د فاطمة أحمد تكتب:أطعمة ومشروبات تمنحك مضادات حيوية طبيعية
>>العسل والثوم والبصل والفلفل الأصفر والأحمر والتوت البري والبروكلي والموالح والخضراوات تزيد من الجهاز المناعي للجسم
رئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة – مركز بحوث الصحراء
هناك كائنات دقيقة تستطيع أن تغزو أجسامنا بسهولة وتصيبنا بالعديد من الأمراض، ولذلك كان من الضروري البحث عن علاج للعديد من هذه المشكلات الصحية، وهو المضاد الحيوي الذي يعمل على قتل أو تثبيط نمو البكتيريا التى تسبب بعض المشاكل ومنها إلتهابات فى الأذن أو فى المعدة وكذلك مشاكل الجلد وغيرها، سواء كان مضادًّا صناعيًّا أو طبيعيًّا.على الرغم من أن أول ما يتبادر إلى أذهاننا عند الحديث عن المضادات الحيوية هي العقاقير الطبية، إلا أنه في الحقيقة بدأ تناول المضادات الحيوية في التاريخ البشري من الغذاء والنباتات. ولقد لجأ الكثيرون إلى تناول أدوية المضادات الحيوية، الأمر الذي يؤثر على صحة الجسم على المدى الطويل، في حين تتوافر بعض الأطعمة والمشروبات التي تلعب الدور نفسه.
على مدى العقود القليلة الماضية، زاد إستخدام المضادات الحيوية بشكل كبير، وتسبب ذلك في ظهور البكتيريا المقاومة للأدوية والجراثيم الخارقة أوما يُعرف باسم Superbugs والتي تتطور بشكل أسرع من قدرة العلماء على التوصل إلى سبل لمحاربتها. ولكن قبل وقت طويل من ظهور وتطور المضادات الحيوية الصيدلانية في الأربعينات، كانت الأطعمة والأعشاب تستخدم لتساعد الجسم في محاربة العدوى والأمراض على أساس يومي. ولا تزال العديد من هذه المضادات الحيوية الطبيعية تستخدم حتى اليوم من قبل المعالجين في جميع أنحاء العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المضادات الحيوية الطبيعية كلها متاحة أمامك الآن، فبدلاً من إنتظار الإصابة بالمرض أو إكتشاف أن الأدوية ليست مجدية في محاربة الفيروس أو المرض الذي تعاني منه، إبدأ في بناء جهازك المناعي، من خلال الإستعانة بهذه الأطعمة والأعشاب التي لم تفقد قدرتها على محاربة البكتيريا. فالبكتيريا حتى الآن لم تستطع مقاومة هذه الأطعمة، على الرغم من مرور مئات السنين على إستخدامها. وتُعرف هذه الأطعمة باسمAstringent وهي تعمل على تنظيف وتطهير الدم بشكل طبيعي دون أي آثار جانبية أو الإخلال بالتوازن الدقيق للبكتيريا الجيدة الموجودة في الجسم.
هناك نوعان من المضادات الحيوية: طبيعية وصناعية، فالمضادات الطبيعية يستخدم فيها مواد من الطبيعة مثل النباتات والأعشاب والثمار، تدمج معًا تبعًا لخصائصها وفوائدها وتعطى للمريض. بينما المضادات الصناعية هي المضادات التي تنتجها شركات الأدوية المختلفة وتعتمد في تركيبها على مواد موجودة في الطبيعة، مثل البنسلين الذي تنتجه أنواع معينة من الفطريات، أو مضادات صناعية التركيب تمامًا لايدخل في تركيبها أي مواد طبيعية. وتتميز المضادات الحيوية الطبيعية بأنها قليلة الآثار الجانبية، وبالتالي فهي أكثر أمنًا من المضادات الصناعية، كما تتميز بتوافرها بسهولة وكثرة الوصفات والخلطات الخاصة بها. ولكن يجب الحرص عند إستخدامها، فعلى الرغم من درجة الأمان العالية للمضادات الطبيعية، إلا أنها من الممكن أن تكون ضارة بالأخص لمن يعاني من مشكلات صحية مزمنة، لذا، يجب إختيار وصفاتِ من مصادر موثوقة والتأكد من مناسبتها لكل حالة مرضية وبإستشارة الطبيب المختص.
وهناك أنواع مختلفة من المضادات الحيوية تعمل ضد أنواع مختلفة من البكتيريا وبعض أنواع من الطفيليات، حيث يصف الأطباء المضاد الحيوى تبعا لنوع الجرثومة التى تسبب العدوى (بكتيريا أو طفيليات أوغيرها). ومع ذلك، فإن المضادات الحيوية لا تحارب الإلتهابات التى تسببها الفيروسات، مثل نزلات البرد والأنفلونزا، والسعال، وإلتهاب الحلق.
كما أنها لا تعمل ضد الإلتهابات الفطرية، ولكنها أصبحت واحدة من الأدوية الأكثر وصفا اليوم، حيث أدى الإفراط وسوء إستخدام المضادات الحيوية إلى مقاومتها، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإستخدام الزائد للمضادات الحيوية يقتل بكتيريا الأمعاء المفيدة والتى تعمل على الدفاع الطبيعى عن الجسم وتتسبب فى آثار جانبية عديدة منها الإسهال وتقلبات المعدة والغثيان وغيرها. نظرا لما تم ذكره فى التقارير الطبية ولما يتعرض له الأشخاص من تأثيرات جانبية ومضاعفات قد تكون خطيرة جرَّاء إستخدامهم المضادات الحيوية حيث يتعرض واحد من كل عشرة أشخاص، إضافة إلى أن ما يقرب من واحد من كل خمسة عشر شخصاً لديهم حساسية للمضادات الحيوية.
وكما قال العالم أبقراط “دع طعامك يكون دواؤك، ودواؤك يكون طعامك” فإن هناك العديد من المواد الطبيعية التى تعمل كمضادات حيوية دون آثار جانبية .ومن بعض هذه المضادات الحيوية الطبيعية التى تغنيك عن الأدوية، العسل، الثوم، البصل، الأطعمة المحتوية على فيتامين C ومنها (الفلفل والتوت البري والبروكلي والحمضيات والخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والكيوي والبابايا والبازلاء والطماطم)، الكرنب، الفلفل الأحمر، الزنجبيل، القرنفل، القرفة، الكركم، الشاى الأخضر، الكمون، زيت نبات الأوريجانو (الزعتر البرى)، الأطعمة المعززة بالخمائر الجيدة، خل التفاح، عشب الأكيناسيا (الإخنيسيا) Echinacea، مستخلص أوراق الزيتون، مستخلص بذور الجريب فروت، زيت جوز الهند البكر، الصبار،.
ومما سبق يتضح أن خصائص المضادات الحيوية الموجودة في العديد من الأطعمة والأعشاب أصبحت تمثل بديلاً طبيعياً قادراً على تعزيز المناعة والتى ينبغي أن يتم إدراجها في نظامك الغذائي اليومى. ويذكر أن المضادات الحيوية الموصوفة تقتل البكتيريا الجيدة والسيئة على حد سواء، تاركة الجسم مُجرداً من قدرته على محاربة العدوى ودرء المرض. لذلك، حافظ على جهازك المناعي وتناول الأطعمة والأعشاب السابق ذكرها فى هذا المقال.