د حميل زيدان يكتب: الإسلام دين للتعايش والتسامح والسلام
الإسلام هو دين للتعايش والتسامح والسلام ، فهو دين الحرية والمساواة و من شروط الاسلام الاعتقاد بجميع الرسل و الكتب السماوية لان الدين عند الله الاسلام قال الله تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ»
وقد بعث النبى محمد صلى الله عليه وسلم بالحنفية السمحة التى تعتني بالاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق والحريات الأساسية للآخرين؛ وحُسن المعاشرة، ولطف المعاملة، ورعاية الجوار، بروح الإنسانية والبر والرحمة والإحسان، وكلها من متطلبات الحياة اليومية للفرد والمجتمع، ويحس القرآن المسلمين على البر والإقساط إلى غيرهم من اصحاب المعتقدات الاخرى الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين كما قال الله تعالى :«لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ».
كما يحس الاسلام المسلمين مخاطبة غيرهم بأدب المجادلة مع المخالفين: «وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ». وتتجلى هذه السماحة كذلك في معاملة الرسول، صلى الله عليه وسلم، لأهل الكتاب؛ يهودًا و غيرهم من اهل المعتقدات الاخرى، فقد كان يزورهم ويكرمهم، ويحسن إليهم، ويعود مرضاهم، ويأخذ منهم ويعطيهم. وعندما قدم وفد من مسيحى نجران باليمن على الرسول، صلى الله عليه وسلم، في المدينة، ودخلوا عليه مسجده بعد العصر، فكان وقت صلاتهم، فقاموا يصلون في مسجده، فأراد الناس منعهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوهم فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم وهذا يدل على السماحة وعدم انكار معتقدات غير المسلمين.
وقد تصدق النبى صلى الله عليه وسلم بصدقة على أهل بيت من اليهود، فهي تُجْزى عليهم. ، ولقدعاد النبى يهوديًّا، وقَبِل الهدايا من غير المسلمين، واستعان في سلمه وحربه بغير المسلمين, ومرت يوما عليه جنازة فقام لها واقفًا، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال عليه الصلاة والسلام: أليست نفسًا؟ وقد كفل الإسلام الحريةَ للذميين، وأمر المسلمين أن يتركوهم بحريتهم فى كل معتقداتهم وألا ينتقصوا منها شئ وقد قال الله تعالى: ﴿ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ وحتى المجادلة وضع الله ضوابط لها ونهى عن العنف اللفظى واشترط فيها أحسن القول والفعل ، كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ وكان المسلمون يعاملون غيرَهم ممن يخالفونهم في الدين أحسنَ معاملة، ويعطفون عليهم، ويحسنون إليهم، ويعدلون في الحكم عليهم. وقد أباح الإسلام للمسلمين طعام أهل الكتاب وأحلَّ لهم ذبائحهم؛ قال الله عز وجل -: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ﴾ والدين يسر واعتقاد بالحرية لا بالقهر والقوة فقال الله سبحانه ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ ويدل هذا على ان الانسان مخيرا فيما يعتقد فقال الله سبحانه ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ .
فالله سبحانه وتعالى أنكر إكراه الناس حتى يكونوا مؤمنين؛ فالدعوة إلى الإسلام طريقُها الحجةُ والإقناع، لكنه حس على دفع اساءة غير المسلمين للمسلمين حتى يتقيدوا باداب المجتمع العامة بحيث لا ينشروا الفساد والمجون بالمجتمعات ولا يترك الاخرين ليسعوا فسادا وافسادا لافراد المجتمع كما يفعل بعض اتباع المعتقدات الاخرى الذين يريدون فرض الانحلال فى المجتمعات المسلمة باغراض خبيثة ووسائل دنيئة كعمل حفلات ماجنة او رحلات مشبوهة او حتى مسابقات ومهرجانات تخرج المجتمع وافرادة الى دائرة الانحلال الاخلاقى هكذا يطل الغرب علينا بمتطرفية يوما بعد يوم فالدول الاوربية التى كانت تتغى بالحرية والحضارة اصبحت ترزح تحت سيطرة المتطرفين الذين محوا شرف بلادهم وجعلوا من نسائها وشرفها ونقائها سلعة و بضاعة تباع وتشترى ويرديون فرض هذا على غيرهم من اصحاب العقائد الاخرى بدعوا الحرية .
و تتجلى سماحة الاسلام في معاملة الصحابة والتابعين لغير المسلمين، فقد امرعمر بصرف معاش دائم ليهودي واسرتة من بيت مال المسلمين كما قال الله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ» سواء من المسلمين او أهل الكتاب.
وقد أغتال رجل متطرف من أهل الذمة وهو أبي لؤلؤة المجوسي خليفة المسلمين عمر وعلى الرغم من هذا لم يمنعه ذلك أن يوصي الخليفة من بعده بأهل الذمة خيرا وايضا اوصى عبد الله بن عمر غلامه أن يعطي جاره اليهودي من الأضحية، وكرر الوصية مرة بعد مرة، حتى دهش الغلام، وسأله عن سر هذه العناية بجار يهودي؟ فقال إن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.
وتجلت عظمة السماحة فى الاسلام يوم فتح مكة لم ترى الدينا كلها ملك او قائد او حتى زعيم قبيلة يفتح ويملك بلد اخر قيقول لاهل هذا البلد اذهبوا فأنتم الطلقاء كما فعل النبى صل الله عليه وسلم بالرغم من أنهم طردوه وآذوه واتهموه باتهامات باطلة وضيقوا علية وعلى أتباعه ومناصريه،
ومن كل ذلك يتضح لنا ان التسامح وتطبيقه ليس صعبا، فيعامل الناس كلهم كأمة واحدة متساوين فى الحقوق وعليهم نفس الواجبات كما قال عمر رضى الله عنة واعلم ان البشر كلهم اما اخو لك او نظير لك فى الانسانية ، وهذا يدل على التسامح وحسن المعاملة؛ فان غضبت من شخص فلا تهدر طاقتك في الغضب والضيق والحزن، وإنما الأفضل أن نتسامح، فأرسل لمن يضايقك باقة جميلة من طاقة التسامح الايجابية، ، فالحياة نعمة من نعم الله التى لا تحصى علينا، ولن يكون لها إعادة فى الدينا، واعلم أنها حياة واحدة فكل لحظة في حياتك مهمة لا تستحق ان نهدرها فى الحقد والغل وعدم التسماح لانك مكلف بخلافة الله فى هذة الارض وتعميرها فالمثل الأسمى في الإسلام أن تُحسن إلى من أساء إليك، وتعفو عمن ظلمك فمن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ .
دمتم على الخير والتسامح والمحجة البيضاء