الأخبارحوارات و مقالات

د إسماعيل عبدالجليل يكتب: “أحمد نظيف” وراء مخطط هدم المركز البحثية؟

حرمنا اوائل الخريجين من الفرص الشرعيه المستحقه لهم بدعوى الاصلاح الادارى الحكومى

لا خير فى امه لا تستفيد من اخطاءها ..عبور ونصر اكتوبر 73 سبقه انسحاب وهزيمه فى 67 درسنا كل اسبابها بمصارحه وشفافيه اثمرت نصرا عظيما بروح اطلقنا عليها “روح اكتوبر “التى يمكن ايجاز مفرداتها فى معادله حسابيه بسيطه وهى : أداره علميه +اراده سياسيه = نجاحا ابديا مستداما مستنيرا عظيما بكل مفردات قاموس اللغه العربيه الحافل بصفات الثناء والمدح…

هذا هو دافعى الاول فى تناول قضيه مايسمى بتطوير هياكل المراكز البحثيه التابعه لوزاره الزراعه وهو تفادى اخطاء فاشله قاتله عاصرتها فى مطبخ الحكومه اثناء رئاستى لمركز بحوث الصحراء والتى انتهت بنا الى التدهور الحالى !! اننى اكتب ” ناصحا ” لا ” معارضا ” … ايجابيا” لا “سلبيا ” وتاريخى شاهد .
من الاخطاء القاتله الفاشله التى سوف ندفع ثمنها الباهظ سنوات طويله هو ” القرار السرى ” لحكومه د. احمد نظيف وماقبلها وقف تعيين الكوادر الشابه المتفوقه الطموحه بالمراكز البحثيه والجامعات بدعوى خفض حجم الجهاز الحكومى !! دون اى تمييز بين الاحتياجات الفعليه للدوله للوظائف العامه والعلميه !!

حرمنا اوائل الخريجين من الفرص الشرعيه المستحقه لهم بدعوى الاصلاح الادارى الحكومى الذى لم يفرق بين ” باشكاتب ” “وباحث ” !!.
اكتويت سنوات بهموم شباب الباحثين المتفوقين اليوميه وهم يعانون اذلال الحكومه لهم بعقود عمل مؤقته بمكافاه شهريه لا تتجاوز مائه جنيها يتقاضونها فى منتصف الشهر التالى بعد استكمال توقيعات مواظبتهم فى ” سراكى ” مهينه ولا يحق لأحد منهم المطالبه بختم الحكومه على اى مستند يمنحه صفه شرعيه بوظيفته المؤقته ولو كان استماره لأستخراج اشتراك مترو الانفاق !! لا يحق لهم الحصول على مصروفات الدراسات العليا بالجامعات التى تتجاوز قيمتها رواتبهم الشهريه فى عام !!!

اجتهدت بصلاحياتى قدر استطاعتى فى مداوه جراج هذا الشباب الطموح من انكار الوطن لتفوقهم ونبوغهم وكنت فخورا بأصرارهم تحقيق احلامهم وطموحاتهم بأعمال اضافيه ليليه لسداد المصروفات الدراسيه واعباءهم الحياتيه..

أرتضى الكثير منهم العمل فى المخابز وعيادات الاطباء وغيرها من الاعمال الهامشيه التى صنعت لهم قصصا وخبرات تستحق منى صياغتها يوما فى كتاب عنهم وقد صاروا اساتذه مرموقين بعد استكمال دراساتهم العليا فى المانيا واستراليا وامريكا وغيرها من جامعات العالم التى احترمت اجتهادهم وتفوقهم .
كنت اذهب بهموم هؤلاء الشباب الى الفاضل المحترم د. صفوت النحاس رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والاداره آنذاك بعد مطالعتى الاسبوعيه لتصريحاته الصحفيه عن طرح الحكومه لفرص عمل هائله مما كان يدفعنى لزيارته بمكتبه حيث يصارحنى بالحقائق الصادمه ويطلعنى بدافع الود والمحبه والثقه بيننا على مستندات يتصدرها ” سرى للغايه ” وهو مايمنعنى من كتابه محتواها!!.

انتهت عشوائيه الاصلاح الادارى بالهرم المقلوب الحالى لكوادر المراكز البحثيه والجامعات التى اصابها شيخوخه لا يمكن انكارها بمطالعه نسبه الكوادر الشابه الى اعداد الاساتذه المتفرغين وغيرهم مما احدث فجوه هائله فى تواصل الخبرات وتراجعا خطيرا فى رصيد كوادرنا العلميه التى يستغرق تأهيل الكادر الواحد منها عشر سنوات على الاقل وهو مايعنى ان القائمين على مايسمى “بالأصلاح الادارى ” فى مصر سابقا قد حرموا الوطن من عقول بشريه يستغرق استعواضها قرنا على الاقل !!!.
واليوم يعود الينا نفس الجهاز الذى حرمنا من “عقول بشريه ” ليستكمل المهمه بعشوائيه اخرى تحت مسمى ” تحديث مراكز البحوث ” فما هى ” الاهداف الخفيه” لتلك الافعال ؟؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى