيرة من الخراف والماعز تكون خاملة للميكروب وتخرجه في البودر واللبن  وهذه البكتيريا تتجمل درجة الحرارة المنخفضة وبسترة اللبن وتكون في منتجات الألبان وتتحمل التجمد ولهذا تشكل خطر على صحة الإنسان.

مرض الليستربوزيس دائما يصاحب التغذية على الحشائش الرديئة التي تكون درجة الحموضة بها تزيد عن 5.5 فساد وزيادة درجة حموضة الحشائش تنتج عن سوء تحضير وتخزين (السيلاج) مما يؤدي إلى نمو البكتيريا على قمة وجانبي الحشائش وتسهل الظروف البيئية السيئة حدوث المرض ففي الأغنام حالات التهاب سحايا المخ المظهر بعد ۳۰ يوماً من بداية التغذية على الحشائش المصابة.

وزيادة نسبة حدوث، التهاب سحايا المخ في مجموعة أغنام في سن معين يرتبط بتغيير الأسنان في بداية الخريف ويمكن تفسير ذلك بأن ميكروب الليستريا الذي يؤخذ عن طريق الفم يصل إلى

العصب الثلاثي Trigeminal nerve ويسبب التهاب العصب وكذلك التهاب سحايا المخ.

كيف تحدث الإصابة بالمرض ؟

تعيش البكتيريا المسببة للمرض داخل الخلية وفي حالات التهاب سحايا المخ تكون البكتيريا غالباً موجودة في المخ فقط. ويصل الميكروب للجسم عن طريق جرح في الغشاء المبطن لتجويف الفم ويصل للمخ عن طريق العصب الثلاثي.

بعد بلع الميكروب يخترق الغشاء المبطن للأمعاء وتحدث عدوى غير ظاهرة ويمر الميكروب عن طريق الدم ويتركز في الأحشاء المختلفة ويؤدي إلى تسمم دموي مميت وفي الحيوانات العشار يتركز الميكروب في الرحم ويؤدي إلى إجهاض في الحمل المبكر.

وما الأعراض المصاحبة للمرض؟

أعراض المرض تظهر بعدة صور منها:

  • حالات التهاب سحايا المخ والإجهاض والتسمم الدموي تحدث معا في حالات الأوبئة والتهاب سحايا المخ يحدث غالبا في الأغنام والماعز، والعجول وتكون فترة المرض من يومين إلى ثلاثة ولكن في الأبقار تكون مدة المرض من أسبوع إلى أسبوعين.
  • في بداية الإصابة تكون درجة الحرارة مرتفعة ولكن تعود إلى الطبيعي ثم إلى أقل من الطبيعي في الحالات المتقدمة للمرض.
  • الأعراض العصبية تختلف حسب مكان ودرجة الإصابة في المخ ويكون الحيوان المصاب غير طبيعي ويمشي في حركة دائرية وبدون اتزان ويكون هناك شلل أحادي الجانب في الوجه وارتخاء الشفاة والأذن. وشلل بعضلات الفك والبلعوم مما يؤثر على المضغ والبلع ونزول اللعاب وأحيانا يحدث شلل عام يعقبه النفوق.
  • ويمكن أن يحدث صعوبة في التنفس وأعراض عصبية نتيجة الالتهابات الموجودة بالمخ ويحدث التهاب موضعي للأعصاب ويظهر على شكل شلل في رجل واحدة وتظهر غالباً في المجترات البالغة.
  • الإجهاض يحدث، في حالات فردية ويحدث في الأبقار أكثر من الأغنام والماعز ومع الإجهاض يحدث احتجاز للمشيمة وارتفاع في درجة الحرارة بعد الإجهاض و نفوق الأم نتيجة لحدوث تسمم دموي:
  • يحدث إجهاض للنعاج غالبا من 7 إلى 11 يوماً بعد العدوى بدون أعراض قبل الإجهاض والأجنة المجهضة تكون متحللة.
  • التسمم الدموي ينتشر في الأجنة والمجترات الصغيرة وأحياناً الحيوانات أحادية المعدة وتكون معظم الأحشاء والأنسجة مصابة.

مما يؤدي إلى تدني اللسان وهذا ناتج عن التهاب المخ والسحايا.

واتساع في حلقة العين وتدلى رشاوي لعاب من الفهم ناتج عن التهاب السحايا.

 كيف يتم التعرف على ميكروب هذا المرض ؟

يتم التعرف بالفحص الميكروسكوبي وفيه:

يفحص السائل المخيخي والشوكي ويكون معكر وذلك لوجود خلايا الالتهاب وأغلبها تكون خلايا إثليمفوسيت.

ملحوظة ولكن في حالات قليلة تكون الأغشية المبطنة للمخ سميكة وذات لون أصفر أو معتمة اللون. وذلك لتراكم الخلايا أحادية النواة وأحيانا تكون محمقنة وبها أودعا والتغييرات الميكروسكوبية تتركز في المادة البيضاء والمادة الرمادية في المخ خاصة قنطرة المخ والنخاع الشوكي وأغشية المخ.

ويظهر بالفحص الميكروسكوبي، أن الأوعية الدموية محتقنة ويتراكم حولها خلايا التهابية (خلايا الليمفهرسيت والمونونيت وأحياناً خلايا النيتروفيل) مع وجود تتكرر لبعض الخلايا العصبية ووجود مناطقتراكم خلايا التهابية خاصة النيتروفيل وتحتوى هذه المناطق على البكتيريا؟ موجبة الجرام وأيضاً أغشية المخ ملتهبة وتحتوى على ارتشاح للخلايا الالتهابية السابقة.

