الأخبارالاقتصادالانتاجالمياهبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

عبدالسلام منشاوي يكتب: زيادة إنتاجية القمح تتطلب الإعداد الجيد للأرض  والزراعة المناسبة  ومعدل التقاوي المناسب

>>الإلتزام بضوابط الري والتسميد والمبيدات وخدمة الأرض الطريق الأول للنهوض بالمحصول

رئيس بحوث متفرغ ومربي قمح – معهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية

أخي المزارع  اعلم أن أخطاء الزراعة من السهل تجنبها ولكن من الصعب علاجها.

يجب العناية جدا بري وصرف الأرض في الزراعة حيث أن حبوب القمح حساسة جدا للمياه.

خدمة الأرض لمحصول القمح:-

الإعداد الجيد للأرض يعمل على وجود بناء جيد للتربة يساعد البادرات على الخروج سريعا و  يساعد على إضافة احتياجات النبات من المحسنات أو الأسمدة للتربة، وكذلك يساعد على إضافة المبيدات الخاصة بمقاومة الآفات الموجودة في التربة.  كما تساعد الخدمة الجيدة على مقاومة الحشائش والحشرات والأمراض. ويهدف الإعداد الجيد إلى تشكيل الأرض بصوره تسمح بإضافة ماء الري بكفاءة وعدم حدوث تغريق وسهولة صرف الماء الزائد.

وتجود زراعة القمح في الأراضي المتجانسة الخصوبة جيدة الصرف والخالية من الحشائش، ويفضل أن تتم عمليات خدمة الأرض في وقت مبكر حتى يمكن إجراء عمليات الخدمة كاملة والزراعة في وقت مناسب وخاصة إذا كان المحصول السابق أرز حيث تحتاج الأرض إلي التهوية لمده طويلة.

ولابد أن تكون الأرض مستوية جدا وليس بها قلاقيل (كتل) كبيرة حتى لا تعوق خروج البادرات أو تسبب اختلافات في عمق البذور وكذلك يجب العناية بالتخلص من بقايا المحصول السابق. وتتم خدمة الأرض بإجراء حرث غير عميق (حرث قماحي) مرتين متعامدتين لفك التربة وتهويتها ثم التزحيف لتنعيم وتسوية السطح وتكثير القلاقيل، ويفضل أن تكون التربة ناعمة خصوصا  إذا كانت طريقة الزراعة المتبعة هي البدار وعند استعمال آلة التســــــــطير في الزراعة.

كما ينصح بإجراء التسوية بالليزر ولو علي فترات كل 3-5 سنوات لضمان استواء الأرض وسهولة استخدام الماكينات في الزراعة وسهولة الري والصرف. والإعداد الجيد للتربة يحقق أهم هدف له وهو  تشكيل الأرض بصوره تسمع بإجراء الري بكفاءة وعدم حدوث تغريق وسهولة صرف الماء الزائد والذي يؤدي إلى مشاكل متعددة خصوصا في الأرض الطينية وأراضي الدلتا بصفة عامة.

ويمكن في حالة التأخير في الخدمة أن يلجأ المزارع إلى زراعة القمح في جور نقرا على خطوط المحصول السابق خصوصا بعد القطن أو الذرة  أو العزيق بالعزاقة ثم النثر والتزحيف لتغطية الحبوب.

ويراعى أنه من الضروري إضافة السماد الفوسفاتي خلال خدمة الأرض حتى يكون في متناول جذر النبات حيث يمتصه النبات عن طريق الاعتراض للجذر مع العنصر لأنه عنصر غير متحرك وبالتالي لابد من إضافته أثناء عملية الخدمة وهو من العناصر الكبرى الضرورية للنبات. ويضاف السماد الفوسفاتي بمعدل 100 كجم (2 شيكارة سوبر ناعم) من السوبر فوسفات الأحادي أو 50كجم في حالة السوبر فوسفات التربل( شيكارة واحدة سوبر محبب)  مع عدم الإسراف والمبالغة  في الكمية  المضافة حيث يتحول إلى صورة معقدة في التربة.

طرق زراعة محصول القمح :-

تعد زراعة القمح من العمليات السهلة جدا، وهي بداية العمليات الزراعية المتعلقة بالمحصول وتعتمد عليها عملية الإنبات، والزراعة الجيدة هي التي تضمن إنبات جيد وخروج البادرات أسرع وأقوى على سطح التربة وذلك يضمن سرعة بدء عملية البناء الضوئي وبدء التفريع مبكراً وتكون البادرة قوية وتكوين غطاء نباتي (مجموع خضري) قوي مع كثافة حشائش أقل وقدرة البادرات القوية على منافسة الحشائش.

وقد يحدث كثيرا من المشاكل في الإنبات بسبب سوء الزراعة ويصعب معالجتها. وقد يدعي المزارع أن التقاوي غير جيدة وغير صالحة للزراعة ولكن في الواقع هي ناتجة عن ممارسات خاطئة في عملية الزراعة. ومن السهل معرفة إذا كانت المشكلة ترجع إلى ممارسات خاطئة في عملية الزراعة أو إلى عيوب في التقاوي، وذلك من خلال معاينة الحقل ومشاهدة تجانس الإنبات فيه.

ففي حالة الممارسة الخاطئة نجد عدم تجانس في إنبات الحقل فيكون بعض المناطق في الحقل إنباتها جيد وطبيعي ويتدرج  في الإنبات إلى عدم وجود إنبات في مناطق أخرى مع العلم أن مصدر التقاوي واحد ويلازم ذلك وجود شواهد للممارسات الخاطئة في عملية الزراعة مثل التغريق أو طريقة زراعة خطأ، وهنا يسهل الحكم بأن المشكلة هي الممارسة الخاطئة في الزراعة وليست مشكلة تقاوي.

أما إذا كانت المشكلة في التقاوي فيكون عدم الإنبات ظاهرة عامة في الحقل مع عدم وجود شواهد للممارسات الخاطئة في عملية الزراعة وهذا نادرا جدا في تقاوي القمح ويقتصر على حالات نادرة خصوصا إذا كان مصدر التقاوي لدى المزارع ومكان التخزين به حشرات النمل التي تتغذى على الجنين وتترك بقايا الحبة كاملة.

وعموماً يجب ملاحظة أن عمق الزراعة من العوامل المهمة فيجب أن لا تكون الحبوب مكشوفة فوق سطح التربة فتكون عرضة للطيور وعدم الإنبات بسبب التحميص لأنها مكشوفة ولا تكون عميقة جدا فيصعب الإنبات ويقل التفريع وهناك علاقة بين عمق الزراعة والتفريع في القمح، حيث أنه كلما كان عمق الزراعة مناسب أدى إلي خروج البادرات أسرع على سطح الأرض وسرعة بدء عملية البناء الضوئي وبدء التفريع مبكراً ويكون خروج البادرات قويه من البذور التي وضعت قريبه من سطح التربة، والعمق المناسب هو 3-6سم فيجب أن يكون داخل نطاق ذلك المستوى.

وهناك كثير من الطرق التي يتبعها المزارع في الزراعة، وبعض هذه الطرق ناجحة وبعضها لها سلبيات ويترتب عليها مشاكل، ولكننا سوف نذكر هنا أكثر الطرق انتشاراً وانسبها لظروف الزراعة في مصر. وهناك طريقتين رئيسيتين لزراعة القمح وهي الزراعة الحراتى (التخضير) والزراعة العفير والتي يندرج تحتها العديد من الطرق، وأهم طرق الزراعة هي:

أولا طريقة الزراعة الحراتى:-

وهي زراعة التقاوي في أرض مستحرثة (رطبة) وقد يلجأ بعض الزراع إلى نقع البذور لمدة ساعة قبل النثر وفي هذه الحالة نقول وضع بذرة رطبة في أرض رطبة. وفي هذه الطريقة يتم حرث الأرض المستحرثة وجه أول ثم نثر التقاوي ثم تحرث وجه أخر خفيف حتى لا تكون البذرة على أعماق كبيرة مما يؤثر على الإنبات وبعد الحرث يتم التزحيف الجيد حتى نضمن غطاء جيد للبذور. وبصفة عامة لا ينصح باستعمال هذه الطريقة إلا في حالة الأرض الموبوءة بالحشائش ولا تستعمل في الأرض الملحية.

