د فاطمة أحمد تكتب: أغذية مفيدة للكبد والتي تساعد في تنظيفه من السموم
>>أهمية الكبد كونه حائط صد في جسم الإنسان ضد السموم حيث يتخلص منها, كما أنه يعمل على تخزين الطاقة
رئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء
يعد الكبد من أكثر أعضاء الجسم نشاطا, كما يعد ثاني أعضائه من حيث تنوع المهام, فهو يقوم بدور كبير في تنظيم السكر في الدم, وتخليص الجسم من الإلتهاب, كما أنه المسؤول عن تنظيم الدهون, وتوزان بعض الهرمونات, ويلعب دورا مساعدا في عملية الهضم, وبسبب كل هذه الوظائف المتعددة له, قد يكون أكثر عرضة من غيره لتراكم السموم.
أصبحنا نعاني في هذا العصر من أمراض الكبد بسبب تغيرات حدثت في المجتمع. حيث تتميز الحياة العصرية بهجوم مستمر من السموم على جسم الإنسان، المواد الكيميائية التي مصدرها من الأطعمة المصنعة، التلوث البيئي وغير ذلك.
وتنظيف الكبد عن طريق تناول الأطعمة المختلفة التي تحسن أدائه كمنظف للسموم قد يمنع حدوث أمراض الكبد في المستقبل.
وترجع أهمية الكبد كونه حائط صد في جسم الإنسان ضد السموم حيث يتخلص منها, كما أنه يعمل على تخزين الطاقة, بجانب أنه يدخل بشكل فعال في عملية هضم الغذاء, هذا إلى جانب بعض المهام الأخرى المعني بها هذا الجهاز في أجسادنا.
ونحن حين نأكل فوق طاقتنا أو نأكل الكثير من المقليات أو نتعرض للملوثات البيئية, فإننا نعرض الكبد بذلك لأن يعمل فوق طاقته, ويصبح غير قادر على التخلص من السموم والدهون الزائدة بالجسم. وتوجد ثمة أغذية تعمل على تنشيط الكبد ليعمل بشكل طبيعي من أجل تحفيزه على طرد السموم من الجسم, لكن هذه الأطعمة لاتغني عن التخلص من العادات السيئة التي تنقص عمر الكبد.
يعانى مرضى الدهون على الكبد أو الكبد الدهنى من مشاكل صحية مرتبطة بالمرض وقد تزيد مع عدم إتباع نظام غذائى سليم على المدى الطويل وأهم نقطة فى النظام الغذائى لمرضى الكبد الدهنى هو الحرص على تناول أغذية تحتوى على الكربوهيدرات والبروتينات البسيطة والفيتامينات والخضروات عالية المحتوى من اﻷلياف الغذائية كما يجب التقليل من السكريات حيث يقوم الكبد بتحويل السكريات المكررة الزائدة عن الحاجة إلى مواد دهنية يمكن أن تتراكم بداخل خلايا الكبد, كما يجب تناول كمية كافية من الخضروات والفواكه الطازجة التى تساعد على حماية خلايا الكبد وأيضا لتسهيل عملية الهضم وفتح الشهية.
أثبتت العديد من الدراسات أن أفضل الوسائل الفعالة من أجل تطهير الكبد, هو تناول بعض الأطعمة ومكملات الغذاء الطبيعية, وتشمل هذه القائمة, المواد المضادة للأكسدة والأحماض الدهنية الأساسية والأحماض الأمينية الأساسية والإنزيمات. وتنصح أيضاً بتناول الأغذية التي تحتوي على فيتامين ك, والحمض الأمينى الأرجنين الذي يساعد الكبد على التخلص من الأمونيا, والسيلينيوم والميثيونين والمركبات الكبريتيتة.
هناك بعض اﻷغذية المفيدة للكبد والتي تساعد في تنظيف الكبد من السموم وأيضاً من بينها اﻷعشاب المفيدة للكبد ومنها الثوم، الليمون، الخضروات الورقية، الخضروات التى تتبع العائلة الصليبية ومنها البروكلى والقرنبيط والكرنب، البنجر، الجزر، الجريب فروت، الأفوكادو، التفاح وخل التفاح، الشاى اﻷخضر، العرقسوس، الكركم، الحبوب الكاملة، الزيوت العضوية ومنها زيت الزيتون وزيت الكتان.
