الأخبارالانتاجالصحة و البيئةحوارات و مقالاتمصر

د سناء الصاوي تكتب: الملوثات الخفية وعلاقتها بصحة الإنسان (خارطة طريق للغذاء الآمن)

>> كثرة تناول أطعمة تحتوي على ملوثات بصفة دورية ومستمرة يؤدى إلى تراكم هذه المركبات فى خلايا الجسم وتسببها في الأورام

نظرا للجهود الحثيثة من الدولة لمحاولة الاهتمام وتحسين والنهوض بالصحة العامة للمواطن المصرى فنحن نرى من واجبنا نشر الوعى لتجنب اى سلوك غذائى خاطئ قد يكون هو المسبب لكثير من الأمراض التى تظهر كل يوم و تزداد و لا نعرف مصدرها.

ولذلك سبق وألقينا الضوء على بعض الملوثات التى تعد أحد العوامل المؤثرة على صحة الإنسان و التى لا تستخدم لمكافحة أى آفة ولكن يستخدمها الإنسان بغرض الكسب السريع دون النظر للصحة العامة. فعند حدوث أى ظاهرة مرضية  فى المجتمع تشير كل أصابع الإتهام نحو إستخدام المبيدات وبعد إجراء التحاليل اللازمة قد نصل فى أغلب الأحيان أن  إستخدام المبيدات ليس هو السبب فى ذلك و إن كان  الإستخدام السيئ المتتالى للمبيدات أحد الأسباب لظهور الأمراض المزمنة.

ولكن مع التقدم العلمى ظهرت بعض الملوثات الخفية التى ليس لها الشهرة الواسعة والتى تسبب عند تراكمها الأمراض الغريبة و المزمنة و التى انتشرت على نطاق واسع فى الكثير من البيوت المصرية و سوف نستعرض بعض الأمثلة على هذه الملوثات:

الاكريلاميد:

هى مادة تتكون نتيجة لتعرض الأغذية التى تحتوى على نسبة عالية من الكربوهيدرات و الأحماض الأمينية و الموجودة بشكل طبيعى فيها لدرجة حرارة عالية  و لمدة طويلة أثناء الطهى وخصوصا عمليتى القلى و التحمير و الخبيز فى حين وجد أن أن عمليتى السلق و التسوية على البخار لا تتسبب فى تكوين الأكريلاميد.

وقد وجد أن هذه المادة ممكن أن تنتج صناعيا للإستخدام فى صناعة البلاستيك و مستحضرات التجميل. كما وجدهذا المركب أيضا فى دخان السجائر.

ومع أن هذه المادة غالبا ما تكون فى الأغذية المطبوخة إلا انه تم إكتشافها فقط سنة 2002وأثبتت الدراسات التى أجريت على حيوانات التجارب خطورة الأكريلاميد على الصحة فقد أصيبت هذه الحيوانات بالسرطان عند تناولها الغذاءالمحتوى على نسب عالية من الأكريلاميد لمدة طويلة.

و قد أقرت منظمة الغذاء و الزراعة مع منظمة الصحة العالمية (JCFA)فى سنة 2010 إعتبار الأكريلاميد من المواد الخطرة على صحة الإنسان و أقترحت إجراء دراسات أخرى مطولة على خطوره هذا المركب.

و هنا تأتى العديد من الأسئلة التى سوف يطرحها أى شخص هل معنى ذلك اننا لا نستطيع أن نأكل أى من المأكولات خصوصا مع انتشار الطعام المجهز فى المطاعم و الذى يتميز طعمه فى كثير من الأحيان عن الطعام المعد فى المنزل و الذى يعتمد فى المقام الأول على التحمير و القلى .

بالطبع لا و لكن لابد من الأخذ فى الإعتبار أن كثرة تناول أى طعام يحتوى على مثل هذه الملوثات بصفة دورية و مستمرة وعدم إعطاء الجسم الفرصة للتخلص منها يؤدى فى النهاية إلى تراكم مثل هذه المركبات فى خلايا الجسم و حدوث خلل فيها مما يدفع الخلايا للتكاثر العشوائى ووجود الأورام السرطانية.

و لذلك ينصح دائما محاولة تغيير السلوك الغذائى بإستبدال هذه الأغذية أو محاولة التقليل منها و تناول الغذاء المدعم بالخضراوات والفاكهة و الحبوب الكاملة و الألبان عديمة أو قليلة الدسم و إستخدام السلق و التسوية على البخار بدلا من التحمير و القلى فى إعداد الطعام.

كما سبق يتضح أن هناك العديد من الملوثات الخفية و لكن ما سبق هو مجرد مثال وسوف يتم مناقشة أمثلة أخرى فى مقالات متتالية حتى يتثنى لنا محاولة نشر الوعى و أن يستفيد منها الكثير وذلك على أمل التقدم بالصحة العامة وأن نستطيع جميعا أن نحل المشاكل الصحية من جذورها حتى لاتتفاقم وتؤدى إلى عواقب يصعب التغلب عليها.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى