د محمد الشرقاوي يكتب: الطابور الخامس «خفافيش الظلام» الأخطر علي الدولة المصرية
>>تصنيفه بإنه دسيس الداخل مجهول الهوية يتظاهر بحبه للوطن وهو من أشد الكارهين له
يطلق مصطلح الطابور الخامس على جماعة من العملاء السريين الذين لا يدينون بولائهم لوطنهم وإنما يدينون بكل ولائهم لأعدائه، يبيعون وطنيتهم ويستبدلونها بالخيانة، يندسون وسط الناس على اعتبار أنهم وطنيون دون أن يعلنوا عن هويتهم الحقيقية فيساعدوا أعداء الوطن سراً بالتجسس لصالحهم، وينشروا الشائعات، ويبثوا الفوضى ويزعزعوا استقرار وأمن البلاد.
وأول من استخدم مصطلح الطابور الخامس هو الجنرال إميلو مولا الذي زحف على أسبانيا (العاصمة مدريد) وسط خمس فيالق أو فرق عسكرية (طوابير) طوقت العاصمة مدريد من جهاتها الأربع، ثم قال وهو مطمئن النفس واثقها: لا زال هناك طابور خامس يعبث داخل مدريد، ينشر الإشاعات ويبث الفوضى ويثير القلاقل فإذا ما اهتزت الجبهة الداخلية سقطت مدريد كلها في وقت واحد.
ما أشبه اليوم بالأمس وما أشبه الليلة بالبارحة، فبعد الخيانة الكبرى التي ارتكبها تنظيم الإخوان المسلمين في حق الشعب المصري كان لزاماً على الخائن أن ينال عقابه، لذلك أصبحوا بسبب خيانتهم تحت طائلة القانون، فمنهم من فر هارباً إلى ملاذ ظنه آمن، ومنهم من وقع في قبضة القانون، لكن لا زال يعيش بيننا طابورهم الخامس في كل أجهزة ومؤسسات الدولة الرسمية والأهلية، يتجسس لصالحهم ، ويعبث بأمن واستقرار وطننا الحبيب فيثير القلاقل ويشعل نار الفتن ويضلل العقول ويدلس الحقائق ويبث الشائعات ويختلق ويفتعل الأزمات ويحاول أن يخترق وحدة صفنا ويهز جبهتنا لكن هيهات هيهات.
إن الطابور الخامس (هم العدو فاحذرهم) هو العدو الحقيقي، وهو الخطر القادم الذي بدأ يستفحل أمره ويُرى فظاعة أثره دون أن يُرى، إنه دسيس الداخل مجهول الهوية، يتظاهر بحبه للوطن وهو من أشد الكارهين له، يسعى سعياً دءوباً للنيل من استقرار وأمن وطننا، إنه يعيش بيننا بوجهين كطيف نرى أثر ألاعيبه البهلوانية دون أن نرى كينونته.
وأتساءل:
هل فقد هؤلاء ولاءهم لهذه الدرجة؟ كيف لهم أن يفعلوا ذلك! وهم مصريون ولدوا على أرض مصر، وعاشوا على ترابها وشربوا من نيلها وأكلوا من خيرها؟ كيف لهم أن يرموا بأنفسهم في أحضان الخونة وفي شِباك الثعلب التركي؟ أهكذا يردون لمصر الجميل؟ أم أنهم ينفذون وصية أبيهم البنا الذي قال: لا ولاء لنا لأي حكومة، حتى صار شاغلهم الوحيد ضرب البيت من الداخل وتفتيت اللحمة الوطنية، ومعاداة الوطن.
إذ ليس في عقيدتهم انتماء لوطن أو قومية؛ إنما الانتماء للجماعة فقط، هكذا ربت الجماعة أفرادها وحولت ما تبقى منهم في مصر إلى طابور خامس في عملية تربوية معقدة يتم فيها غسيل الأدمغة وتغيير منظورها للأشياء، حتى أنهم لا يعترفون بدولة ولا بإقليم لذلك يقول حسن البنا عن الحكومات والدول مخاطباً أبناء الجماعة: أن الفرق بيننا وبينهم أننا نعين حدود الوطنية بالعقيدة بينما هم يعينونها بالحدود الجغرافية، ….
أليست تلك خيانة عظمى تستوجب تطبيق القانون عليهم بلا هوادة ولا رحمة؟
إن الناظر لأفعال أفراد وعناصر الطابور الخامس يرى بعيني رأسه أنهم طيف وخفافيش ظلام ويتصور للوهلة الأولى أنّ من الصعوبة بمكان التعرف عليهم واكتشاف حقيقتهم ومعرفة هويتهم؛ لكنه في الحقيقة يبدو لي مخطئا، فالبعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، وعليه فآثارهم يمكن أن تخبر عنهم وتدل عليهم، وبالتالي فالوصول إليهم ليس بالأمر المستحيل.
لذاً يتعين على الدولة أن تضيق الخناق عليهم بأن تجفف جميع منابع تمويلهم وتحاصرهم سياسياً وفكرياً وتبتكر الوسائل والأدوات التي يمكن استخدامها للوصول إلى نحورهم وتتوسع في نشر الوعي لدى الكافة بخطرهم حتى لا يستطيعون تجنيد المزيد.