الثوم:
لوحظ أن كمية صغيرة فقط من الثوم تكفي لتنشيط إنزيمات الكبد التي تساعد على طرد السموم من الجسم وتطهير الدم. يحتوي الثوم على نسبة كبيرة من مادة الأليسين وعنصر السيلينيوم, وهما من أهم المواد الطبيعية التي تعمل على تطهير الكبد, وتعمل كمساعد للكبد للقيام بوظائفه, لأنها تعمل على تنشيط أنزيماته وإخراج السموم منه. ويمكن تناول الثوم مع بعض من زيت الزيتون وعصير الليمون. كما يعمل الثوم أيضاً على التخلص من عنصر الزئبق السام من الجسم.
الليمون:
يمكن تناول الليمون بطريقة الأكل أو العصير من أجل تطهير الكبد, فهو يحتوي على نسبة عالية من فيتامين C ومضادات الأكسدة, الذي يساعد الجسم على تحليل المواد السامة وتحويلها إلى مواد تذوب في الماء. ولا يعمل الليمون على تطهير الكبد فحسب, بل تطهير الكلى, المرارة, الجهاز الهضمي والرئتين كذلك, يمكن تناول عصير نصف ليمونة على كوب من الماء الساخن في كل صباح لأجل هذه الغاية.
الخضروات الورقية:
هي حليف قوي للكبد. يمكن تناولها نيئة، مطبوخة أو كعصير, فهي تحتوي على الكلوروفيل النباتي الذي يعمل على إمتصاص السموم من مجرى الدم, كما توفر حماية جيدة ضد المعادن الثقيلة، المواد الكيميائية والمبيدات التي تصل إلى الجسم من الطعام أو الشراب الذي نستهلكه. وتتميز كل من السبانخ والجرجير بشكل خاص في تشجيع تدفق الصفراء التي تعمل على إزالة الفضلات الموجودة في الدم وتمنع بذلك وصولها إلى أعضاء الجسم المختلفة. كما أنها مصدر هام أيضا للألياف المفيدة في مختلف مجالات الصحة.
الخضروات التى تتبع العائلة الصليبية:
تناول الخضروات من العائلة الصليبية، مثل البروكلى والقرنبيط هام جدا لصحة الكبد، حيث يحويان مواد تزيد من كمية الجلاكوسينولات في الجسم، وهذه المواد تساعد الكبد في عملية إنتاج اﻹنزيمات الضرورية لعمله. وكذلك فإن أكل الكرنب يساعد على تنشيط اﻹنزيمات في الكبد التي لها دورا حاسما في طرد السموم من الجسم.
البنجر:
يحتوي البنجر على مادة كيميائية تسمى البيتين والتي تحفز خلايا الكبد, وتحمي القنوات الصفراوية فيه, كما تلعب دورا هاما في هضم الطعام, بالإضافة إلى غنى البنجر بالفيتامينات و المعادن, وقد يساعد أيضا في تطهير الكلى والمرارة, كما يساعد في تحقيق اﻹستقرار في مستويات السكر في الدم.
الجزر:
يعد الجزر من قائمة الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من البيتا كاروتين المسؤول عن تنظيم السكر في الدم والتخلص من إلتهابات الجسم, فهو مصدر جيد للطاقة, ويمكن دمجه بسهولة مع الأنظمة الغذائية, من أجل تطهير الكبد.
الجريب فروت:
يحتوي الجريب فروت على نسبة كبيرة من المواد المضادة للأكسدة وخاصة فيتامين C, وهو مطهر طبيعي للكبد والتي تساعد على عملية تنظيف السموم الطبيعية في الكبد, وعصير الجريب فروت الطازج يساهم في زيادة إنتاج إنزيمات طرد السموم من الكبد وغيرها من السموم.
اﻷفوكادو:
يساعد الأفوكادو الجسم على إنتاج مادة الجلوتاثيون، الضرورية لنشاط الكبد في عملية تنظيف الجسم من السموم. وتشير الدراسات العلمية التي أجريت إلى تحسن في وظائف الكبد لدى أولئك الذين يأكلون اﻷفوكادو بشكل منتظم.
