تحليل إخباري…كيف ساهمت «الكلاب» في سقوط «ترامب»
>>مشهد الكلاب في حديقة البيت الأبيض تشكل الحالة النفسية للرئيس الأمريكي
قليلون يركنون إلي أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته لعدد من الملفات الداخلية والخارجية بدءا من الملف النووي الإيراني واتفاقية المناخ وصولا لإدارته لأزمة انتشار فيروس كورونا وراء هزيمته المدوية أمام منافسه بايدن، بينما هناك وجهات نظر لمحللين أمريكيين يرون أن ثمة ملف آخر وراء هذه الهزيمة المدوية لا يفطن إليه كثيرون وهو علاقته مع الكلاب الأليفة ورفضه اقتناء كلب خلال توليه رئاسة الولايات المتحدة.
ووفقا للمحللين فإن الكلاب تعتبر من أكثر الحيوانات التي أحبها الرؤساء الأمريكيون على اختلاف توجهاتهم، وهو ما جعل 30 رئيسا أمريكيا من بين 44 يمتلكون على الأقل كلبا واحدا في البيت الأبيض، وتشكل هذه الكلاب صورة نمطية للرئيس الأمريكي تجاه شعبه بانه يعشق الحيوانات الأليفة ومنها الكلاب وهذه الشريحة الأكثر تأثيرا في توجهات الرأي العام الأمريكي وقد تكون كفة أي رئيس في فوزه بسباق الرئاسة الأمريكية.
الحديث عن هذا الملف لا يشكل تسطيحا لأحد مفردات السياسة الأمريكية أو الأوروبية تجاه الحيوانات، وربما كانت تصريحات ترامب علي مدار فترة رئاسته وراء خسارة شريحة كبيرة من الأمريكيين تشكل ترجيحا لكفة مهتزة للرئيس الأمريكية دونالد ترامب، وهو ما استغله معارضو «ترامب» في أحيان كثيرة خلال الحملات المضادة للرئيس الأمريكي ومنها «نقص اهتمامه بالكلاب»، حتى إنهم صنعوا قمصاناً تم توزيع الالاف منها مكتوب عليها عبارة «هو لا يملك حتى كلباً»، في تلميح إلى ما يرونه نقصاً في العاطفة لديه قد تنعكس في علاقته مع شعبه وإدارة ملفات اجتماعية لفئات أكثر اهتماما بالرفق بالحيوان من اهتمامهم بالشئون السياسية ويؤثرون في التصويت الانتخابي في حالة المساس بهذه القيم الأمريكية المتعلقة بمبادئ الرفق بالحيوان.
ويعد «ترامب» هو الرئيس الأوحد في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الذي يرفض تربية الحيوانات، لدرجة أن العاملين بالبيت الأبيض طالبوه مرارا وتكرارا بتربية الحيوانات كي لا يخرج عن التقاليد المألوفة للرؤساء السابقين وأن من محاسن الرؤساء الأمريكيين اصطحاب الكلاب داخل حديقة البيت الأبيض تكريما لمكانتهم لدي الشعب الأمريكي وهو ما رفضه أيضا «ترامب»، وذلك عكس سلفه الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما الذي كان يردد قائلا : «علينا أن نعامل الكلاب مثل البشر لأنهم أوفياء».
ومن المفارقة عودة سياسة الرئيس الأمريكي الجديد لإصلاح سياسات «ترامب» تجاه الكلاب حيث أن خلفه الديموقراطي «جو بايدن» سيقيم مع كلبين الأول يحمل اسم «تشامب»، وهو يعيش مع عائلة «بايدن» منذ 2008، والكلب الثاني يدعى «مايجر» وتبنته عائلة «بايدن» عام 2018 داخل ملجأ للحيوانات، وسيكون الكلب «مايجر» هو أول كلب إنقاذ في البيت الأبيض.
عودة لعلاقة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب وهي مجموعة تسريبات حول علاقة «ترامب» بالكلاب تكشف عن وجهة نظر مضادة لشريحة كبيرة من الأمريكيين من عشاق تربية وإقتناء الكلاب، ومنها ما كتبته هناك أدلة على أن ترامب لا يحب الكلاب كثيراً، ربما بسبب وسواسه القهري من الكلاب. وكتبت زوجته السابقة، إيفانا ترامب، في مذكراتها في عام 2017 بعنوان «تربية ترامب» واصفة شخصيته بـ «لم يكن دونالد من المعجبين بالكلاب»، كما أن ترامب دائماً ما يصف من يعتبرهم خصومه بالكلاب، ويتهمهم بسلوك ليس في الأصل من طبيعة الكلاب.
ترسخت لدي «ترامب» كراهية كبيرة للكلاب دفعته لعدم اقتناءه كلابا مثل أسلافه من الرؤساء الأمريكيين، وكان يصف خصومه السياسيين بأنهم مثل «الكلاب» كما أنه كان يصف المطرودين من المتقاعدين والعاملين بعدد من الشركات الكبرى بأنه «جميعهم تم طردهم من الخدمة كالكلاب».
وعلي النقيض من ذلك فإن الأمريكيين يرون ان الكلاب هم “حراس حرية أمريكا”، وأن هذه الكلاب لا تقل وطنية عن أي شخص آخر خدم في الجيش الأمريكي، وهو ما دفع الجيش الأمريكي لإفتتاح أول نصب تذكاري للكلاب في الولايات المتحدة تقديرا منه لتضحياتهم والتي تمثل عددا من المشاهد في التاريخ الأمريكي حيث ساعد كلب يسمى «ستوبي» في اكتشاف غاز سام خلال الحرب العالمية الاولي وجرى ترقيته إلى سارجنت ومنحه الجنرال جون بيرشينج وسام الشجاعة وأصبح تميمة لجامعة جورج تاون في واشنطن، واستخدمت الكلاب في الحراسة والاستطلاع واقتفاء الأثر أثناء الحرب العالمية الثانية وفي كوريا وفيتنام وفي العراق وأفغانستان حيث قامت كلاب بالكشف عن عبوات ناسفة بدائية الصنع ومتفجرات مزروعة على جانب الطريق.
هذه المشاهد تتناقض مع شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وانعكست على تعامله مع مختلف الملفات وكانت أحد الأسلحة التي ارتدت إليه خلال تعاطيه مع الشعب الأمريكي فكانت أحد أدوات هزيمته أمام منافسه الديمقراطي «جو بايدن» في انتخابات الرئاسة الأمريكية وستغير مستقبل الحزب الجمهوري خلال السنوات القادمة.