د خالد ياسين يكتب: ماهي مفاهيم مزارعي الموالح عن الاستخدام الامثل للمبيدات؟
>>تعميم برامج التدريب على «المطبقيين» وربط «الإتحادات» مع متخذي القرار لتفعيل منظومة المبيدات
رئيس قسم سمية المبيدات-المعمل المركزي للمبيدات-مركز البحوث الزراعية
تعتبر الموالح والمعروفة أيضًا باسم (الفواكه الحامضة) واحدة من محاصيل الفاكهة الرئيسية في العالم مع توفر شعبية عالمية تساهم في الوجبات الغذائية البشرية.
وتعد مصر من أكبر الدول المنتجة للموالح حيث وصل الإنتاج إلى 4 ملايين و675 ألف طن لعام 2018 وقد وصل إجمالي تصدير الموالح في عام 2019 إلى مليون و800 ألف طن.
يوجد العديد من الآفات الحشرية التى تهاجم الموالح وتتسبب في أن تكون الفاكهة غير صالحة للأكل، وتحديد هذه الآفات هو الخطوة الأولى لإنتاج ثمار صحية ولذيذة، وقد وجد أن أشجار الموالح تتأثر بالعديد من الآفات ومسببات الأمراض والحشرات والعث التي تصيب الأوراق واللحاء والثمار والزهور وفروع الحمضيات.
وتعتبر مكافحة الآفات من أهم العناصر المؤثرة فى عملية الإنتاج الزراعى وذلك لأنها تساعد فى حماية إنتاجية المحاصيل وبالتالى تحقيق عائد مجزى للمزارع (لجنة مبيدات الأفات الزراعية 2017).
تدمر الآفات ما يزيد عن ثلث إنتاج العالم من المحاصيل الزراعية. يوجد فى العالم حوالى 70 ألف نوع من الآفات التى تضر المحاصيل الزراعية منها 9 آلاف نوع من الحشرات والأكاروسات و50 ألف مسبب مرضى للنباتات و8 آلاف نوع من الحشائش، يقدر قيمة الفقد فى الإنتاج الزراعى العالمى نتيجة الإصابة بالآفات حوالى 400 مليار دولار سنوياً ( وفقا لتصريحات منشورة للدكتور محمد عبد المجيد في عام 2013).
وقد ساهمت المبيدات بشكل كبير في تحقيق غلة أعلى للمحاصيل في البلدان المتقدمة والنامية (Quansah, 2019) . وبالتالى نجد أنه من الضرورى إستخدام المبيدات الكيميائية بأسلوب علمى سليم لإرتفاع تكلفة إنتاجها وفائدتها فى تحقيق النهضة الزراعية.
والتعرف على معارف المزارعين بشأن مبيدات الآفات وممارسات السلامة أمر مهم لتوفير معلومات قيمة تهدف إلى منع أو تقليل المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بالمبيدات.
في دراسة بواسطة بعض علماء مركز البحوث الزراعية بالتعاون مع لجنة مبيدات الآفات الزراعية تم إختيار منطقة النوبارية حيث أنها تتصدر المركز الأول من حيث مساحة وإنتاج الموالح، وبالتحديد منطقة البستان بإعتبارها من أهم وأقدم المناطق التى تم إستصلاحها، وهى من المناطق التى يتركز بها زراعة الموالح.
وقد وجد أن الموالح فى منطقة البستان فى المركز الأول من حيث المساحة حيث بلغت 15425,25 فدان وتمثل 66,2% من إجمالى المساحة المنزرعة’ فقد أجريت هذا الدراسة على 260 مبحوث لتحقيق الأهداف:
1) التعرف على مستوى معرفة زراع الموالح بالتوصيات الخاصة بتقليل الأثار الضارة للمبيدات.
2) التعرف على مستوى تنفيذ زراع الموالح للتوصيات الخاصة بتقليل الأثار الضارة للمبيدات .
3) تحديد العلاقة بين درجة معرفة زراع الموالح بالتوصيات الخاصة بتقليل أثر المبيدات الصحى والبيئى والمتغيرات المستقلة المدروسة وهى سن المبحوث، درجة تعليم المبحوث، عدد أفراد الأسرة، العمالة الأسرية، وإجمالى المساحة المزرعية، درجة التفرغ للعمل الزراعى،الخبره الزراعية، خبرة المبحوث فى تطبيق المبيدات، حجم المساحة الارضية، حجم الإنتاجية، الغرض من الزراعة، معرفة المبحوث بالآفات التى تصيب الموالح، درجة الرضا عن العائد الإقتصادى، عدد الدورات الزراعية، عدد الدورات فى تطبيق المبيدات، المشاركة الإجتماعية الرسمية، درجة تنوع الأنشطة الزراعية، التعرض لمصادر المعلومات.
تبين وجود علاقة معنوية عند المستوى الإحتمالى 0,01بين درجة تنفيذ الزراع المبحوثين للتوصيات الخاصة بتقليل الأثر الضار الصحى والبيئى للمبيدات وكلا من سن المبحوث ودرجة تعليم المبحوث ودرجة الخبرة المزرعية، ودرجة خبرة المبحوث فى تطبيق المبيدات، والمساحة المزرعية، ومتوسط إنتاجية الموالح، والغرض من زراعة الموالح،الدورات الإرشادية الزراعية، والدورات الإرشادية فى تطبيق المبيدات، ودرجة المشاركة الإجتماعية الرسمية، والتعرض لمصادر المعلومات.
ووجد ايضا ان نسبة المزارعين الذين يقرأون التعليمات التى على عبوات المبيدات (85,2%). ومعرفة الزراع للتوصيات الخاصة بالإحتياطات الواجب مراعاتها عند تحضير محلول الرش تراوحت مابين43,4% إلى 85% وبالنسبة لمعرفة المبحوثين للإحتياطات التى يجب مراعاتها عند التخلص من عبوات المبيدات الفارغة فقد تراوحت مابين 94,1%، 11,7%، حيث التخلص من العبوات الصغيرة بالحرق إذا كانت قابلة لذلك والعبوات الكبيرة التى لايمكن حرقها يمكن إرجاعها إلى البائع بعد ثقبها وتخفيض حجمها.
علي الجانب الاخر فان67,2% من المبحوثين خبرتهم الزراعية متوسطة و74,6% من المبحوثين خبرتهم فى تطبيق المبيدات متوسطة و77,3% من المبحوثين متوسط إنتاجيتهم من الموالح من 8-16 طن للفدان، 44,5% من المبحوثين الغرض من زراعتهم للموالح للإستهلاك المحلى، بينما 14,9% منهم كان الغرض من الزراعة التصدير، وتبين أن 63.7 % من المبحوثين معارفهم بالافات التى تصيب الموالح متوسطة، 55.9% لم يتلقو أى دورات تدريبية زراعية، 71.1% لم يتلقو أى دورات فى إستخدام المبيدات.
من هذا المنطلق فان لجنة مبيدات الآفات الزراعية تقوم بتنفيذ برامج تدرييبية لمطبقي المبيدات في كل محافظات مصر للوصول الى السبل المثلى للادارة الرشيدة والمسئولة عن تطبيق المبيدات وزيادة الوعي البيئي والدعم الفني للمطبقين بداية من 2017 وحتى الآن.
وتعتبر برامج تدريب وتاهيل مطبقي المبيدات من البرامج الوطنية والقومية المتميزة والتي تهدف لزفع كفاءة مطبقي المبيدات في مصر. وهى استراتيجية موضوعة بتوجيهات معالى وزير الزراعة واستصلاح الاراضي وتنقيذا لرؤية فخامة السيد رئيس الجمهورية للتنمية الشاملة مصر 2030.
سجلت النتائج اعلى معدلات التدرييب في المحافظات الريفية مثل البحيرة 44 برنامج تدريبيي لــ1204 مطبق يليها القليوبية 1074 والغربية 956 ثم المنوفية 796 على التوالي.
لذا توصي الدراسة بتعميم برامج التدرييب على كافة المطبقيين وربط اتحادات المنتجين والمزارعين والمصدرين مع متخذي القرار لتفعيل منظومة المبيدات في افضل اتجاة نحو توفير غذاء صحي وأمن لكل المصريين وزيادة الطاقة التصديرية للحاصلات وخاصة الموالح.