ثانيا الزراعة العفير:-

وهى الطريقة الأكثر انتشارا  والموصى بها بصفة عامة، وهي زراعة بذرة جافة في أرض جافة، على أن تكون الأرض مستوية وغير موبوءة بالحشائش، ويندرج تحتها العديد من الطرق وهي:-

1- الزراعة العفير باستعمال السطارة :-

وهى أفضل طرق الزراعة وتحتاج إلى مهد بذره ناعم ويجب معايرة  السطارة جيداً وضبط المسافات بين السطور وعمق الزراعة وهذه الطريقة تضمن توفير في كميات التقاوي، كما تضمن انتظام توزيع التقاوي في الحقل بالإضافة إلى أنها تعمل على سرعة الإنبات وتجانس التوزيع و الإنبات. ولكن هذه الطريقة غير منتشرة كثيراً نظراً لقلة آلات التسطير المتاحة لدى محطات الخدمة الآلية.

2- الزراعة العفير بدار :-

وهى الطريقة الأكثر استعمالاً في مصر وفيها يتم نثر التقاوي يدوياً بانتظام على الحقل بعد خدمة الأرض وقد يستعمل البعض النثارة في حالة المساحات الكبيرة، ويجب أن يتم تغطية البذور جيد بالتزحيف حتى نضمن نسبة إنبات جيدة ولا تتعرض البذور للتحميص وأكل الطيور وبعد التزحيف يتم تقسيم الأرض إلى أحواض لتسهيل عملية الري والصرف.

3-الزراعة العفير علي مصاطب:-

وهي من أفضل الطرق التي  يوصي بها وفيها يتم زراعة القمح علي مصاطب بعرض 120 سم حيث تؤدي إلى توفير مياه الري والتقاوي المستخدمة في الزراعة وتساعد على مقاومة القمح للرقاد وتحسين التهوية بين النباتات  ويؤدي ذلك إلى  زيادة في المحصول.

وقد تتم هذه الطريقة بإقامة المصاطب بعد الخدمة الجيدة ثم الزراعة نقر في جور على المصطبة بحيث لا يزيد عدد الحبوب في الجورة عن 3-5 حبوب . وقد تتم عن طريق الزراعة بالسطارة بعد الخدمة الجيدة ثم إقامة المصاطب بعرض 120سم وتقسيم الأرض.

كما يمكن أن تتم عن طريق البدار ثم تغطية الحبوب بالتزحيف ثم إقامة المصاطب بعرض 120سم وتقسيم الأرض. وهناك آلات تسطير مخصصة للزراعة بالتسطير على مصاطب بحيث تتم العملية في وقت واحد وهي الزراعة تسطير وإقامة المصاطب في نفس الوقت وبنفس الآلة، وهي أفضل الطرق للزراعة على مصاطب ويتم الآن  زيادة عدة هذا النوع من الآلات حتى تغطي أكبر مساحة  منزرعة للقمح على مستوي الدولة.

ويراعى أن يكون الري بصفة عامة لكل طرق الزراعة العفير على الحامي حيث أن حبوب القمح حساسة جدا للمياه كما يجب أن يتم الصرف الجيد للأرض بعد عملية الري مباشرة للتخلص من الماء الزائد.

التقاوي:-

يجب استخدام تقاوي ذات حيوية عالية حتى نضمن نسبة إنبات جيدة وأيضا تكون من مصادر معتمدة حتى تكون مطابقة للمواصفات القياسية للتقاوي. حيث يعتمد عدد النباتات للمحصول في وحده المساحة على معدل التقاوي وحيويتها ونسبة البادرات التي خرجت فوق سطح الأرض ونسبة ما ظل حياً.

ومع ذلك يمكن أن يختلف عدد النباتات اختلافاً كبيراً دون تأثر المحصول تأثيرا معنوياً في حالة القمح المروى بشرط عدم وجود مشاكل إنبات أو تغريق، ويرجع ذلك إلى القدرة  العالية لنباتات القمح على التفريع  وتعويض الكثافة المنخفضة. وعلية يعتبر أثر معدل التقاوي قليل على المحصول بالمقارنة بالعوامل الأخرى، وفى احد التجارب لم يتأثر المحصول كثيراً بتغير معدل التقاوي إلى 10 ضعف لان كل نبات في مساحة معدل التقاوي فيها منخفض قام بإنتاج عدد اكبر من الأفرع والسنابل.

التوصيات العامة لمعدل التقاوي وهي:50 كجم (4 كيلات) من التقاوي للفدان في حالة الزراعة بالسطارة و60 كجم (5 كيلات) للفدان في حالة الزراعة عفير بدار و70 كجم (6 كيلات) فى حالة الزراعة الحراتى أما في حالة الزراعة على مصاطب فيكون معدل التقاوي 35-45 كجم للفدان.

 

Back to top button