التفاح وخل التفاح:
يوجد في التفاح مستويات عالية من مادة البكتين، وهو مركب كيميائي ضروري للجسم لتنقية وتنظيف الكبد من السموم. وبذلك فإنه يساعد الكبد في عمله. يعتبر خل التفاح من أفضل العلاجات لمرضى الكبد الدهنى كما إنه يساعد على التخلص من الدهون المتراكمة حول الكبد ويشجع على فقدان الوزن وعلى ذلك فهو يشجع عمل الكبد السليم ويقلل من إلتهاب الكبد. ويمكن إضافة ملعقة كبيرة من خل التفاح إلى كوب من الماء الدافىء ويشرب مرتين يوميا قبل الوجبات لعدة أشهر بعد إستشارة الطبيب.
الشاى الأخضر:
يحتوي الشاي الأخضر على واحدة من أقوى مضادات الأكسدة العالية الكثافة وهو مادة الكاتشينز, وهو أحد المكونات التي تعمل على تحسين وظائف الكبد بشكل عام والتي تساعد في تحلل السموم في الكبد ويقلل من وزن الجسم ونسبة الدهون. وتشير أكثر من 500 ورقة بحثية علمية إلى دور الشاي الأخضر في تعزيز وظائف الكبد.
فهو يقدم فائدتين للكبد, أولهما أنه يعمل على حماية خلايا الكبد, كما أنه يعمل في الوقت ذاته على تقوية جهاز المناعة. وأفادت أحدى الدراسات العلمية أن الشاى الأخضر قد يعمل على وقاية الكبد من نمو الخلايا السرطانية. أيضاً مادة الكافيين التى تتواجد بالشاي الأخضر تعمل على إزالة السموم من الكبد, حيث يعتبر أفضل المنتجات المحتوية على الكافيين مقارنة بالقهوة أوالمشروبات الغازية الأخرى التي يرتبط إستهلاكها بالمواد السكرية والألبان التي تعمل على خفض أداء الكبد.
الكركم:
كما يمكن علاج الكبد باﻷعشاب ويعد الكركم من اﻷعشاب المفيدة للكبد وهو التابل المفضل للكبد, قد يكون جيداً إذا أضفته إلى الشوربة أو طبق السلطة, ويعمل الكركم على تعزيز تخلص الكبد من السموم, عن طريق مساعدة الإنزيمات التي تعمل على طرد المواد المسرطنة .ويمكن مزج ربع ملعقة من مسحوق الكركم فى كوب من الماء ويغلى ويشرب مرتين يوميا لمدة أسبوعين أو نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم تذاب فى كوب من الحليب الدافىء ويشرب منه مرة واحدة يوميا.
العرقسوس:
يمنع العرقسوس تلف الكبد حيث يمكن إضافة نصف ملعقة صغيرة من جذوره إلى كوب من الماء الساخن وإضافة قليل من العسل وشرب هذا الشاى مرتين فى اليوم.
الحبوب الكاملة:
مثل اﻷرز البني، فهى غنية بفيتامين B وتحسن التمثيل الغذائي الكامل للدهون في الجسم وتساعد الكبد. لذا من الأفضل تجنب اﻷطعمة التي تعتمد باﻷساس على الطحين اﻷبيض والإكثار من البدائل المكونة من الحبوب الكاملة.
الزيوت العضوية:
مثل زيت بذور الكتان وباﻷخص زيت الزيتون فلهما القدرة على إمتصاص السموم الضارة من الجسم، ولكن يجب إستهلاكها باﻹعتدال. حيث تعمل على توفير قاعدة دهنية تعمل على إمتصاص السموم الضارة بالجسم.
إن تناول اﻷطعمة والأعشاب المذكورة أعلاه هي وسيلة رائعة للحفاظ على الكبد السليم. وينصح أيضا مرضى السمنة والمصابون بالكبد الدهنى بإتباع نظام غذائى متدرج وليس صادم للجسم ذو أصل نباتى، كما يجب البعد عن التدخين وممارسة الرياضة يوميا وشرب كمية كافية من الماء (حوالى 3 لتر يوميا) خصوصا أيام فصل الصيف وذلك ﻷن الماء هام ﻹزالة السموم وتطهير الكبد والجسم وتقليل الوجبات السريعة وعدم تناول أى طعام أو مأكولات تحتوى على مواد صناعية ﻷنها ضارة بالكبد والجسم. وتناول اﻷطعمة الغنية باﻷحماض الدهنية أوميجا 3 مثل اﻷسماك وزيت السمك.
وتجنب اﻷطعمة الغنية بالتوابل والمقلية واللحوم الدهنية مع ممارسة الرياضة البدنية المنتظمة ومحاربة السمنة.