أما في الحيوانات المجهضة والصغيرة خاصة الحملان حديثة الولادة التي حدث بها تسنم دموي تكون الإصابة على شكل تنكرز في الكبد ومناطق تأكل في المعدة الرابعة للحيوان.

والجنين المجهض يكون متحلل وتوجد اودعا عامة تحت الجلد وفن كل من التجويف الصدري والبطني وتضخم في الكبد ووجود نقط تنكرز في كل من الكبد والطحال والرئة وعضلة القلب مع ارتشاح للخلايا الالتهابية وجيدة النواة (الليمفوسيت والمونوسيت) ومتعددة النواة (النيتروفيل) ويمكن تحديد الميكروب في قطاعات الأنسجة لهذه الأعضاء وفي المشيمة توجد درجات مختلفة من الارتشاحات رمادية اللون ومناطق تنكرز قطرها من ۱۰۰ إلى ۱۲۰ مم  وبالفحص الميكروسكوبي للمشيمة تلاحظ وجود ارتشاح شديد وتراكم النيتروفيل وتنكرز في الأوعية الدموية وكذلك يوجد الميكروب في الغشاء المبطن لها.

هل أمكن تشخيص مرض الليستريوزيس؟

نعم واعتمد التشخيص على أعراض ووبائية المرض وكذلك على الصفة التشريحية سالفة الذكر. والتشخيص يكون تشخيص معملي وتشخيص مقارن.

١- التشخيص المعملي وفيه:-

  • تختلف العينات المأخوذة من الحيوانات المصابة على حسب صورة المرض الظاهرة ففي حالات التهاب السحايا والدماغ يؤخذ السائل الشوكي وعينات من المخ من أماكن مختلفة وخاصة منطقة النخاع المستطيل وفي حالات الإجهاض تؤخذ المشيمة وإفرازات الرحم والمعدة الرابعة للجنين المجهض، أما في حالات التسمم الدموي تؤخذ الأحشاء الداخلية مثل الكبد والكلى والطحال وكذلك اللبن والبراز والدم وبالفحص المباشر تحت الميكروسكوب يمكن ملاحظة البكتيريا العصوية موجبة الجرام.
  • يعزل الميكروبا من العينات سالفة الذكر بواسطة الزرع العادي على ميديا أجار الدم المغذی أو على الميديات الخاصة والتحضين على ۳۷ لمدة 24إلى 48 ساعة.
  • تعريض الأنسجة لدرجة حرارة 4 درجة مئوية لمدة شهرين قبل الزرع يساعد على عزل الميكروب من الأنسجة.
  • حقن الميكروب المعزول في ملتحمة العين في أرانب أو خنازير غنيا يحدث التهاب صديدي في ملتحمة وقرنية العين في خلال 24- 36ساعة.

2- التشخيص المقارن :

في هذا التشخيص صورة إلتهاب سحايا المخ يجب تفريقها عن الحالات العصبية الأخرى مثل خراريج المخ وتسمم الرصاص وحويصلات السنيوريز بالمخ. وممكن أن يختلط الأمر بين مرض الكلب ومرض الليستريوزيس ولكن الشلل أحادي الجهة لايوجد إلا في مرض الليستريوزيس .

كذلك تتشابه أعراض الليستريوزيس أيضاً مع إصابة بالهيموفيلس سومينز الذي يتميز بأنه يصيب حيوانات التسمين ويبدأ بأعراض تنفسية. أما في حالة الإجهاض والتسمم الدموي فيجب تفريقها عن أسباب الإجهاض الأخرى في الأغنام والماعز والأبقار.

 ما الطرق المتبعة في علاج هذا المرض ؟

الليستريا مونوسيتوجين حساسة لمجموعة من المضادات الحيوية مثل الكلورامفينيكول, والاستربتوميسين والأوكسی تتراسيكلين والبنسلين ومركبات السلف جرعة البنسلين العلاجية IU / KG مرتين يوميا لمدة أسبوع أو أسبوعين وهذا العلاج يعطى نتائج طيبة في بداية المرض ولكن مع ظهور الأعراض العصبية لايكون هناك استجابة للعلاج.

أما في حالات الإجهاض فيستلزم ذلك إعطاء جرعات عالية من المضادات الحيوية مع المحاليل التعويضية لعلاج حالات الجفاف ويستمر العلاج حتى يستطيع الحيوان أن يشرب.

كيف يمكن الوقاية من المرض خاصة لأن الوقاية خير من العلاج ؟

للوقاية من هذا المرض يجب عدم التغذية على الحشائش الملوثة وكذلك الحشائش الرديئة وتقليل العوامل المضعفة للحيوان مثل التغذية على الحشائش الفاسدة وكذلك الظروف المناخية السيئة.

وعزل الحيوانات المصابة والتخلص من الإفرازات الناتجة عن هذه الحيوانات مثل اللبن والمشيمة من الحيوانات المجهضة.

وهناك محاولات تجريبية لاستخدام لقاح البكيتريا الحية التحصين الحيوانات.

ولكن لم يستعمل في الحقن حتى الأن.

 

Back to top button